مهزلة الواقع السني " ما بعد محاكمة الطاغية"
الكلام هنا ليس طائفيا بحتا لأنه على الأقل هناك سني واحد تعرض للإضطهاد من قبل صدام التكريتي.
الكلام هنا يقع حول ظاهرة كبيرة وواسعة تعيشها مجموعات تنتمي للسنة سواء في العراق أو في العالم العربي.
الواقع يقول أن أغلبية السنة في العراق يعيشون حالة الحزن والإهانة بعد صدور الحكم ضد الطاغية وهذا يدعونا إلى التفكير في هذه الحالة المأساوية التي تعيشها هذه الطائفة الدينية والتي تدعي الإتصال بالله سبحانه وتعالى. أنا شخصيا لا أفهم كيف أن مذهب ديني يبرر أن ندافع عن طغاة ومجرمين أو أن نبحث عن تبريرات عن جرائمهم ضد الإنسانية خاصة أن كل الاديان الموجودة او المنقرضة هي تتفق مع الطبيعة الإنسانية وتحفظ كرامتها.
طبعا هناك أفراد سنة ضد الطغاة والمجرمين ولكن هؤلاء يمثلون الحالة الشاذة أو الخارجين عن المألوف.
هذا يجعلنا نفكر في أن المذهب السني قام ويقوم على فكرة تعظيم الطاغية والبحث عن كل التبريرات لجرائمه وأنها كانت في سبيل حفظ الوحدة والإستقرار.
أكثر الردود السنية على المحاكمة نقوم على هذه الفكرة " اليوم في العراق هناك قتل وذبح وإحتلال وجرائم ضد الإنسانية"
صحيح هذا والكل يعيش هذه الأوضاع الراهنة وإدارة بوش هي إدراة مجرمة قتلت من العراقيين ودمرت البلاد.
ولكن ما علاقة هذا بجرائم صدام؟ فالمعلوم أن الجريمة لا تبرر الجريمة ثم أنه لا يمكن أن نعمل بمبدأ القياس في إرتكاب المحرمات والجرائم. فكل براهينهم تقوم على مغالطة اخلاقية منطقية وهي ان الجريمة تبرر الجريمة.