عمال البناء في العراق بين الفقر ومصائد السيارات المفخخة
[align=justify]للمرة الرابعة على التوالي خلال عامين يوجه المسلحون سياراتهم المفخخة صوب مركز وقوف عمال البناء في بغداد وبالتحديد ساحة الطيران دون ان تتخذ الحكومة اجراءات تحد من تلك العمليات.
ولم يكن عمال البناء في بغداد المستهدفون الوحيدين بل حدثت اعمال مماثلة في مدينة الحلة (120كلم جنوب بغداد) لثلاث مرات على التوالي في نفس المنطقة حصدت المئات من القتلى والجرحى وفي مدينة الكوفه (150 كلم مترجنوب بغداد ) راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح حتى في مناطق اخرى من بغداد في مدينة الكاظمية سقط بداية هذا العام العشرات من القتلى والجرحى بنفس الاسلوب المتبع من المنفذين .
وكان انتحاريا فجر نفسه اليوم وسط حشد من العمال الذين يعملون بالاجر اليومي في ساحة الطيران وسط مدينة بغداد اوقع 60 قتيلا واصاب 221 جريحا.
تقول احد الاحصائيات المحلية داخل العراق بان نسبة البطالة في العراق وصلت الى 70%. وهي نسبة لم تؤكدها الدوائر الرسمية. لكن في العراق يمكن اعتبار اي شخص لايزاول عملا معينا او يعمل عملا حرا بانه عاطل عن العمل خاصة ان بعض المنظمات التي يتم تكليفها باجراء احصائية معينة توجه سؤالا دون تقصي الحقيقة معتمدة على صدق مايصلها من معلومات، بسبب سوء الوضع الامني حيث ترك العمل الكثير من الموظفين الذين تقع دوائرهم في المناطق الساخنة بعد تلقيهم تهديدات بالقتل من مجهولين وكذلك التهجير القسري ادى بمئات الموظفين الى ترك وظائفهم بعدما اصبحت بعيدة جدا عن محل سكناهم الجديد وكذلك خوفاً على حياتهم من القتل او الاختطاف... ولم يجد هؤلاء امامهم الا التوجه الى (المسطر) عسى ان يحصلوا على فرصة عمل توفر لهم لقمة العيش ليوم او بعض يوم.
والمسطر هو مكان يتجمع فيه عادة عمال البناء بأجور يومية وسمي مسطرا بسبب اصطفاف العمال على ارضه. ومن يحتاجهم يأت الى المسطر ليستأجرهم والعمل يكون من الساعة 8 صباحاً وحتى الساعة 4 عصراً ودائما الأجرة لاتتناسب مع الجهد المبذول.
نقابة العمال العراقيين وقفت مكتوفة الايدي امام مخاطبة الحكومة لتوفير الحماية للعمال المستهدفين دوما.
وقال احد اعضاء النقابة ل (اصوات) في بغداد " خاطبنا مجلس الوزراء العراقي بكتب رسمية صادرة من النقابة بتوفير حماية للاماكن التي يتواجد فيها العمال لكن لم نرد على أي جواب" واضاف العضو الذي رفض نشر اسمه لدواعي امنية ان الحكومة العراقية لم تلتفت الى العمال الفقراء وهم من الطبقات الكادحة والمظلومة بين الشعب باعطائها الحقوق وتوفير ضمان اجتماعي لهم مشيرا حتى في توزيع قطع الاراضي على المواطنين شملت المهجرين الذين جلبو رؤس اموال الى البلاد والسياسين وحرمت العمال ذو القوت اليومي من الاستفادة من هذه المنحة.
الحكومة من جانبها قالت إننا لم نستطيع ان نوفر حماية لجميع افراد الشعب نحن انفسنا مستهدفون ورأى طه الهاشمي مدير المكتب الاعلامي لنائب رئيس الوزراء العراقي الدكتور برهم صالح "ان الحكومة اذا ارادت ان توفر حماية للمنطقة التي التي يتواجد فيها عمال البناء ان تقوم باغلاق شبه مدينه كاملة من جميع مفاصلها".
وقال لـ(اصوات) "ان هذه الاعمال الارهابية باتت تستهدف الجميع فهذه الاعمال تدل على عجز الارهابين فعمال البناء هم اناس بسطاء ليسو سياسين او صناع قرار بل يبحثون عن سبل عيشهم" مشيرا إلى أن الحكومة من واجبها توفير الحماية لكل الشعب وهذه المناطق تقع تحت اعين الدولة لكن الارهابين لا يصدهم مكان واذا اغلقنا هذه المنطقة يعني شل الحركة في مفصل حيوي من مدينة بغداد .
وتطالب منظمات المجتمع المدني في العراق بالتدخل السريع للحكومة بايجاد اماكن خاصة يقف بها العمال بعيدة عن متنفذ الارهابين .
ويقول السيد عادل الشكري مدير مركز اشغال العاطلين عن العمل تابع لوزارة منظمات المجتمع المدني "على الدولة ان تفكر مليا بهؤلاء الفقراء الذين باتوا صيد سهل للمسلحين واضاف يجب مساواة مراكز تجمع العمال بدوائر الدولة ومراكز الشرطة بتوفير الحماية والمسدات الكونكريتية ". واشار يجب استغلال هذه الطاقات في مشاريع الاعمالر والبلدية من تنظيف شوارع والارصفة وتشيد المتنزهات وغيرها مشيرا ان اكثر العمال يحمل شهادات لكن ظروف البلد جبرته على هذا العمل. [/align]
