العراق:بين الافغنه...واللبننه!!

العراقهذا البلد المتعدد القوميات والمذاهب والاعراق,شهد تحولاتٍ سياسيه كبيره في تاريخه الحديث,منذ تأسيس الدوله العراقيه عام 1921 وحتى كتابه هذه الكلمات..وهذه الاحداث كان لها الاثر الكبير في تكوين الخريطه السياسيه للعراق-اذا جاز لنا ان نعبر- وبالتالي فهي المسئوله عن توجيه
الخطوط العريضه للنظريه السياسيه العراقيه..
من الملاحظ ان العراق كان موئلاً للتجارب السياسيه المستقدمه من خارج الحدود,وحقلاً خصباً لتجاربها...وكان ذلك منذ اليوم الاول لتأسيس الدوله..
فهذه الدوله افتتحت عهدها بملك مستورد من الحجاز,لايحمل حتى جنسيه عراقيه,ومن ثم تم تنصيبه بأراده بريطانيه..فيما عرف لدى مؤرخي السلطه ب"الحكم الوطني في العراق"!!!!!!!!
ونحن وبعيداً عن الخوض في الدخول لملابسات تشكيل هذا الحكم وكيفيه تشكيله وطبيعه هذه التشكيله والتسميه الجزافيه التي اطلقها المؤرخون..
بعيداً عن هذه الامور نريد ان نعرف ما هو النموذج السياسي في العراق..
ان الملاحظ لهذا النموذج يجده وبكل سهوله نموذجاً عائماً لايمت الى العراق بصله..لذا تجد ساسه العهد الملكي يسارعون الى الاقتداء بالنموذج الاتاتوركي..وقد كان لشخصيه اتاتورك كاريزما كبيره عند ساسه العراق..
فما مناهج التغريب التي اتبعتها الدوله آنذاك في المؤسسات التعليميه الا
تأثر بهذا النموذج..وجرت بذلك سنه الحكام في العراق..بل انتقلت عدوى
استيراد التجارب السياسيه الى الاحزاب العراقيه...
فالحزب الشيوعي العراقي-وهو اقدم الاحزاب- كان يتخذ من التجربه اللينينه
البلشفيه مثالاً يحتذى به في العراق...وقد ذهب الشيوعيون العراقيون الاوائل با ندفاع وحماس شديدين في هذا المضمار..متناسين ان العراق بلد يختلف في تكوينه وطبيعته عن روسيا..وكان ان وقع الشيوعيون في مطبات كبيره افقدتهم وطنيتهم وجعلتهم يصطدمون اصطداما مباشرا بالجماهير..اذ ان طرح افكار الحاديه في مجتمعٍ مسلم..يعد مغامره سياسيه
محكوم عليها بالفشل الذريع مسبقاً...ولقد جر ارتماء الشيوعيين العراقيين في احضان موسكو وبالا عليهم..وكم كانوا ضحيه للصفقات التي يجريها الروس مع الانظمه العراقيه..خصوصا في العهد الصدامي..

وجاء المد القومي في الخمسينيات من هذا القرن..المتأثر بجمال عبد الناصر وبأفكار ميشيل عفلق المرتبطه بالماسونيه...وكان القوميون في العراق..يرتبطون بالقاهره..فكان القرار يصنع هناك..وينفذه هؤلاء هنا..
من غير مراعاه للشعور الوطني على الاقل..فكان انقلاب الشواف عام 59
ومن ثم عمليه اغتيال قاسم..واخيراً انقلاب شباط الاسود...
اما الاسلاميون فكان لهم تأثرٌ آخر...ولو اخذنا حزبي الدعوه ومنظمه العمل
باعتبارهما اقدم هذه الاحزاب..لوجدنا الاثر الايراني واضح المعالم في تحريك سير هذين الحزبين..
فحزب الدعوه مثلا وبعد هجره كوادره الى ايران ارتمى في احضان ولايه الفقيه..ليحضى بالدعم الايراني...وكان هناك تنافس محموم بين الدعوه والمنظمه..في هذا المضمار..وادبيات الدعوه تؤيد هذا..وكانت النتيجه هي ان ينشق هذا الحزب الرصين الى ثلاث احزاب متباينه هي:التنظيم المركزي
وحركه الدعوه وتنظيم العراق.
وقد حسم الصراع بين الدعوه والمنظمه بولاده المجلس الاعلى ليتفرد بالرعايه الابويه لولايه الفقيه...وكان من نتيجه هذه التبعيه ان يتحول فيلق بدر الى وحده تابعه للحرس الثوري الايراني في الثمانينيات من هذا القرن..
ان خطأ الاحزاب والحركات السياسيه التي تكونت في العراق على اختلاف مشاربها ومواردها هو مصدر صنع القرار..
فكان الشيوعيون يصنعون قرارهم في موسكو
وكان القوميون يصنعون قرارهم في القاهر
وكان الاسلاميون يصنعون قرارهم في طهران..
ولايوجد من يصنع قرار في العراق!!!!!!!!!!!!
والنتيجه الطبيعيه لهذا التناشز السياسي ان يحدث اهتزازت ايديلوجيه خطيره لدى هذه الاحزاب..ويزيد من تعقيد المشهد السياسي العراقي.
ولكن يبدو ان هذه الحركات قد اصبحت اليوم على مستوى من الفهم والادراك بأن العراق هو البلد الوحيد الذي يجب ان يصنع فيه القرار..
خصوصا بعد ان مرت هذه الاحزاب الى مرحله النضج السياسي والفكري..
ولكن ..ظهرت لنا اليوم ظاهره جديده!!
وهذه الظاهره تمت بعد يوم سقوط الصنم في 9/4/2003
وتمثلت هذه الظاهره بقيام المتطرفين السنه "وبعوامل تاريخيه وطائفيه"
الى اللجوء الى حمل السلاح ضد العمليه السياسيه اولاً..ومن ثم تحول
هذا التوجه الى حمل السلاح ضد الشعب العراقي بكافه اطيافه مؤخراً..
متخذين من النموذج الافغاني الطللباني نموذجاً لهم..
فأصبحنا نسمع باسماء غريبه عن الذاكره العراقيه من مثل:الامير..امير المؤمنين..الاماره الاسلاميه...التوحيد والجهاد..حركه شورى المجاهدين..
وهذا يدل على افتقار السنه الى القباده السياسيه والنضج السياسي وارتمائهم في احضان المشروع القاعدي..بدلا من المشروع الوطني..
فكان ان وسم هذا الارتماء العقل السني العراقي بميسم العنف والتفجير والذبح والتدمير والخراب..بل وصلت الحاله المزريه لدى بعض السنه ان يقوم بوهب بنته او اخته للمستجلبين من عرب وافغان كل ذلك لانه مؤمن بهذا النوذج...
ومن جانب آخر يبرز لنا التيار الصدري..كتيار ما يزال يعيش مرحله الطفوله السياسيه ليزيد الطين بله...
وهذه المره ليس النموذج السوفياتي..
ولا النموذج القاهري
ولا الطهراني....
ولا حتى الافغاني..
انه النموذج اللبناني...
ان من يراقب مجريات الاحداث في لبنان والعراق يدرك بسهوله ان هذا التيار الوليد يحاول وبكل سطحيه تقليد النموذج الحزب الللاهي..
ويرى في قائده مقتدى"حسن نصر الله العراق"..ونحن هنا لسنا بصدد نقد هذا التقليد واظهار معايبه او محاسنه..بقدر ما نحن مهتمين ببيان تأثيراته على المشهد العراقي..
فمن المعروف ان المشهد العراقي هو مشهدٌ مأزوم اصلاا بسبب ما يجري على ارض العراق من تصارع لارادات مختلفه المشارب والمناهل..
فهناك صراع شيعي سني..وشيعي امريكي.وسني امريكي..واسلامي علماني..وعراقي اقليمي..باختصار المشهد معقد جدا..
فأن يقوم تيار سطحي مالتيار الصدري باستيراد تجربه من بلد هو الآخر يمر بتناقضات سياسيه معقده لاتقل بل تزيد عن العراق باشواط..ويسعى لمحاوله تعميمها وفرضها على الدوله..فأن هذا التصرف ينم وبدون شك على مراهقه او طفوله سياسيه..
ان دعوه الكتله الصدريه مؤخرا الى تعليق عضويتها في الحكومه ما هو الا تقليد ومحاكاه لدعوه نصر الله في اسقاط الحكومه اللبنانيه..
وهي تكشف عن سذاجه وبلاده في التعامل مع الاحداث..
فانا هنا وبصفتي مواطن عراق اوجه ندائي الى هذا التيار الذي دائماً ما يدعي بالولاء للعراق والوطن ان يطبق فعلا ما يدعيه..وان يحاول ان يبني العراق عن طريق مآزره الحكومه وليس الفت في عضدها..فمن المعلوم ان نصر الله لوكان عراقيا في ظل حكومه المالكي لما دعى الى هذه الدعوه الغبيه..ولكن الوضع في لبنان مختلف..
فيا ايها الصدريون عودوا الى الحضن العراقي وكفاكم ابقاء لهذا البلد في اتون التجارب الساذجه والتي تدل على غباء وحماقه مستورديها لاسياسيين...قبل ان تدخلوا هذا البلد في دوامه جديده هو في غنى عنها..

عزيزي زيد المحترم

أكد أحد الإخوة بأن التيار عائد بعد وقوف شعبيته ضده هذا اليوم، وهذا ماسمعناه للتو من راديو سوا عن للسان الاعرجي كان أكثر ليونة من ظهر هذا اليوم بعد إن حاول مبعوث الخالصي إعطاؤهم خطبة الجمعة مكتوبة بأسلوب هيئة الضراـــ