-
مشاركة جديدة
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الميامين..
(( لكي لاننسى..
الاستراتيجية الصدرية والبيانات السياسية للامام الشهيد محمد باقر الصدر (رض))).
عبرت البيانات السياسية التي اصدرها الامام الشهيد الصدر الاول (رض) عن المعاناة الحقيقية التي يعيشها الشعب العراقي سياسيا وثقافيا واجتماعيا ودينيا.. كما انها جاءت تعبيرا صادقا عن المرجعية الصالحة الرشيدة وعن جهادها من اجل كرامة وعزة الفرد ونصرة الاسلام.
لقد كانت ومازالت هذه البيانات هي رمزا فكريا للحركة الاسلامية في العراق ودليلا عمليا للمستقبل، ومشروع تغيير للواقع المزري الذي يعيشه عراقنا. واتضح نور هذه البيانات في الانتفاضات الشعبية في صفر1977 وانتفاضة رجب 1979 ثم الانتفاضة الشعبانية الكبرى في 1991 وانتهاء" بالانتفاضة الحرة في شباط 1999 في اعقاب اغتيال المرجع الديني المظلوم الشهيد آية الله محمد الصدر(رض) ونجليه الذي انطلق من موروثه الصدري..
وللبيانات الثلاثة التي وجهها امامنا الشهيد السعيد الصدر الاول(رض) يظهر جليا المنحى الاخلاقي الراقي عندما اعتبر تدفق الجماهير على سماحته بأنها ولاء" للاسلام وللمرجعية الصالحة الرشيدة التي هي الشهيد الرباني على الامة في عصر الغيبة الكبرى ( هذا وفق النظرية الصدرية ).
ولو نظرت في البيانات لدخلت في رحاب القانون الاجتماعي من خلال مقولة سماحته ((وان القوة لو كانت علاجا حاسما دائما ليقي الفراعنة والجبابرة..)) لعرفت ان الانظمة القمعية لابد ان تزول. وبهذا فقد اعطى انذارا واضحا للطاغية الصدامية بأنه سيلتحق بركب الغابرين. ومن جهة اخرى طالب الشهيد الصدر بالسماح للشعب العراقي ان يمارس شعائره الاسلامية وخاصة الحسينية ، لان الشعائر الحسينية تربط المسلم بالنهج الحسيني الرافض لكل اشكال الظلم ويثور على الفساد. وسلط الضوء ايضا على فقدان الدستور وتعطيل القوانين ، وتفشي الاستبداد من قبل الحزب الاوحد والحاكم الابدي (( الحكم المطلق ))، وامتهان كرامة الفرد وانعدام دور القضاء وفقدان العدالة......
انه الثائر الاول بوجه الطاغوت ( يزيد العصر ) دافع عن كل فئات الشعب العراقي بعربه وكرده وتركمانه، بشيعته وسنته وبمسلميه ومسيحييه واقلياته. لقد طالب الشهيد الاول السلطة الببغيظة على ان يشارك الشعب العراقي في صياغة القرارات السياسية عبر مجلس أمة منتخب يمثل الشعب تمثيلا صادقا ، وانطلقا من موقعه المرجعي القيادي، رغم انه كان يعلم بان هذه الطلبات ستكلفه الثمن غاليا وتكلفه حياته الغالية ، وبالفعل صدق توقعه. ولكن وعلى حد قوله بان هذه الطلبات (( ليست طلب فرد ليموت بموته ، وانما هي مشاعر امة وارادة امة)).
لقد وضع سماحته يده على الجرح وشخص هوية النظام العفلقي الصدامي ، وعزلة هذا النظام عن الشعب وهو دليل الافلاس، وجردهم من كل المواصفات والمؤهلات المطلوبة في الحاكم عبر استحضار صورة تاريخية عن القيادة الحقيقية (( بينما كان علي وعمر يعيشان مع الناس وللناس ، وفي وسط الناس ومع آلامهم وأمالهم..)).
ان هذه البيانات انطوت على جوانب في غاية الخطورة والاهمية من منظور ديني واجتماعي ووطني وسياسي. فقد آمن سماحته وفق الاستراتيجية الصدرية بان للشعب موقفا متميزا وعول على الشعب العراقي في عملية التغيير. ففي البيانات التي وجهها الامام للشعب العراقي يتضح جليا عمق الحب بينه وبين الجاهير (( ياشعب آبائي وأجدادي اني معك ، وفي اعماقك ولن اتخلى عنك في محنتك ، وسأبذل آخر قطرة من دمي في سبيل الله من اجلك)). (( وانا اعلن ياأبنائي.. اني صممت على الشهادة)).
لقد كان الامام الصدر ومايزال ضمير الامة ولسانها (( اذا كانت السلطة تريد ان تعرف الوجه الحقيقي للشعب العراقي فلتجمد اجهزتها القمعية اسبوعا واحدا فقط ولتسمح للناس ان يعبروا خلال اسبوع واحد عما يريدون)).
لقد اعطى الامام بعدا شرعيا في منازلة الشعب ضد السلطة الغاشمة (( فعلى كل مسلم في العراق ، وعلى كل عراقي في خارج العراق ان يعمل على مابوسعه ولو كلفه ذلك حياته من اجل ادامة الجهاد والنضال لازالة هذا الكابوس عن صدر العراق الحبيب وتحريره من العصابة اللآانسانية)).
لقد تبنى الامام الصدر مشروع توفير حكم صالح فذ شريف يقوم على اساس الاسلام مع عدم التفريط بحقوق وحريات مواطنيها من غير المسلمين. واكد على وحدة الكلمة ونبذ الطائفية (( فانا معك يااخي وولدي السني بقدر ما انا معك يااخي وولدي الشيعي، انا معكم بقدر ماانتما مع الاسلام)).
اننا وبقدر تقربنا من الفكر الصدري ومنهجه واستراتيجيته ، نتلاحم وننتصر على قوى البغي والظلم ويكون مستقبلنا زاهرا... وبقدر ابتعادنا عنه يزيدنا تمزيقا وفرقة ونزاعات.
وليتعض اولئك المتاجرون بفكر الصدر ومن يحملون شعاراته دون تطبيق... هل سيصلون يوما ما لهذا المستوى الرفيع من الفكر والدراية ونكران الذات والتضحية.. وهل سيخلعون عنهم ثوب الزيف والانانية ويسيرون بهدى فكر الصدرين النير؟
ليكــن كــل واحـــد منـــا شهيـــــــــدا صدريــــــــــــا.
والسلام
ملاحظة: لقراءة البيانات التي وجهها الامام محمد باقر الصدر(رض) انظر الموقع: www.darislam.com