قطر والسعودية .. صراع في وسائل الاعلام
[align=center]http://www.balagh.com/islam/images/112604.jpg[/align]
[align=center]قطر والسعودية .. صراع في وسائل الاعلام[/align]
كتابات - جمال الخرسان
منذ عقود طويلة ومنطقة الشرق الاوسط تعيش دوامة كبيرة من النزاعات السياسية التي قد تتطور في معظم الاحيان الى مواجهات عسكرية على الارض، والامثلة على ذلك كثيرة جدا، لكن اغلب تلك النزاعات التي حصلت كانت في اغلب الاحيان توّحد كلمة بلدان الخليج الستة المعروفة ( الكويت، السعودية، الامارات، سلطنة عمان، البحرين، قطر) ضد الاطراف الاخرى.
بقيت هذه المعادلة سارية حتى السنوات الاخيرة التي جلبت معها نزاعا دبلوماسيا وحربا باردة بين دولتين عربيتين في منطقة الخليج هما المملكة العربية السعودية وقطر، مجالات ذلك الصراع كبيرة جدا قد تصل في بعض الاحيان الى الضرب تحت الحزام.
تجلّى الخلاف بشكل واضح في سباق الدولتين لاستمالة الاطراف الدولية الكبرى واقامة اكبر القواعد العسكرية في المنطقة، اذ ان السعودية كانت تحتضن على اراضيها اكبر قاعدة عسكرية امريكية فدخلت دولة قطر على الخط واحتضنت القاعدة الامريكية الاكبر في المنطقة على اراضيها، يأتي ذلك في سياق حرب دبلوماسية وركود في العلاقات بين البلدين، وصولا للجبهة المفتوحة جدا في وسائل الاعلام التي اخذت تتصاعد ووتذاكى خصوصا وان كل طرف يمتلك وسائل اعلام قوية ومتنوعة تتيح له تصفية الحسابات مع الطرف الاخر.
قطر التي تمتلك فضائية الجزيرة وهي من اشهر واقوى وسائل الاعلام العربية تمارس بين الحين والاخر دور المشاكس الذي يقف بالمرصاد لهفوات وسقطات السياسة السعودية، ومن جهتها فالمملكة العربية السعودية تمتلك هي الاخرى صحيفة عريقة كصحيفة الشرق الاوسط او حتى بعض الصحف التي للمملكة العربية السعودية فيها يد طولى من النفوذ كصحيفة الحياة تمرر العديد من المواقف وتصفّي الحسابات بشكل ملفت للنظر تجاه الجانب القطري، كما لايمكن لنا على الاطلاق ان نغفل او نتغافل دور قناة العربية المدعومة بقوة من قبل الجانب السعودي والتي تشكل مع الجزيرة توازن الرعب بين الاخوة الاعداء.
الاعلام الجاد لم يكن وحده طرفا في هذه الجبهة بل وصلت العدوى الى كل شئ بما في ذلك الاعلام الرياضي، وهذا واقع ما وصلت اليه الحال بين مؤسسة ( art) وبين الجزيرة الرياضية حينما اصبح المشاهد العربي ضحية ذلك الصراع بعد تعاون بين الجهتين لم يدم اكثر من سنة واحدة.
اذن فالجبهة مفتوحة وكيل الاتهامات لازال ساري المفعول اما الوساطات فلم تفلح في شئ وهذا ما وصلت اليه الوساطة الكويتية بعد محاولات عقيمة لجمع الشمل، وتبقى منظومة مجلس التعاون الخليجي رغم جميع ما بين اعضائها من مشتركات تبقى رهينة الخلافات بين هذا الطرف او ذاك ولازال مجلس التعاون طفلا يحبو على قدميه، ولعل القادم في هذا الصعيد ربما يكشف قدرة البلدان الخليجية بشكل واضح على ادارة الازمات فيما بينها خصوصا في ظل المتغيرات المهمة جدا والتي تحيط منطقة الخليج.
* كاتب عراقي
mosawi_gamal@hotmail.com
