الديلي ميرور: سيتم اعدام صدام شنقاً تحت قوس النصر وبحبل عثر عليه في سجن أبو غريب!
«ديلي ميرور» عن ساعات صدام الأخيرة قبل الإعدام: التنفيذ في يناير ... وسيسمح له بالاستحمام والحلاقة
لندن - من إلياس نصرالله:
قدمت صحيفة «ديلي ميرور» البريطانية، وصفاً لعملية إعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وبرنامجه في الساعات الأخيرة من حياته، وكتبت أنه سيتم اعدامه شنقاً تحت قوس النصر وبحبل عثر عليه في سجن أبو غريب، في حين نقلت صحيفة «اندبندنت» عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية، أن السفير الأميركي في بغداد زلماي خليل زاد، فشل في محاولة التسامح مع التنظيمات السنية لتهدئة الوضع في العراق وتقرر عزله، حيث من المتوقع قريباً أن يخلفه في المنصب رايان كروكر، السفير الاميركي لدى باكستان.
كما نقلت عن شخصية سياسية كردية أن خليل زاد «فشل حقاً، إذ إن المشاركة السياسية الواسعة للسنة لم تؤد إلى تخفيف العنف وأغضبت الشيعة».وكتبت «ديلي ميرور»، أن إعدام صدام سيتم شنقاً تحت قوس النصر الذي شيده في عهد حكمه على شكل سيفين محدودبين والذي كان يجلس وهو رئيساً على منصة تقام بالقرب منه لمشاهدة الاستعراضات العسكرية، وهي تمر تحت القوس ليس بعيداً عن قبر الجندي المجهول. ولم يُعرف بعد ما إذا ستقرر الحكومة العراقية السماح للمواطنين بمشاهدة عملية الشنق أو ما إذا كان سيتم نقل العملية على شاشة التلفزيون.أما حبل المشنقة الذي سيُلف حول عنق صدام، فهو واحد من ثلاثة حبال مشانق تم العثور عليها بعد سقوط حكم البعث في سجن أبو غريب.
وتوقعت الصحيفة أن تتم عملية الشنق في يناير المقبل. وحتى ذلك الوقت، سيجري نقل صدام في شكل متواصل إلى أماكن احتجاز سرية خارج بغداد. ولدى صدور قرار نهائي بعد البت في الاستئناف الذي قدمه صدام ضد الحكم سيجري الاحتفاظ به داخل «المنطقة الخضراء» المحصنة على مقربة من المحكمة، خوفاً من أي محاولة يائسة قد يقوم بها مؤيدوه لإطلاقه.
أما آخر وجبة طعام لصدام فستقدم له عشية تنفيذ حكم الإعدام بحقه والمقرر أن يكون في الساعة 12 ظهراً من اليوم الذي سيتحدد لاحقاً، وليس وفقاً للتقاليد المتبعة في البلدان الإسلامية التي تمارس فيها عمليات الإعدام، حيث تقدم آخر وجبة طعام للمحكومين قبل موعد تنفيذ الحكم بـ 12 ساعة. وتوقعت الصحيفة أن يطلب صدام قرصاً من البيتزا أو وجبة هامبورغر كبيرة، وهما الوجبتان المفضلتان لديه ويتم إحضارهما له عادة من معسكر قريب للجيش الأميركي.
وكتبت «الميرور» القريبة من حزب العمال، أن من سخرية القدر أن صدام سينتظر وصول جلاده في الطابق الأرضي للقصر الرئاسي الذي بناه وهو أكبر قصر من بين القصور الـ23 التي بناها في عهد حكمه، والمستعمل حالياً كمقر للعسكريين والديبلوماسيين الأميركيين.
أما ليلته الأخيرة فسيقضيها برفقة رجل دين مسلم سيقوم بتلاوة القرآن وأداء الصلوات وسيقدم له نسخة من القرآن الكريم. ولن يسمح له برؤية زوجته وبناته اللواتي لجأن إلى الأردن. وسيُسمح له أن يستحم ويحلق ذقنه ويقص شعر رأسه. ويتجه إلى المكان المعد لعملية الشنق من خلال باب القصر الرئاسي المعروف بـ «باب القتلة» وسينقل بسيارة مسافة ميل واحد فقط إلى الموقع، حيث سيصعد إلى المنصة التي ستنصب فوقها المشنقة حافي القدمين وهو مرتدياً جلباباً أبيض اللون.
وأوضحت الصحيفة أن الحكومة الحالية لا توظف لديها جلادين لتنفيذ أحكام الإعدام، وليس من المعروف من هو الجلاد الذي سيقوم بشنق صدام، لكنها ذكرت أن المئات من العراقيين تطوعوا للقيام بهذه المهمة. وقدمت الصحيفة برنامجاً مفصلاً عن كيف سيقضي صدام يومه الأخير كما يلي:
• في الثانية من بعد ظهر اليوم قبل الأخير، يمثل صدام أمام محكمة الاستئناف لسماع الطلب الذي تقدم به.
• في الرابعة بعد الظهر يجري النطق بالحكم النهائي ضده ويجري اقتياده بسرعة تحت حراسة مشددة إلى قبو في قصره الرئاسي السابق.
• في السابعة مساء تقدم له الوجبة الأخيرة.
• في الثامنة مساء يصلي مع رجل دين مسلم ويسمح له بتلاوة القرآن.
• في الثامنة صباحاً يحلق ذقنه ويقص شعره.
• في التاسعة صباحاً يقوم بتغيير ملابسه وارتداء الدشداشة.
• في الحادية عشرة والنصف تبدأ رحلته الأخيرة في اتجاه حبل المشنقة.
• في الثانية عشرة ظهراً يتم تنفيذ حكم الإعدام.
من ناحية أخرى، يأتي الكشف عن قرب رحيل خليل زاد غداة صدور حكم الإعدام على صدام، ودليل على أن الإدارة الأميركية تنوي إحداث تغيير في طريقة تعاملها مع الأطراف السياسية العراقية لمواجهة التدهور الشنيع في الوضع الداخلي، رغم التدخل النشط من جانب السفير الأميركي في الحياة السياسية في العراق وإبدائه قدرة على التأثير فيها أكثر من السفراء الأميركيين السابقين.
ولعب خليل زاد دوراً نشطاً في عزل رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري بموافقة الإدارة الأميركية التي سرعان ما اكتشفت أن خليفته نوري المالكي هو «أكثر مقاومة للرغبات الأميركية» من سابقه. كما اكتشفت أن سفيرها في بغداد يتمتع بمهارة عالية في بناء العلاقات الشخصية مع السياسيين العراقيين من دون أن يكون قادراً على إقناعهم بتمرير رغباته.
ويرى منتقدو خليل زاد، أنه أخطأ في حساباته عندما لم يلاحظ الفرق بين العراق وأفغانستان التي عمل فيها سفيراً لبلاده قبل انتقاله إلى بغداد، وصارع من أجل الحصول على موافقة إدارة الرئيس جورج بوش على فتح حوار مع المتمردين السنة ليكتشف أن الأجنحة القوية بينهم ليست راغبة بالحوار أو المفاوضات، بل ترغب في خروج سريع للأميركيين من العراق.
ويُعتقد أن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس هي أكثر المتحمسين لعزل خليل زاد، أحد رموز المحافظين الجدد، لحسابات داخلية وشخصية، خصوصا بعد الكشف أخيراً عن نص مذكرة سرية بعث بها إلى رايس في مطلع الصيف الماضي قدم فيها عرضاً قاتماً للأوضاع، ليس فقط لدى السنة بل لدى الشيعة على حد سواء، وفي شكل خاص في مسائل مثل حقوق المرأة، والتفرقة الدينية والعرقية، والخدمات العامة، والأمن الداخلي وعدم ثقة الناس بالأجهزة الأمنية، لدرجة تجعل موظفي السفارة غير قادرين على القيام بمهامهم كما يجب.
http://www.alraialaam.com/08-11-2006...ontpage.htm#05