فضل الله:الهلال الشيعي أشبه بـ «نكتة» يراد منها تخويف السنّة والشيعة
حوار صحيفة الرأي حول التطورات الأخيرة في لبنان 26-11-2006م
فضل الله لـ «الرأي»: على اللبنانيين التنبه قبل سقوط الهيكل على رؤوس الجميع الهلال الشيعي أشبه بـ «نكتة» يراد منها تخويف السنّة والشيعة
الإثارات المذهبية، الاغتيالات، الوضع الحكومي، المحكمة الدولية، التوحد الشيعي، متغيرات الساحة اللبنانية... هذه العناوين، إضافةً إلى وضع لبنان الإقليمي، عالجتها صحيفة «الرأي» مع العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله في حوار مفصّل:
وفي ما يلي نص الحوار:
• كيف تقرأ سماحة السيد، عودة مسلسل الاغتيالات إلى الساحة اللبنانية بعد اغتيال الوزير بيار الجميل؟
- لبنان لا يزال يمثِّل دور السَّاحة التي تسرح فيها المخابرات الدولية والإقليمية، ولن يسمح له بأن يخرج من دائرة هذا الدور، وخصوصاً أن النظام الطائفي يتيح لكل اللاعبين الدوليين والإقليميين مجال الدخول على هذا الخط، إذ لا يزال لبنان في ذهن الإدارة الأميركية ورقةً من أوراق الضغط على سورية وإيران، ويراد لهذه الورقة أن تستخدم في لعبة المفاوضات أو المقايضة. أما إسرائيل التي أنهكها التصدي البطولي للمقاومة، بعدما أسقطت معظم أهدافها في حربها على لبنان، فهي لا تزال تمنّي النفس بإحداث مشكلة لمن أنهكها وأسقط أهدافها، عبر تحريك أكثرأكثر من عنصر اهتزاز أمني وسياسي، وعبر الاستفادة من الخطاب المتشنّج الذي يعقب كل جريمة، خصوصاً أن البعض يستنكف عن توجيه إصبع الاتهام إليها.
لذلك، نحن في الوقت الذي لا نستبعد دخول العنصر الإسرائيلي والأميركي على خطِّ الخلافات الداخلية، نريد من اللبنانيين أن يلتفتوا إلى أن المنطقة دخلت في مرحلة تشبه المرحلة الانتقالية في أعقاب الانتخابات الأميركية النصفية، حيث تتصادم فيها المواقع، وتنطلق في ساحاتها عمليات الشدّ والجذب، وليس لبنان بعيداً عن ذلك، الأمر الذي يفرض على الجميع التنبُّه لحماية البلد، وخصوصاً عند المنعطفات الصعبة، قبل أن يسقط الهيكل على رؤوس الجميع.
• حذَّرْت دائماً من الفتنة بين المسلمين في المنطقة، في ضوء ما يشهده العالم الإسلامي، وخصوصاً في العراق، ولكنَّ الفتنة اليوم تقرع بابكم هنا في لبنان...؟
- لعلَّ دراسة الواقع اللبناني في الظروف الحالية، تجعل الإنسان في متابعته للأحداث والتصريحات السياسية، يشعر بوجود خطة لدى بعضهم لتهيئة الأجواء في لبنان لعصبيات مذهبيَّة، لكن لا أحد يرى أنّ ثمة خطّةً فاعلة لإيجاد عصبية طائفية، غير ما يمكن أن يثار في بعض الكلمات والمواقف حول تهميش هذه الطائفة أو تلك، مما يتَّصل بالوضع العام ولا يتصل بحالات ميدانية، إلاّ بعض الذين يحاولون إثارة المسألة المذهبية، وخصوصاً بين السنَّة والشيعة، ولكنّنا لا نعتقد أن هناك فرصةً لأيّ إثارة أو فتنة على الساحة اللبنانية، لأنّ الأفرقاء الذين يتنازعون المسألة السياسية ليسوا طائفةً واحدةً، فليست المعارضة شيعية، وليست السلطة أو الأكثرية سنية، بل هناك خليط في هذه الجهة، وخليط آخر في تلك الجهة. وإثارة المسألة على أساس العصبية السنّية الشيعية، استناداً إلى أنّ المعارضة، أو أنّ فريقاً في المعارضة، يعارض موقعاً سنّياً، هو موقع رئاسة الحكومة وما حولها، لا يمكن أن تحقّق نتائج كبرى في هذا المجال، فثمَّة وضع سياسي في لبنان منفتح على وضع دولي لا يريد للبنان أن يدخل في حال من الفوضى المذهبية تحت عناوين سياسية، لأنَّ هذا يؤدِّي إلى سقوط الهيكل على رؤوس الجميع. ولذلك، وعلى الرّغم من وجود حساسيّات مذهبية، إلاّ أنّني لا أتصور أن الأوضاع تؤدِّي إلى مواقف مذهبية، إذ لا علاقة للسنّة أو للشيعة بالمعنى الثقافي للتسنن أو للتشيع، بكلِّ ما يدور حوله الجدل في لبنان، فالمسألة مسألة سياسية بامتياز، والجدل جدل سياسي حول حكومة الوحدة الوطنية، والانتخابات النيابية المبكرة والمحكمة الدولية الخ... وكل ذلك ليس له علاقة بالخطر المذهبي هنا وهناك.
المحكمة
• لكم مخاوف وتحفُّظات إزاء المحكمة الدولية، ما الذي يخيفكم تحديداً؟
- لسنا ضد المحكمة الدولية، لكننا نعتبر أن هذا المشروع كأيِّ مشروع آخر، بحاجة إلى دراسة قانونية دقيقة تنسجم مع طبيعة الواقع اللبناني الجديد، بالمقارنة مع واقع المنطقة الذي يتحرك بطريقة أو بأخرى لتحريك أكثرأكثر من مسألة سياسية على المستوى الدولي. إنَّ جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري هي من الجرائم التي استطاعت أن تخلق أكثرأكثر من اهتزاز في لبنان، وربما حوله، ولذلك ليس ثمة من يفكر بإهمال هذه القضية، لأنها قد تؤدي، كما أدت بعض مفاعيلها، إلى كثير من الاغتيالات، فنحن نريد الاستقرار في لبنان، والاستقرار لا يتحقق إلا إذا استطعنا معاقبة المجرم على جريمته، ولكن السؤال هو: هل ستبقى هذه القضية في الدائرة القانونية المهنية، أم إنها ستخضع للخطوط السياسية الدولية والإقليمية؟ لأنها حين تتحرَّك في تلك المتاهات، فإنها قد تخلق مشاكل جديدة تفوق المشاكل التي عشناها من خلال هذه الجريمة.
• عنوان ثانٍ تحدَّثت عنه، وحوله جدل حادّ، وهو موقف الطائفة الشيعية المطالبة بالثلث المعطل في الحكومة، هل تؤيد مثل ذلك الموقف؟
- لا علاقة للطوائف في أن تكون الحكومة حكومة وحدة وطنية أو حكومة أكثرية، فالقضية تتعلق بالواقع اللبناني السياسي والاقتصادي والأمني، وبمقولة الديموقراطية التوافقية التي يتحدث عنها اللبنانيون ويؤكدها اتفاق الطائف الذي تحوَّل دستوراً. لذلك أعتقد أن من حقِّ كل لبناني يهتم بالمسألة السياسية التي ترتبط بمصلحة الوطن، أن يطرح التصوُّر الذي يملكه في نوعية الحكومة، أو في نوعية هذا المشروع الاقتصادي أو السياسي وغير ذلك. ولهذا، فإنني أرى أن المسألة هي مسألة ثقة بين السياسيين اللبنانيين، لأنّ هذا الفريق يخشى من الفريق الثاني، ويظن أنه إذا حصل على ما يطلبه في الحكومة مما يسمى بـ «الثلث الضامن» أو «الثلث المعطِّل»، فسيصادر الحكومة لمصلحته، بينما يفكر الفريق الثاني بأن حكومة الوحدة الوطنية لا تلغي أحداً، بل تجمع كل الفرقاء الذين يملكون قاعدة شعبية، ووجهة نظر هؤلاء تقول إن ثمة فارقاً بين أكثرأكثرية نيابية وأكثرأكثرية شعبية، فيزعمون أن الأكثرية النيابية لا تتوازن مع الأكثرية الشعبية، وأن الأكثرية الشعبية من وجهة نظرهم ليست ممثَّلة في هذه الحكومة بالمستوى الذي تستحقه. فالمسألة إذاً من المسائل التي لا بدَّ من أن ينطلق الحوار السياسي معها بطريقة عقلانية وموضوعية وقانونية، ولذا فإني أعتقد أن المسألة ليست مسألة حكومة أكثرية أو حكومة الوحدة الوطنية، بل مسألة فقدان الثقة بين فريقين سياسيين يتهم كل منهما الآخر بوجود خلفيات إقليمية أو دولية في تحرّكاته السياسية، وهذا ما نستمع إليه في كل يوم من خلال الاتهامات المتبادلة.
الحوار لا العنف
• كنتم في نظر معظم اللبنانيين داعية حوار، واليوم بعض الأطراف يأخذ عليكم أنكم أصبحتم طرفاً في الصراع الداخلي القائم، وخصوصاً بعد انتقاداتكم للحكومة وعلاقتها بأميركا؟
- أن تكون محاوراً ليس معناه أن تكون في موقع اللاموقف، وأنا لا أزال أدعو إلى الحوار ولا أشجع العنف، لا في الكلمة ولا في الموقف، ولكن ليس معنى ذلك ألاّ تتخذ موقفاً ترى فيه المصلحة للبنانيين جميعاً في هذا المقام. إن المرحلة التي يمرُّ فيها لبنان، ولا سيما بعد العدوان الإسرائيلي، وبعد هذا الانقسام السياسي الحادّ، بحاجة إلى أن يلتقي اللبنانيون ضمن حكومة وحدة وطنية لا تلغي أحداً، إنّما تجمع الجميع على أساس البرامج المتفق عليها فيما يمكن أن يحل المشاكل اللبنانية، سواء في الجانب السياسي أو الاقتصادي أو الأمني، وخصوصاً أن إسرائيل لا تزال تتحدث عبر أكثرأكثر من مسؤول فيها عسكريٍّ وسياسيٍّ، عن إمكان أن تخوض حرباً ضد لبنان في الربيع أو أو في الصيف المقبل. ففي ظل هذا الواقع القلق الذي يمكن أن يتحرك العدوان من خلاله ضدّ لبنان مجدداً، إضافة إلى أنَّ لبنان تحوَّل إلى ساحة تجاذبات إقليمية ودولية، مع أن كل اللبنانيين يقولون لا نريد أن نكون ساحةً، في ظلِّ هذا الواقع، نحن بحاجة إلى حكومة وحدة وطنية جامعة.
أمَّا فيما يتعلَّق بالتدخُّل الأميركي في لبنان، فهناك فعلاً نوعٌ من أنواع التدخّل الأميركي،أو أو ما يسمَّى الوصاية الأميركية، وهذا ما نلاحظه من خلال حركة السفير الأميركيأو بالدّرجة الأولى، وحركة السفير الفرنسي بالدرجة الثانية، وهذا الأمر لم يعد سرّاً، لم يعد يخفى على أحد تدخل السفير الأميركي حتى في القضايا التفصيلية في الواقع اللبناني، على الرغم من إنكار بعض اللبنانيين خضوعهم للسياسة الأميركية التي تريد أن تجعل من لبنان ساحةً لنفوذها ولحركتها للضغط على بعض دول المنطقة، وخصوصاً سوريا.
• ثمة من يخشى أن يؤدِّي النـزول إلى الشارع، لإحداث التغيير في الوضع الحكومي، إلى العنف. فهل تؤيد النزول إلى الشارع؟
- من الطبيعي جداً، وهذا ما تعترف به كل الأمم، أنّ من حق أي فريق أن يتظاهر سلمياً، حتى إنني كنت أقرأ بعض التعليقات من الدول الكبرى، كأميركا وفرنسا وغيرهما، وهي تتحدث عن حرية التعبير، وحرية التظاهر بالنظام الديموقراطي، لذلك، فإنني أتصور أن اللبنانيين مرُّوا بتجربة التظاهر في الساحة بأعداد كبيرة، وهذا ما لاحظناه في تظاهرات 8 و14 مارس (آذار) و14 (شباط) فبراير، ولم تحصل أيّ مشكلة عندما كانت التظاهرة تتحرك سلمياً، رغم الشعارات الحادة لدى هذا الفريق أو أو ذاك، حتى إن الاعتصامات التي كانت تحدث في ساحة الشهداء كانت اعتصامات سلمية، رغم ضراوة الشعارات والمواقف التي كان يطلقها الشباب من هنا وهناك. فتجربة التظاهر على المستوى اللبناني السياسي ليست من الأمور الخطرة حتى نتحدث بطريقة التهويل والتخويف في هذا المقام. نحن نقول لكل الذين يريدون التظاهر للتعبير عن الموقف السياسي، عليكم أن تتحمَّلوا مسؤولية استقرار البلد، وألا تتحوَّل التظاهرة إلى شغب، فهذه مسؤوليتهم كما هي مسؤولية الدولة ومسؤولية أي لبناني في هذا المقام. ولذلك أرى أن التهويل من النـزول إلى الشارع، والتخويف من أن ذلك قد يسقط البلد ويخلق مشاكل كبرى، ليس دقيقاً في هذا المجال، وخصوصاً أن الذين يطلقون شعار التظاهر، يتحدثون عن انضباط وعن قدرة على السيطرة، فإذا تحقق ذلك، فليس ثمة أيّة مشكلة.
• الطائفة الشيعية في لبنان متَّهمة اليوم بأنها تعيش حالة انغلاق، تفتقد معها التعددية والتمايز في الآراء والتوجّهات. هل تعتبر ذلك صحيحاً؟
- لا أدري لماذا الحديث دائماً عن الطائفة الشيعية فقط؟! لماذا لا يتحدث أحد عن حال الطائفة الدرزية مثلاً، أوأو الطائفة المارونية؟! وإذا كان ثمة انسجام بين قيادات الطائفة الشيعية، فهذا لا يعني انغلاقاً، بل نرى أن الطائفة الشيعية الآن منفتحة من خلال تحالفاتها وتفاهماتها على الساحة المارونية وعلى الساحة الدرزية وعلى الساحة السنية، فثمة فريق مع الطائفة الشيعية في موقفها السياسي، تماماً كما أن ثمة فريقاً مع الطائفة المارونيةأو والطائفة السنّية، ولا أدري لماذا يثار دائماً الحديث عن الطائفة الشيعية، ولا يثار عن الطوائف الأخرى التي تعيش مشاكل داخلية في هذا المجال أوأو ذاك، بأنهاأو تعيش نوعاً من الانغلاق في بعض التجاربأو أو بعض التجاذبات؟! أنا أرفض هذا الوصف، فالشيعة مواطنون لبنانيون، يريدون أن يعيشوا المواطنة المنفتحة على قضايا لبنان الواحد ليكونوا جزءاً من هذا البلد ويتعاونوا مع كل اللبنانيين الآخرين من أجل لبنان قويٍّ منفتحٍ وسيّدٍ مستقلّ.
فالشيعة لا يتحرَّكون من خلال صفتهم المذهبية، وإنما من خلال مواطنيتهم. لذلك، فإنَّ الشعارات التي يطرحها فريق الطائفة الشيعيــة في نطاق فريق المعارضة، ليست شعارات مذهبية، بل شعارات وطنية.
• هذا الكلام عن واقع الشيعة في لبنان، يحاذيه كلام عن واقع الشيعة في المنطقة كلها، إذ هناك من يحذّر من سعي إلى إقامة هلال شيعي؟
- أوَّلاً: الكلام عن إقامة هلال شيعي وهمٌ سياسي يشبه النكتة، فأن تتوحد بلدان عدة في إطار قانوني معين، هذه قضية تتصل بالواقع الدولي، لأنّ الواقع الدولي لا يزال يخضع لمشروع سايكس ـ بيكو.
- ثانياً: نحنُ نعرف أنّ لكلِّ دولة من هذه الدول التي يوجد فيها الشيعة، خصوصياتها الأساسية والاقتصادية والأمنية والثقافية، ومن الصعب جداً إيجاد وحدة بينهم على الشكل الذي يتحدث فيه بعضهم عن هلال شيعي وما شابه ذلك، فالشيعة في العراق مثلاً ليسوا بأجمعهم مع إيران؛ هناك من ينفتح على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهناك من لا ينفتح، كما أن هناك من ينفتح على الشيعة في سورياأو ولبنان وهناك من لا ينفتح. ولذلك فإن عنوان الهلال الشيعي، هو عنوان يراد من خلاله تخويف العالم الإسلامي السنّي من حركة الشيعة التي انطلقت للمطالبة بحقوق المواطنة في كل موقع من المواقع التي يعيش فيها الشيعة، سواء في العراق أو أو في سوريا أوأو في لبنان.
• أيضاً، ثمة من يخشى من أن تتحوَّل المطالبة بحقوق المواطنة إلى مشاريع خاصة للشيعة، وخصوصاً في دول الخليج؟
- لقد أعلن الشيعة في كل مواقع وجودهم، أنّهم لا يملكون مشروعاً خاصاً يستقلّون فيه عن مواطنيهم، بل إنهم لا يريدون إلاّ العدالة على أساس المواطنة، ليكونوا أكثرأكثر استعداداًً لخدمة البلد الذي يعيشون فيه جنباً إلى جنب مع المواطنين الآخرين، وأثبت الشيعة ذلك، فلم تحدث هناك أية حركة شيعية تطالب بدولة شيعية، كما كان البعض يتحدث عن الدولة الشيعية في لبنان مثلاً أوأو في العراق. لذلك فإن هذه التهمة إنما يراد بها الضغط عليهم لأنهم تحوَّلوا في أغلب مواقعهم إلى معارضين للسياسة الأميركية في المنطقة، وهم لا يخوّفون أحداً أساساً، لكنهم يخافون من هذه اللعبة السياسية المخابراتية الدولية التي تقودها أميركا لإسقاط هذه الروح الجديدة التي تمثلت في الانتصار على الجيش الإسرائيلي في ساحة الحرب التي قامت بها إسرائيل ضد لبنان. ونعتقد أن ثمة سياسة أميركية تريد أن تفرض كل المصالح الأميركية على المنطقة بطريقة أوأو بأخرى، سواء في مشروع الشرق الأوسط الكبيرأو (الجديد)أو أو غير ذلك، لهذا فإن الشيعة، كالمواطنين الآخرين من الطوائف الأخرى، يرفضون هذه الهيمنة الأميركية، ويريدون أن يعيشوا أحراراً في بلادهم مع مواطنيهم الآخرين، على أساس حفظ المصالح الحيوية والمصيرية للناس كلهم.