طائرات اميركية كانت تحلق قبل الانفجارات:اليوم الأكثر دموية : 450 قتيلاًوجريحا في الصد
اليوم الأكثر دموية في مدينة الصدر: 450 قتيلاً وجريحاً!
تخطت الأحداث العراقية أكثر السيناريوهات تشاؤماً، أمس، بعدما تم كسر الرقم القياسي الذي أعلنته الأمم المتحدة لضحايا العنف في العراق، لا بعد أسبوع أو شهر، بل في اليوم التالي مباشرة؛ ففي إحدى أكبر المجازر التي ارتُكبت في ظل الاحتلال الاميركي، سقط أكثر من 200 قتيل و250 جريحاً، في سلسلة هجمات استهدفت مدينة الصدر أمس، وبعد ساعات من قيام جنود الاحتلال بقتل عمال في المدينة ذاتها.
واستهدفت ثلاث سيارات مفخخة، في ساعة ازدحام، سوقَي جميلة والحي وساحة الشهيدين في مدينة الصدر، بفارق 15 دقيقة بين انفجار وآخر، وتزامناً مع إطلاق قذيفتي مورتر على كل من ساحتي الشهيدين والمظفّر. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع العراقية إن الهجمات أسقطت 200 قتيل و250 جريحاً على الأقل، بالإضافة إلى تدمير عدد كبير من الدكاكين والسيارات والباصات.
وارتفعت سحابة كبيرة من الدخان الاسود فوق شرقي العاصمة، فيما غصّت شوارع المدينة بالدماء والجثث المتفحّمة والمواطنين المذهولين، وأيضاً بمقاتلين غاضبين من ميليشيات <جيش المهدي> التابعة للتيار الصدري، ذكرت <أسوشييتد برس> أنهم أطلقوا اللعنات ضد السّنة والنار في الهواء، في ما يبدو
أن الهجوم قد حُمّل، وسط التوتر الطائفي المتنامي، طبيعة مذهبية.
وسرعان ما أعقب تفجيرات مدينة الصدر، إطلاق نحو 10 قذائف على جامع <أبو حنيفة> السني في حي الأعظمية، ما أدى إلى مقتل مواطن وجرح سبعة. كما استهدفت ثمانية قذائف مقر <هيئة العلماء المسلمين> من دون وقوع إصابات.
وبعد المجزرة، فرضت الحكومة حظر تجول <حتى إشعار آخر> في العاصمة بأكملها، وأغلقت مطار بغداد الدولي أمام جميع الرحلات التجارية، فيما أغلق مطار البصرة وموانئها الثلاثة. كما أغلقت مداخل مدينة الصدر، وشرعت الشرطة تبحث عن سيارات مفخخة.
في محاولة لمنع انفلات الأوضاع الأمنية في العاصمة، عقد الرئيس العراقي جلال الطالباني ونائبه عن قائمة جبهة التوافق العراقية طارق الهاشمي ورئيس قائمة الائتلاف الموحد عبد العزيز الحكيم، مؤتمراً صحافيا مشتركاً في بغداد، دعوا فيه العراقيين إلى الهدوء والتلاحم <لتفويت الفرصة على الساعين لإشعال حرب طائفية> في البلاد.
بدوره، دعا رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، في تصريح تلفزيوني منفصل، إلى التحلي ب<الحكمة والابتعاد عن الانفعالات>. كما استنكر <مؤتمر أهل العراق> بزعامة عدنان الدليمي <بشدة الاعتداءات الإجرامية التي تستهدف وحدة العراق... في محاولة يائسة لجر البلاد إلى حرب أهلية يسعى لها أعداء العراق وعملاؤهم دعاة الفتنة والتقسيم>.
وحرص الزعيم الشيعي مقتدى الصدر على تهدئة أتباعه، في بيان جاء فيه <لو كان (والدي الامام محمد صادق) الصدر بيننا، لقال لكم حافظوا على وحدتكم وتماسككم وصبركم. الاسلام بذمتكم والمذهب بذمتكم والعراق بذمتكم>. أضاف <تعلمنا من الحسين ان نكون مظلومين فننتصر، وهذه الحادثة ستكون نصرا للدم على الظلم فلا تضيعوا حقكم في أفعال غير مسؤولة. أدعو كافة القوى السياسية للمطالبة بخروج المحتل أو جدولة احتلاله، فإنه الاساس الاول في الفتنة والتصارع السياسي>.
وفي النجف، دعا المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني إلى <عدم الانجرار إلى ردود أفعال غير منضبطة وخارجة عن إطار القانون>. ودعا المرجع إسحق الفياض <المواطنين إلى ضبط النفس>، مطالبا <الحكومة باتخاذ اجراءات سريعة لانزال اقصى العقوبة بالمجرمين>. بدورها، استنكرت هيئة علماء المسلمين <الهجمات الدامية التي تعرضت لها مدينتا الصدر والاعظمية>، ودعت العراقيين إلى <عدم الانجرار الى محاولات تكريس الفرقة>.
قبل دقائق من بدء الهجمات على مدينة الصدر، تمكنت قوات عراقية وأميركية من إحباط محاولة نفذها نحو 30 مسلحاً للاستيلاء على وزارة الصحة
وكانت قوات الاحتلال الأميركية قتلت، خلال غارة على مدينة الصدر فجرا، أربعة عراقيين وجرحت ثمانية.
وأعلنت القوات الاميركية، في بيان، وفاة ثلاثة جنود من <المارينز>، متأثرين بجروح أصيبوا بها في عمليات قتالية في محافظة الانبار.
(أ ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ، <واع>)
