الرياضة في العراق تتحدى الارهاب
محمد قاسم من بغداد: الرياضة في العراق تأثرت كغيرها من باقي المجالات بما يمر به هذا البلد من متغيرات وتحولات كثيرة ومتعددة. حيث انفتحت الابواب امام منتخبات واندية العراق الرياضية بمختلف المجالات وعلى راسها كرة القدم بعدما كانت معزولة ومقيدة وتفتقر الى التجهيزات اللازمة والتدريب المطلوب ولاتملك من مقومات النجاح الا القليل.
اليوم حصل الرياضيون في العراق على فرصة كبيرة ومجال واسع لتحقيق امالهم المستقبلية في عالم الرياضة، واليوم تحضى الرياضة في العراق بالكثير حيث اعيد تاهيل اكثر الملاعب المعروفة ويعرفها الجمهور الرياضي
مثل ملعب الشعب الدولي الذي شهد العديد من المباريات الدولية في الثمانينات. وكذلك انشأت في كل منطقة اكثر من ملعب لكرة القدم وخصوصا في المناطق الشعبية المزدحمة، كما تم انشاء قناة فضائية رياضية تهتم بالشأن الرياضي واخر اخبار الرياضة في العالم. و اصبح للرياضيين في العراق وزارة خاصة بالرياضة والشباب كما لاتخلوا اي صحيفة عراقية اليوم من صفحة كاملة للرياضة اما جريدة الصباح الناطقة باسم الحكومة فقد افردت 8صفحات في الجريدة اليومية كملحق رياضي.
وبعد القطيعة التي لازمت المنتخبات العراقية في التسعينات باتت اندية العراق تتلقى الدعوات المختلفة من اتحادات دول العالم للمشاركة في الفعاليات الرياضية المختلفة هنا وهناك.
اللافت في الرياضة العراقية اليوم كثرة المحترفين من اللاعبين العرقيين في الدول العربية خاصة في مجال كرة القدم. حيث يلعب عشرات اللاعبين العراقيين اليوم في عدد من الاندية العربية والخليجية خاصة. ولشيوع ظاهرة الاحتراف اليوم في العراق قررت وزارة الرياضة والشباب تحديد حيثيات الاحتراف خارج العراق.
من خلال جولة لايلاف على الملاعب الرياضية المقامة في ساحات المناطق الشعبية تستوعب شباب الاحياء القريبة منه، لاحظنا ان بعض هذه الملاعب سميت باسماء بعض الشخصيات الدينية المعروفة التي اعدمت على ايدي النظام السابق.
وقد اعتبر احد الشباب المعجبين بهذه الملاعب وسرعة انجازها من قبل امانة بغداد انها اهم انجاز حقيقي قدمته الحكومة للشباب قياسا مع باقي الخدمات الاخرى.
وفي الاوقات التي تكون فيها هذه الملاعب شاغرة يرتادها بعض الطلبة لمراجعة الدروس والواجبات، كما تقام فيها بعض المناسبات الشعبية وخصوصا في شهر محرم حيث تقام فيها مجالس العزاء و(مواكب التشابيه الحسينية).
الرياضة في العراق كغيرها من القطاعات في العراق نالها مانال بقية القطاعات من منغصات فقد تعرض عدد من اعضاء الاتحادات الرياضية الى الخطف من قبل مجهولين الامر الذي جعل اللقاء بأحد المشرفين على الرياضة امرا صعبا مع الصحافيين لكننا تمكنا من الوصول الى امين سر الاتحاد العراقي الرياضي للمبارزة وحدثنا عن الصعوبات التي كانوا يواجهونها وعدم الاهتمام بهم كرياضيين في زمن الحكم السابق حيث قال:
كنا لانحظى بالتدريب الكافي والصحيح الذي يؤهلنا لخوض منافسات دولية وكنا نفتقر للتجهيزات المطلوبة من ملابس واحذية وغير ذلك والغريب ان المخازن كانت ممتلئة بهذه التجهيزات لكن لا يتم توزيعها. بل كنا نستعير بعض الاحذية الرياضية عندما تكون هناك مباراة، وحينما كانت توجه لنا دعوة من احدى الدول كانت ترفض ماعدا بعض السفرات لبعض دول الجوار والرفض كان من قبل (عدي) الذي كان يقول :(اللي يريدنه يجينه) والوضع الرياضي بشكل عام افضل من السابق فمثلا يمكننا تلبية اي دعوة رياضية من دول العالم لكن تبقى هناك صعوبة الوضع الحالي من سوء الوضع الامني يؤثر علينا كما يؤثر على الجميع وخصوصا بعد حادث الخطف الذي تعرض له منتخب التايكواندو على الحدود الغربية. كما خطف مسلحون قبل اشهر عددا من اعضاء اللجنة الاولمبية العراقية معهم رئيس اللجنة احمد عبد الفغور السامرائي المعروف باحمد الحجية كانوا في احد الاجتماعات في مقر اللجنة وتم اطلاق معظمهم لاحقا.
لكن مازال المنتخب العراقي لكرة القدم اليوم لايحظى بالشعبية والتشجيع نفسه الذي حظي به منتخب العراق في الثمانينات والتسعينات عندما وصل الى عدة تصفيات نهائية دولية معروفة على مستوى العالم مثل كأس العالم وغيرها... وباتت الرياضة في ظل الوضع الحالي من من هجمات ارهابية ترفا مؤجلا. لكن الرياضيين العراقيين يصرون على مواصلة نشاطاتهم في تحد واضح للارهاب من خلال مشاركاتهم في المعسكرات التدريبية والبطولات العربية و الاقليمية.
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Reports/2006/9/180185.htm