الصيام 31 يوما هذا العام: عطارد يجعل رمضان 28 يوماً
الصيام 31 يوما هذا العام: عطارد يجعل رمضان 28 يوماً
Gmt 2:15:00 2006 السبت 30 سبتمبر
الوطن السعودية
--------------------------------------------------------------------------------
قينان الغامدي
كيف يمكن رؤية "الهلال" إذا لم يكن موجودا أصلا؟ هذا السؤال تبادر إلى ذهني بعد أن قرأت مقال الدكتور حمزة المزيني في هذه الصحيفة يوم الخميس الماضي الذي نشر تحت عنوان "شهود المستحيل مرة أخرى"، وقد أورد فيه حقيقة حسابية لعدد من المتخصصين في علم الفلك تقول "إن الهلال سيغرب في أقطار العالم الإسلامي والعربي قبل غروب الشمس بدقائق يوم التاسع والعشرين من شعبان هذا العام، وهو ما يعني استحالة أن يراه أحد"، وهذه ليست المرة الأولى التي يكتب فيها الدكتور المزيني، فهو سبق أن تناول هذا الشأن الهام عدة مرات في سنوات مضت، وغيره كثيرون كتبوا، ونادوا بضرورة اعتماد الحساب الفلكي لتحري رؤية الهلال، ولكن دون جدوى، فأخطاء الرؤية التي تتصادم مع علم الفلك تتكرر.
ولأنني كتبت في هذا الشأن عدة مرات، دون فائدة، فقد يئست، وقررت ألا أكتب مرة أخرى، لأن الأمر فيما يبدو دخل مرحلة الإصرار على الخطأ واحتقار العلم، لكنني - اليوم الخميس - وجدت في بريدي الإلكتروني مقالا كتبه المهندس محمد شوكت عودة ونشرته إحدى الصحف الخليجية تحت عنوان "ملايين المسلمين صاموا لرؤية كوكب عطارد". والمهندس شوكت هو رئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلة، وقد وجدت في مقالة ما دعاني للعودة إلى المساهمة في هذا الأمر بالكتابة مرة أخرى، لعل وعسى. يقول المهندس شوكت "وبالرجوع إلى وضع القمر في السعودية يوم الجمعة نجد أن القمر قد غاب قبل غروب الشمس في جميع مناطق السعودية.
وهذا ما أكده جميع علماء الفلك في العالم حتى السعوديين منهم، وأكدوا جميعهم على أن بداية شهر رمضان يجب أن تكون يوم الأحد باعتماد رؤية الهلال، وهذا يعني أن من ادعى رؤية الهلال في السعودية يوم الجمعة بعد غروب الشمس وهو متوهم على أقل تعبير إذ إن القمر نفسه لم يكن موجودا في السماء حينها، ولكن من اللافت للنظر وجود ثلاثة كواكب في جهة الغرب في ذلك اليوم بعد غروب الشمس وهي المريخ وعطارد والمشتري، وعلى الرغم من أن أيا منها لا يشبه الهلال إلا أن عدم معرفة الراصد بشكل الهلال يجعل من الممكن اشتباه أحد الأجرام الأخرى بالهلال، وخير دليل على ذلك عام 1984م حين كانت عدة شهر رمضان في السعودية 28 يوما فقط إذ إن أحد الشهود أعتقد أن كوكبي عطارد والزهرة هما قرنا الهلال فأفطرت السعودية على إثر هذه الشهادة بعد مرور 28 يوما من شهر رمضان فقط، أما رمضان هذا العام فقد كان كوكب عطارد هو الأقرب للاشتباه به بسبب قربه من الأفق بعد غروب الشمس.
ويضيف المهندس شوكت أن عشرات الفلكيين المحترفين وباستخدام المناظير والتلسكوبات في السعودية والكويت والأردن والجزائر وعمان لم يتمكنوا من رؤية الهلال بعد مغرب يوم السبت فكيف ظهر بعد مغرب الجمعة؟ المشكلة الكبرى أن رمضان هذا العام يجب أن يكون ثلاثين يوما فيما لو كانت بدايته الأحد كما يقول الفلكيون.
أما وقد بدأ يوم السبت كما هو الحال عندنا في السعودية، فإننا سنصوم واحدا وثلاثين يوما إذا كنا سنفطر لرؤية هلال شوال الحقيقي الذي لن يكون موجودا في السماء إلا بعد مغرب يوم الاثنين 23 أكتوبر كما يقول العلم والعلماء، أما إذا بقينا مستغنين عن العلم والعلماء - وهذا هو المؤكد - فإننا سنصوم ثلاثين يوما بحجة بداية الصيام الخاطئة التي تحتم عدم رؤية الهلال بعد مغرب يوم الأحد 22 أكتوبر لأنه غير موجود أصلا. وربما يسعفنا أحد شهود رؤية "عطارد" فنصوم 29 يوما فقط. هي في حقيقتها حسب الرؤية العلمية 28 يوما فقط، ولله في خلقه شؤون.