-
كيف يمكن ان يحدث هذا؟
كثيراً ما كنت اتناقش مع اخوة لي اعزاء من العراق الحبيب حول بعض المسائل التاريخية وبالتحديد عن شخصية سافلة في تاريخنا الأسلامي
انها شخصية معاوية بن ابي سفيان.
وكان هناك اجماع كامل من جميع هؤلاء الأخوة وهم من مختلف المذاهب الأسلامية على ان هذه شخصية لا تمت الى ديننا بصلة. بل انه شخصية تثير حفيظة كل من عنده مثقال ذرة من التزام وغيرة على ديننا الأسلامي العظيم.
قناة الجزيرة اذاعت خبراً عن ان مسجد "معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه" في مدينة الرمادي تعرض الى هجوم من قبل القوات الأميركية.
وابرزت اعتراض امام الجامع الذي كان يبدو في لباسه ومظهره اقرب الى مطاوعة السعودية منه الى العراق واتقيائه.
فقط تملكني تساؤل لماذا سمي المسجد على اسم معاوية في العراق.. لماذا؟؟
ام انه فبركة من فبركات قناة الجزيرة المشبوهة.
-
بل أعجب من هذا يكون .. إن من العراقيين من يصر على قول (الإمام معاوية) نكاية بقول المسلمين ( الإمام علي ) ! و هذه سمعتها بنفسي عندما بدأت موجة اعتراض بعش المتمسلفة على خطب الشيخ أحمد الكبيسي و منهم توعده و هدده أن يكف عن ذكر مثالب "خال المؤمنين" !
-
المصيبة الاكبر هو انتشار الوهابية ودعاتها بكثرة في مناطق الجنوب العراقي فضلا عن بغداد وشمال العراق ...
ففي البصرة مثلا هناك خمسة مساجد جديدة للوهابية احدها في حي الزهراء واخر في الجزائر وثالث في حي الجمعيات ... وكل هؤلاء يدافعون عن تاريخ معاوية ويزيد وامثالهما ... فهل تلتفت القلة المخلصة من علمائنا لهذا الاخطبوط الوهابي الذي بدا ينخر الجسد الشيعي العراقي ؟؟
-
فقط سؤال اخي العزيز قصر
هل عرفتم كيف وصل التيار السلفي الى العراق
هل هو دعم من النظام
هل هو دعم خليجي سعودي
هل هي ردة فعل
ام هي حركة غربية لخلق توازنات بخلق مجاميع متشددة هنا او هناك؟؟
كيف يستطيع مسلم متدين ان يحب معاوية او يزيد .. معادلة لا استطيع فهمها
-
مع طغيان السلفية الفكري والاعلامي في السنوات العشرين الاخيرة بفعل الطفرة النفطية وامتداد النفوذ السعودي طغت على الفكر الاسلامي مفاهيم مشوهة تختلف عما شهده الفكر الاسلامي منذ مطلع هذا القرن والى سريان التعصب السلفي الى البلدان العربية والاسلامية .. وقد كان من قبل تناول كتاب كبار كالعقاد وطه حسين وحتى سيد قطب لمعاوية وعمرو بن العاص وغيرهم لايثير حفيظة عامة الناس او الكتاب والمفكرين الآخرين .. وان كانت هناك وجهة نظر أخرى فهي في اطار الخلاف الفكري الهادئ كما حصل بين طه حسين واحمد امين مثلا .. اما الآن فقد اختلف الأمر وصار الحديث عن معاوية واضرابه محرما كالخوض في سيرة بقية الصحابة الأجلاء .. وعلى ذكر الكبيسي اذكر في بداية ظهوره على قناة دبي وكنت مع بعض الاخوة من قادة الحزب الاسلامي العراقي وجاءت سيرة الكبيسي فقلت انه جرئ بحيث قال ان الدولة الاسلامية قامت على استبداد من معاوية الى يومنا هذا .. فساد وجوم وقطع الحديث صمت .. فانتبهت لما قلته مع انه منقول .. لاعجب اذا ان نسمع ان هناك جامعا باسم معاوية او عمرو بن العاص او المغيرة بن شعبة .. ولاغرابة ان صار الحديث عن سيرة هؤلاء من المحرمات وقد رأينا في بعض مواقع السلفية كيف يجري تمجيد هند ومعاوية ويزيد وابي سفيان وتنزيههم من كل عيب ..