-
متعاطفون أم مجرمون
متعاطفون أم مجرمون
كتابات - حسين عبد الخضر
عجيب هو الإنسان ، ذلك المخلوق الذي نراه يمشي على قدمين ويتنفس الهواء من انفه ويأكل بفمه ، وغيرها من الصفات الجسدية التي تجعل من كل البشر كائنات متشابهة يمكن لنا تصنيفها تحت نوع واحد . فهل الناس متشابهون حقا ؟ بالتأكد لا ، فنحن نصنف الناس يوميا وفي كل حديث ، نقول ان هذا جيد وذاك سيء ، هذا مؤمن وذاك كافر ، رغم إنهم جميعا متشابهون في صفاتهم الظاهرية . لماذا كل هذه المقدمة ؟ الموضوع لا يحتاج إلى مقدمة ، لأنها لا تكفي ، جميع الكلام في العالم لا يكفي عندما توظف مشاعر الإنسان النبيلة لخدمة غرض قذر . . . أكثر من قذر . . . وحشي في قذارته . . . يجب ان لا يكون .
قبل ثلاثة أيام اعدم صدام . . . صدام ، هكذا بدون أي صفة أو تصنيف ، فهذا الكائن لا يخضع لأي تصنيف ، انه كائن متمرد على كل ما أجده في قاموسي من كلمات ساذجة تصف الإجرام ، القسوة ، النذالة ، الجبن ، التسلط . . . . . . . . أتحدى ان يتمكن أي إنسان من إطلاق صفة تليق بهذا المخلوق المتوحش . . . المتوحش ، يالـ بؤس هذه الكلمة الرقيقة أمام هذا الإجرام الذي يفوق حد الخيال . اعدم صدام . . . هل هذا حلم ؟ حقيقة ؟ خيال ؟ لا ، ليس الأمر كذلك فصدام اللعين لم ينل عقابه ، الله وحده هو القادر على معاقبة هذا المخلوق . لا أدعو احد ان يستذكر جرائم هذا المخلوق ، اذكروا اسمه فقط وشاهدوا ما يستدعيه ذكره إلى ذاكرتكم . . . حروب . . قتل . . تنكيل بالبشر . . استهانة بكل قوانين الوجود . إذا كانت هناك للشيطان حسنة فيمكن ان نجد في دفاتر هذا المخلوق حسنة . وبالتالي . . وبينما الشعب يعبر عن فرحته بهدوء فاتر بإعدام هذا المخلوق اللعين ، يظهر علينا بعض ( المتعاطفين ) الناقمين لتنظيف الحياة من مخلوق قذر واحد . . أحاول ان أجد تبريرا لهذا ( التعاطف ) . . أحاول ، فلا أجد إلا إنهم مجرمين . . قتله . . سفاحون . . مخلوقات قذرة ليس لها مكان في العالم ولا في قاموسي الفقير صفة تعبر عن مدى إجرامها . أي سبب وجد منذ ان خلقت الأرض تجعل من إنسان سوي أو مجرم حتى يتعاطف مع هذا المخلوق . لا تقولوا ان سببا طائفيا يقف وراء هذا التعاطف . اعرف جيدا ان صدام كان ينتمي إلى طائفة صدام وليس إلى طائفة أخرى ، فليس في قاموس هذا الرجل حدود أو ضوابط كما لكل إنسان ينتمي إلى طائفة . اعرف كثيرا من الناس الذين تظنون انه ينتمي إليهم من يتبرأ منه . . يكرهه . . يتمنى ان يشرب من دمه ، فأي غباء هذا الذي يبرر التعاطف على أساس طائفي ما لم يكن المتعاطف مخلوق صدامي العقيدة . . صدامي العقيدة تعني انه يدين بصدام . . يعبد صدام ، فلا يمكن لأي صدامي ان يدعي انه يدين بدين آخر ولا حتى وثني ، فبدين صدام وحده يمكن للمخلوق ان يتعاطف مع صدام . . بدين صدام وحده يمكن للمخلوق ان يستهين بحياة كل البشر . . بدين صدام وحده يمكن للمخلوق ان يكون شريرا إلى ما لا نهاية وحقيرا إلى ما لا نهاية . . بدين صدام وحده يتقرب ( العابد ) إلى ( معبوده ) بترك كل الفضائل التي تنادي بها الأديان الأخرى وليس بأي دين آخر .
إخوتي في الإنسانية ، أبناء جلدتي ممن لا يدين بهذا الدين اللعين ، أوجه إليكم تحذيرا فاسمعوا مني ، في أي مكان من العالم كنتم . إذا ما رأيتم مخلوقا من أولئك الذين يدينون بصدام فبلغوا اقرب مركز للشرطة ان هناك خطرا في الشارع ، مخلوق غريب سيقتل كل البشر حالما يتمكن منهم . لا تقتربوا منهم . لا تسلموا عليهم . اطردوهم من كل الأماكن . احذروا ان يتقرب أطفالكم منهم . إذا ما تمكن احدهم ان يتسلل إلى مدارسكم بصفة معلم فاطردوه . إذا مرض أحدكم ووجد الطبيب واحدا منهم فلا يدخل إلى المستشفى لأنها كمين لإزهاق أرواح البشر . هم العدو فاحذروهم . . . احذروهم قبل ان تندموا . لقد صادر صدام حياة شعب كامل عندما تمكن منه . أورثه مرضا لن يشفى منه على مدى قرون . لقد اهلك الحرث والنسل ، اهلك أرواحنا في داخلنا فصرنا بلا روح . وكما أحذركم منه فاني أحذركم من أسياده / صناعه الأمريكان والصهاينة ، فهم من صنع هذا المخلوق القذر ولديهم مصانع كبيرة لصنع غيره وعبيده . احذروا يا إخوتي قبل ان نصحوا ذات يوم فنجد أنفسنا مسجونين في توابيت حديدية تجري علينا هذه المخلوقات تجاربها الوحشية . . الوحشية مرة أخرى . . يالـ بؤس هذه الكلمة وبراءتها .
Husaen2000@maktoob.com