(( العيعي ))... أصبح تيارا.... - علي عبد الهادي الأسدي
العيعي ))... أصبح تيارا.... - علي عبد الهادي الأسدي
(صوت العراق) - 22-12-2006
ارسل هذا الموضوع لصديق
العيعي ))... أصبح تيارا.... علي عبد الهادي الأسدي
في إحدى سفراتي إلى البصرة قمت بزيارة المرحوم السيد نوري الدين شبر (ره ) ، وكان عآئدا من الأردن ، بعد أن تلقى العلاج لأحدى ذراعيه التي أصيبت بعجز جرَاء تعليقه ب( المروحة السقفية ) في أحد معتقلات النظام البائد .
في لقائي هذا به ، حدثنـي بجملة طـرائف مـرت به منها ؛ أنه عندما وصل إلى الكمـرك الأردني سأله ضابط الجوازات قائلا : هل أنت شيعي يا شيخ ؟ يقول السيد نوري الدين أجبته : لا .
قال الضابط : هل أنت سني يا شيخ ؟ قلت له : لا .
فرأيت علائم الاستغراب قد بدت عليه ، فسألني متعجبا : شو دينك يا شيخ ؟!قلت له : أنا ((عيعي )) ، فازداد تعـجبا ، وسألني مستغربا : شو عيعي ؟!!قـلت له : (( عيعي )) لا سني ، ولا شيعي . لكنه بقي محملقا بي ولم يفـهم مني شيئا ، ومضيت بطريقي إلى عمان .
فاتني أن اذكـر أن الذي دعى السيد نـور الدين لاستعمـال لفظة ( عيعي ) وكما قـال هو ( ره ) قال : ( ما لي خلك دوخة راس ) .
واليوم قد أصبح (( العيعي )) تيارا مشخصا معروفا ، تيار يضم ألوانا متعددة من الناس ، هم شيعة وليسوا منهم ، وهم سنة وليسوا منهم ، وهم جميعا لم يتخذوا موقفهم هذا هربا من (( دوخة الرأس )) ، كما فعل السيد نوري الدين شبر ، بل إنـــــهم اتخذوا موقفهم عن وعي ، وعن قصد واختيار .
ومن قادة هذا التيار في يومنا هذا جواد الخالصي ، و احمد البغدادي ، و المدعو حسين المؤيد و .... ، ومن لف لفهم ، وسار على منهجهم في التنكر لمباديء التشييع ، والإعراض عن تعاليم أهل البيت ( عليهم السلام ) في مجال التمسك بمنهج الحق وان قل سالكوه .
و(( العيعي )) ليس علمانيا ، أو لا دينيا ، ولو انه كان علمانيا لمـا قلنا عنه شيئا ، لان الرجل العلماني - مع انه قد يكون ملتزما بالواجبات الدينية - لا يدعي أنه من رجال الدين ، أو أنه من الإسلاميين ، أو أنه ملتزم باطروحاتــهم في مجال السياسية أو الاجتماع أو .. ، الرجل العلماني له رؤيته الخاصة في هذه المجالات ، وعلينا احترامه ، وعدم المساس به في شيء من شؤونه ، مادام مراعيا لقواعد الاحترام ، وملتزما بأدب الحوار مع المخالفين له .
(( العيعي )) ؛ يحسب نفسه من علماء الدين ، وحقيقة الأمر انه ليس منهم في شيء ، انه قريب الشبه من الغراب (( اللي ضيع المشيتين)) ، وهنا تكمن المشكلة ، ويكثر العثار والتخبط منه ، ونضرب على ذلك مثلا حسين المؤيد يحسب نفسه - وهو واحد من قادة تيار ((العيعي )) - عالم دين ، بل يدعي إنه آية الله ، وإنه مرجع ديني ، قد يكون الأمر صحيحا ، لكن من الصحيح أن نتساءل من هم الذين يرجعون إليه في معرفة معالم دينهم ، إنهم الحمقى والأغبياء أفراد تيار (( العيعي )) ، وهم – بحمد الله – شرذمة قليلة .
ثم إنَا يمكن أن نفهم أو نتفهم الاختلاف أو الخلاف بين الكيانات السياسية الشيعية ، الواقعان في أطار المنظومة القيمية للشيعة ، ونلتمس لهما المبررات من هنا وهناك ، بسبب حسن الظن بهم جميعا ، وبسبب الإرادة الجدية في الحفاظ على وحدة الكيان ، فضلا عن انهما - الخلاف والاختلاف – لم يخرجا عن أطار المنظومة ، لذلك يتصفان بالشرعية .
لكن الذي لا نتفهمه ، أو نفهمه ، ولا نستطيع التماس المبررات المعقولة له ، هو هذا الخروج عن إطار المنظومة القيمية من قبل الخالصي والبغدادي والمؤيد و ... ، ومع الخروج والإعراض عن الزاماتها من قبلهم فهم يدعون أنهم علماء دين شيعة ، بل مراجع دينيون ، إنه أمر يبعث على الضحك والاستهجان ، إنه الدجل بعينه ، وهو واحد من ابرز صفاتهم ، وأشدها قبحا ونذالة وخسة ، لذلك وجدناهم قد اصطفوا بكل وقاحة و صلافة مع قتلة العراقيين ، كل العراقيين عدا أتباع (( تيار العيعي)) ، إذن هؤلاء ليسوا من الشيعة العرب العراقيين ، كما إنهم ليسوا من السنة العرب العراقيين ، هؤلاء يمثلون لونا من ألوان تيار (( العيعي )) .
كما أن حارث الضاري ، وعدنان الدليمي – مع الشك في صحة انتسابه إلى الدليم - وآخرون هم – أيضا - من قادة تيار (( العيعي )) ، لأنه لا يصح حسابهم على السنة العرب العراقيين . وان تحدثوا باسمهم ، وادعوا الدفاع عن مصالحهم ، إنهم - ببساطة شديدة – مستعدون لذبح السنة العراقيين على مذبح نزواتهم البغيضة ، وشهواتهم المريضة . وهؤلاء هم أيضا لون آخر من ألوان تيار (( العيعي)).
ولون ثالث من ألوانه ، هم التكفيريون – خريجو الحملة الإيمانية الصدامية - ومجرمو البعثيين ، وهؤلاء هم القادة الحقيقيون للتيار ، وما عداهم – لا سيما الخالصي والبغدادي والمؤيد و ... - ليسوا سوى أدوات تستخدم عند الحاجة ، حتى إذا ما انتهى وقتها ، واستهلكت أغراض وجودها ، ألقيت في سلة المهملات في أحسن الأحوال .
إن قراءة سريعة في سيرة وتاريخ ومصير من كان قبلهم ممن هم على شاكلتهم في المواقف المخزية لهم ، سوف تخبرك القراءة ؛ إن مصير هؤلاء الجدد ، كمصير أؤلئك القدماء ، نعم - تماما - مثل مصير اؤلئك (( العيعي )) - أيام النظام البائد المجرم البغيض - الذين باعوا دينهم وشرفهم وكرامتهم مقابل ثمن بخس ، فما ربح بيعهم ، وكانوا من الخاسرين .
أجل مصير هؤلاء (( العيعي ))الجدد مثل مصير اؤلئك السابقين ، سواء بسواء ، وحذو القذة بالقذة .
علي عبد الهادي الأسدي / النجف الأشرف / ليل الجمعة 22 / 12 / 2006
Aha_307@hotmail.com
