من اشعار الشيخ محمد جواد السهلاني
سماحة الشيخ محمد جواد السهلاني يمدح الإمام علياً بن أبي طالب (عليه السلام):
ذكراكَ تبقى إلى ما لا نهاياتِ
وذكر غيرك يفنى بعد ساعاتِ
ذكراك مولاي آياتٌ مخلَّدةٌ
هي البطولةُ قد صيغت بآياتِ
ذكراك عطّرت الدنيا بأجمعها
فشعّ من ذكرها نورُ الهداياتِ
ما إن ذُكرتَ ففيك العدل نذكره
يا قاضيَ العدل في كلّ الخلافاتِ
قد جئتَ في زمنٍ لم يفهموك بهِ
وكلُّ جيلٍ يحيل الفهمَ للآتي
حارت عقول الورى في فهم حيدرةٍ
إلا النبيّ وخلاق السماواتِ
ما أنجبت (أمُّ دفر)* مذ بدايتها
ذاتاً كذاتك في كلِّ الولاداتِ
ما بين أصحابه آخى الرسول ، وما
رأى سواك أخاً يومَ المؤاخاةِ
ولا ألوم الذي غالى بحيدرةٍ
لكنني لستُ من أهلِ المغالاةِ
ضاعت حقوقُك في عصرٍ به ألفوا
أن يسجدوا فيه للعزّى ولـّلاتِ
لولاكَ ما رفع الإسلامُ رايتَهُ
خفّاقةً في الدنا من فوق راياتِ
لولا حسامك كان الدينُ مضيعةً
لكلِّ أهوجَ من أهل الضلالاتِ
نهجُ البلاغةِ من آياتهِ سطعت
أنوارُ هدي كأنوارٍ بمشكاةِ
نهج البلاغة دستورٌ إلى أُممٍ
من فيضه تستقي كلُّ الحكوماتِ
يدعو إلى العدل ، والأخلاق رائدهُ
في كلّ فصلٍ وفي شتّى العباراتِ
ما كان أسعد قومي لو به عملوا
لما خضعنا لقانون العقوباتِ
مولايَ آمل يوم الحشر تشفع لي
إن لم أنلْ عطفكم يا طولَ آهاتي
ضاعت حقوقي يا مولاي في زمنٍ
وكم شكوت ولم تُسمع شكاياتي
وحاربتني الليالي ، فادّرعتُ لها
بحبّكم ، وهو درعي في الملماتِ
أنت الإمام الذي نرجو شفاعته
يوم الجزاء لأصحاب الشفاعاتِ
مواقف لك في الإسلام يذكرها
لك الرسول بعنوان المباهاةِ
جلّت عن الحصر ، لا يُحصى لها عددٌ
مثل الكواكب في أُفق السماواتِ
تحنو على البائس المسكين ، تسعفه
كأنه لك إبنٌ من سلالاتِ
تدعو لإنقاذه من كلّ معضلةٍ
هذي وصاياك تدعو للمواساةِ
حتى ابنُ ملجم كم أوصيت فيه وكم
منحته منك عطفاً في المبرّاتِ
هو الذي قد جنت كفّاه واقترفت
جنايةً ، دونها كلّ الجناياتِ
ويل (ابن ملجم) فالتاريخ يلعنه
في كلّ آنٍ بلعناتٍ ولعناتِ
لولا الصلاة وذكر الله يشغله
لما تمكّن منه الغاشم العاتي
أبا الحسين ولائي ذا أُقدّمه
لشخصك الفذّ ، فاقبل لي موالاتي
إيه (ابن ملجم) لم تقتلْ أبا حسنٍ
فإنه خالد في الروح والذاتِ
وقال في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) :
يحقُّ لعينِ الدينِ أن تسكبَ الدمعا
فإنسانُـها في الطفِّ قد لقيَ الصدعا
فيا يومَ عاشوراءَ جئتَ بفادحٍ
تضيقُ به الدنيا على رحبِها ذرعا
ففي كربلا قد قوّضَ المجد ربعهُ
فيا أيها الراجيّ لا تقصدِ الربعا
ويا يومَ عاشوراء شمسُك كُوّرتْ
فوجهُ الذي فوق القنا نورُه شعّا
فيا منقذَ الإسلامِ في بذلِ نفسهِ
فكلُّ الورى تفديك أنفسها جمعا
يزيدُ الورى في كلِّ حولٍ نياحةً
على من يزيد لا يساوي له شسعا
هوى بدرُ أفقٍ فوق تربةِ نينوى
فسايرْنه شهبٌ وها هم به صرعى
نفوسُ بني الزهراءِ في السومِ قد غلتْ
ولكنهم في الله قد أرخصوا البيعا
وجوهٌ إذا ما اسودّ افقٌ تخالُها
بدوراً تبدّت في دياجي الوغى نصعا
همُ للهدى قلبٌ وعينٌ وساعدٌ
ولكن بأرضِ الطفِّ قد صرعوا صرعا
بنفسي أباةً في الظهيرةِ صُرّعوا
أسالوا من المختارِ والعترةِ الدمعا
فللأرضِ أن تندكَّ حزناً على ابنِ مَن
لهُ اللهُ قد سوّى سماواتِه السبعا
سعت لعفا آلِ النبيِّ زعانفٌ
بمقتلهِ لكنما خفق المسعى
فلمّا أرادَ الرجسُ تغييرَ شرعةٍ
أبى السبطُ إلا أن يكون لها درعا
هوى سيفهُ فوق الرؤوسِ كأنّهُ
حِمامٌ أتاهم لم يطيقوا له دفعا
إذا حكّم السيفَ اليمانـيَّ فيهمُ
بدا ضربـُه وِتْراً ومضروبـُه شفعا
وقد وعظ السبطُ الزّكيُّ عداته
ولكنّ هذا الوعظ لم يجدِهم نفعا
قضى وهو محمودُ النقيبةِ صابراً
وفي قتلهِ أحيا المكارمَ والشرعا
وصلّتْ على جُثمانهِ رسُلُ الهدى
يؤمّهمُ (طه) وقد كبّروا سبعا
وكم طفلةٍ بعدَ الحسينِ مروعةٍ
ولم تأتِ يا للّـهِ من أمرِها بِدعا
وطفلٍ لآلِ الله من فيضِ نحرهِ
تغذّى ولم يُتممْ لبانتَهُ رضعا
وليد قضى لم يدرِ أنّ رضاعَهُ
دمُ النحرِ أم مِن أُمّهِ التقمَ الضرعا
نوادبُ لا يرضى لها الصونُ والحِجى
سوى الخفضِ لكنّ الأسى زادها رفعا
سوافرُ لا يُبدينَ للشمسِ أوجهاً
حُجبنَ وقد كان الحجابُ لها النقعا