نظرات في موسم الحج

كتبت هذا المقال بعد عودتي من الحج العام الماضي واليوم اعيد نشره ارجو به فائدة المؤمنيين الذين يعقدون العزم لحج بيت الله الحرام وربما اكتب مقال اخر ان سنح لي الوقت
__________________________________________________ ______________

نظرات في موسم الحج
كنت أود ان يكون هذا أول ما أكتبه بعد عودتي من موسم الحج لاداء الحج لهذا العام ولكن تصريحات
مرشح حزب الفضيلة الاسلامي دفعني الى أن أكتب عن تلك التصريحات وانا في طريق العودة (الترانزيت)
واليوم أعود لرغبتي في الكتابة عن موسم الحج الذي يتجمع فيه الناس من مختلف البلدان والاجناس يتساوون
في تأدية منسك عبادي فردي وجماعي في آن واحد ،فالكل يلبس هذا اللباس الابيض المتكون من قطعتين بيضاء
في اشارة الى نقاوة وطهارة المظهر الخارجي ،وكل يدعو ربه بعبارات قد حفظها مسقبا أو تعلمها لاحقا يرددها
وهو يطوف حول البيت ليؤكد رمزية الوحدة الالهية بأن المعبود واحد لاشريك له .
وبما أنني لست من الذين يحجون بيت الله الحرام للمرة الاولى فلابد أن أًشير الى أن الشعور والنظرة الى الحج تختلف من
موسم الى آخر وربما يقول قائل :بأن الملل هو سيد الحالة عندما يتكرر المشهد ولكن هذا الامر قد يختلف في المنسك العبادي
ولاسيما في الحج لما يختزنه الانسان المسلم من شعور غريب وهو يرى تلك الجموع وذلك البيت العتيق فتتملكه الرهبة وهو
يستمع الى نداء لبيك اللهم لبيك وكأن يوم الحشر بصورة مصغرة قد وقع فلكل انسان شأن يشغله عن الاخر رجلا كان أو إمرأة
ولكن لي بعض الملاحظات التي جعلتني اعقد العزم الى الاشارة اليها في مقال قد ينتبه اليها من يوفق لاداء الحج في العام القابل
أو من يؤدي عمرة مفردة في الايام القادمة.
فبالرغم من أن المجتمعين في مكة أو المدينة من المسلمين إلا أنني نادراً ما أسمع تحية الاسلام بين المارة من الحجيج بالرغم من تدافعهم
بعضهم البعض والتقائهم وجها لوجه .
مع ان موسم الحج هو موسم تعارف بين الشعوب حاليا كما كان موسما للتعارف بين القبائل سابقا ليستثمر الحجيج هذا المقطع الزمني العبادي
كأول المنافع التي قد تكون الاية الكريمة قد أشارت إليه (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيّام معلومات على مارزقهم من بهيمة الانعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير) الحج الايتان 27&28
والبرغم من الحجيج قد استنفروا كل طاقاتهم لتأدية هذا المنسك العظيم الذي يؤكد على قوة الاسلام ووحدتهم بالرغم من تغيير الظروف والاحوال من موسم الى آخر .
فبالرغم من ذلك فان الكثير من الحجيج ينظر الى مكيانيكة الافعال العبادية التي بها يكمل الحج ظاهريا لينادى بعد ذلك من قبل الاخرين ب(الحاج) أو (الحاجة) .
وبما أن (الحج عرفة)كما أشار الحديث الشريف الى ذلك فاني سأشير الى هذا الموقف العظيم الذي يبادر فيه الانسان المؤمن للاعتراف أمام خالق الكون بكل صغيرة وكبيرة اقترفها وكل مايعتقد انه قد خالف بها الله عزوجل ليطمئن بان الله هو الغافر وحده لاشريك له لأن من ظن بأن
الله لن يغفر له في تلك اللحظات أو شك في ذلك فلن يغفر له كما عبر الحديث الشريف عن هذا الموقف ولكن بتعبير يختلف
اما الملاحظة التي اراها هو ترديد الحجيج لادعية المعصومين التي قالوها في هذا الموقف العظيم وهي من اروع التعابير في الحمد والشكر
والائمتنان والاعتراف به ثم الاقرار بالعبودية والاعتراف بالذنوب ولكن بعض الحجيج تاخذه حماسة وسرعة قراءة هذه الادعية بطريقة ميكانيكة تبعده عن التمعن في المضامين والتفاعل معها مع انها ارقى مايقال من الذين عرفوا الله حق قدره ويملكون من البلاغة ما لايملكه غيرهم في نسج التعابير العالية المضامين ،ولاننا لانتجه الى هذه الادعية الا في يوم عرفة فنجد انفسنا مرددين لتلك المفردات دون ان نعي
جل ماتوحي به هذه المفردات.
ولذلك علينا ان نخاطب الله كذلك بكلامنا البسيط وبلغتنا البسيطة أيضا ونستشفع به لاننا في محطة اللقاء معه وحده في ساحة الاعتراف الاولى ساحة عرفات نتحدث اليه وهو القريب ونناجيه وهو البعيد نسأله ونتملق اليه وهو الحبيب ونعترف اليه وهو الرقيب ونخشاه وهو الحسيب.
فعرفات محطة التنقية الاولى التي تجعلنا انقياء اقوياء لننتقل الى حمل سلاح مهما كان صغيرا (حصيات صغيرة ذات شكل معين) لنرمي به
رمز الشر وشقاء البشرية الذي يقعد بنا كل صراط مستقيم (قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لاتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولاتجد أكثرهم شاكرين) الايتان 16&17من سورة الاعراف.
ثم نرمي رمز الشر الاكبر بعد ذلك التطهير الذي حدث في عرفات فالقوة لاتكمن في السلاح وانما في حامل السلاح وكما عبر الامام علي (ع)
حينما اشار الى تغلبه على الاخرين بانهم يعوننه على أنفسهم لانهم لايملكون تلك القوة الذاتية والاستعداد النفسي لمواجهته .
من هنا اذا لم ننتهز الفرصة في عرفات فان رميتنا سوف لن تقتل أو تصيب اي رمز للشر (فالفرص تمر مر السحاب......)
وبعد الرمي وتحقق الذبح (الذي نوكل غيرنا عادة بالذبح )بسبب ظروف خرجت عن ارادة الكثيرين ،نتجه الى قص الشعر او حلقه لنترك اخر
زينة بعد أن تركنا التزين في الاحرام وتركنا النظر الى المرآة وما الى ذلك من المحرمات لنقول يارب قد جئناك كما تريدنا وتنظر الى قلوبنا
والى سرائرنا وانت أعلم بها .
نحلق رؤوسنا لنعبر ظاهريا باننا قادرون على مفارقة زينة الحياة الدنيا ايا كانت هذه الزينة.
ونعود الى المركز الى البيت الحرام بعد ان احرمنا منه لنكرر مبدا العودة والرجوع الى الله .
ونكمل طوافنا حول البيت المعمور سبعا ونسعى بين الصفى والمروة لنتأسى بام اسماعيل في البحث عن الماء لولدها الرضيع الي تركه ابوه تسليما لله .
ونعاود الطواف مرة اخرى لتكون كل هذه المحطات المكانية والزمانية دورة تدريبة شاقة تعلمنا معنى التسليم والطاعة لله وتكون نقلة نوعية
في هذه الحياة الدنيا نقلة من اللاتسليم الى التسليم المطلق الى ارادة الله الواحد القهار.
تلك بعض النظرات تاركا غيرها لمجال آخر ومع بداية موسم الحج في العام القادم انشاءالله

علي الهماشي بعد العودة من الحج

أنا حاج عراقي
قد أرى نفسي مختلفا عن بقية الحجيج لان مصائبي وابتلاءاتي كثيرة وأتصور انها لم تقع
على قوم مثل قومي!!!
لذلك يارب سأُناجيك وأدعوك بما أُريد وبلساني ولهجتي وأنت أقرب إلي من حبل الوريد
ولكن للبيت الحرام خصوصية ولزمن الحج خصوصية ولذلك سأدعوك وأُناجيك بفهمي
القاصر وبما يجول بخاطري مع دعائي بما نصت عليه كتب الادعية والسيرة في هذا المجال
يارب سألبس ثوبي الاحرام ليعكس قلبي هذا الذي لم يعرف البغض لاخوانه وإني يارب وإن
كان مزاجي يتعكر وعاطفتي تغلبني إلا أنني يارب عشت على فطرتي واُحاول أن اُكمل حياتي
على ذلك....
يارب سأطوف في بيتك المحرم وفي كل شوط اتذكر شوطا ومرحلة مرت علي شعبي المظلوم
وأسألك في كل شوط أن أصل الى بر الامان وعند نهاية الاشواط أعلم أن الامور كلها تدور
الى حيث تريد وانت المحور وإليك الامر كله ابتعدنا عنك أو تقربنا إليك.
يارب وعند نهاية الاشواط أسألُك أن تكون نهايته الى حيث الاطمئنان ورحابة القلب وطهارته ووصول
قومي الى الاطمئنان الذي يسعى إليه.
وأذهب الى الصلاة بذلك الاطمئنان الابراهيمي ((إني ذاهب الى ربي سيهدن،واذا مرضت فهو يشفين))
وأقف خلف مقام إبراهيم (ع) نبيك الذي اطمأن قلبه بعد تجربته الطويلة ونجح في كل الابتلاءات التي
مر بها ونال المقام الذي أردته له.
وأنا وشعبي تجاربنا طالت،ومحنتنا زادت سائلك أن تكون البُشرى بعدها بالمقام الذي تبتغيه لنا
يارب لاأقول ما اقوله متذمرا (غفرانك ربي) وإنما متضرعا سائلا لطفك ورحمتك وانت رحيم الدنيا والاخرة ...
يارب سأذهب الى الصفا والمروة وهي شعيرتك التي أمرت بها((إن الصفا والمروة من شعائر الله
فمن الحج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يَطوف بهما.....))
وتلك الشعيرة إكراما لإم إسماعيل (ع) وسأسعى بين الصفا والمروة بين الجبلين سأذكر أُم إسماعيل
التي سعت بينهما وسأتذكر العقيلة زينب التي سعت بين أخويها الشهيدين .
وسأتذكر كل اُم عراقية تسعى بين أخيها الشهيد وابنها الجريح أو زوجها المفقود...
وسأتذكر العوائل المهجرة التي تسعى بين مدن العراق لتنال الامن والامان
وأدعوك يارب في كل شوط أن ننال ما نالته أم النبي من عزة وكرامة بعدما سعت لوحدها في أشواطها
السبعة سعيا لانقاذ ابنها النبي.
يارب رحماك وغفرانك وعفوك عنا عسانا ننال الطمأنينة والعزة بقربنا ودعائنا إياك.
وفي عرفات سأقف وأُعلن أني العراقي المُبتلى المظلوم الذي تراقب جميع الشعوب الاسلامية
ولاتكتفي بما يجري له بل تزيد في محنته وبلائه مرة بقصد ومرة دونه..
يارب وعند المشعر الحرام وأنا أجمع الحصى أُحاول أن أتذكر شعبي وأدعوك أن يجمع قواه
ليواجه ما يُواجهه بنفس القوة التي عهدتها به وإنه سيكون أهلا لأن يكون سفيرك الى الناس
في دولة العدل المنشودة
يارب وعندما أرمي بحصياتي سأرم كل شياطين الارض من إرهابيي هذا الزمان وكل من يكفرني
وكل من ظلمني وكل من يحاول أن يزيد من محنتي.....
وعندما أنحر ذبيحتي أنحر كل عصبية وجاهلية فيًّ وسأمد يدي لكل من يمد يده إلي
وأتذكر كل القرابين المنحوريين غدرا دون ظلم سوى انهم عراقيون
يارب سأحلق شعري أو أُقصره لارمي بذلك ما علق بي من أوساخ الدنيا وما زينته لي وسأتناسى ما حل
بي ولسان حالي يقول (خذ حتى ترضى )
يارب سأطوف هذه المرة طواف النساء وأتذكر كل رب اُسرة يبتغي الحلال ويبتغي رضوانك
ويسعى للاطمئنان على أهله.
يارب سأطوف وانا ادعو لكل رب اُسرة عراقي يكد على عياله ويطلب المال الحلال لبناء مجتمع طاهر
وكلي ثقة أنك تبارك مسعاه وتعتبره جهادا في سبيلك كما قال رسولك الاكرم (الكاد على عياله كالمجاهد
في سبيل الله).
يارب أنا حاج عراقي ترك خلفه وطن يكاد أن يكون على شفا حفرة وأنت المنقذ
يارب قونا على طاعتك لنكمل الطريق ونصل الى بر الامان
ونأتيك العام القابل فاتحين منصورين نهلل لك ونسبح لك وانت سميع الدعاء قريب تجيب من دعاك وناجاك.



عبدالامير علي الهماشي في الطريق الى الحج انشاءالله
alhamashi@hotmail.com

[align=center]حجا مقبولا

وسعيا مشكورا

وذنبا مغفورا

وعودة سالمة لتقر بها عيون أهلك

وأحبتك في هذا المنتدئ

أسألكم الدعاء في موقف عرفة[/align]

حج مبرور وسعي مشكور وتجارة لن تبور ان شاء الله

نسأل الله ان يستجيب الدعاء منك في المشاعر المقدسة ويفرج عن العراق فرجاً عاجلاً انه سميع مجيب

حج مبرور وسعي مشكور وتجارة لن تبور ان شاء الله

نسأل الله ان يستجيب الدعاء منك في المشاعر المقدسة ويفرج عن العراق فرجاً عاجلاً انه سميع مجيب