الفضائيات القراقية ... الى اين ؟
الفضائيات العراقية 000 الى اين ؟
من المعروف ان الحالة الوطنية ، صفة لازمة للفرد ، تغمره بحس الانتماء وتشعره بعمق الانغراس الى الارض ، التي غذته منذ نشأته الاولى ، ومن المفترض ايضا ، ان هذا الانطباع غريزي ولايخضع للميول والرغبات التي تغلبها الانا والمصالح الشخصية 00 والاعلام الوطني ، يعتبر المرآة العاكسة لجوهر المواطنة في مجالات الحياة المختلفة ، لكنه يصبح اكثر تألقا والتزاما في غمار نضالات الشعوب لنيل الحرية والاستقلال ، حينما يتخندق مع الصف الاول للرصاص ، لاطلاق الكلمة الصادقة التي تعضد اللحمة الوطنية ، وتوحد الاهداف في بوتقة التصدي وصناعة الانتصار ، بغض النظر عن الحكم والحاكم 0
الا ان التجربة الدكتاتورية البغيضة في العراق ، قوضت البنى الوطنية والاخلاقية والحرفية للاعلام واحتفت برتل لا مثيل له من صياغ الاعلام المموه ، الذي طوق جرائم تلك الفترة بأكليل مزوقة من الافتراءات الشفافة ، لتضليل المجتمع وتجميل صورة النظام القبيحة بألوان وطنية ، مما جعل الاعلام في تلك الفترة ، عامل تجهيل وتهديم للمحتوى الفكري لقطاع واسع من العامة , كما تعد الاحداث الجارية الان ، افرازا دمويا لسجل الاعلام الموجه في الحقبة السوداء 0
والمتتبع لوسائل الاعلام العراقية المعارضة اليوم ، والمرئية منها على وجه الخصوص ، يجدها تجتر من اناء الاوهام الذي رسخ لديها نوبة الرهاب من حلم الجماهير المتطلعة الى التحرر ،بدلا من اخذ دورها في بناء المجتمع ، انطلاقا من رؤيتها المعارضة التي تعتقد بصواب منهجها في وحدة البلاد ، فجاء خطابها محاطا بأطار فكري ضيق لايسع هموم الوطن ولا يحفل بثروته البشرية في خضم صراع ارادة الخير ، التي اختزلت سنين الحرمان مع تلك التي لايطوف في خيالها سوى العرش الجائر ، فيأتي الاعلام في بعض منافذه بأيقاع يدل على خلوه من شرف المهنة ، قبل ان يكون فارغا من المحتوى الوطني والانساني ، ان لم نقل انه مسلوب الارادة ولا زال رازحا بأصفاد الدكتاتورية وهذا ديدنه التحريض والشعارات العدوانية البالية التي آلت بقادتها الى الحضيض ، والتي لم تعد سائغة في مناخ الدستور اليوم ، كونها من احاديث رواد المقاهي في اربعينيات القرن الماضي 000 ونعتقد بأن الاعلام العراقي يواجه الان انعطافة تأريخية ، ذات مسؤولية وطنية واخلاقية تجاه ابناء الوطن ووحدة ترابه ، فلو تغذى من مفاهيم العهد الجديد وتقمص روحية الفرد العراقي المنفتحة على التغيير، لامكنه ذلك اظهار نقلة نوعية في الواقع السياسي ، وأخذ دورا رياديا في تعميق الوعي الوطني بين الجماهير المتلهفة الى الاعلام الداعم لها في تحقيق وحدتها الوطنية