لقد افسدتم علينا فرحتنا ......
لقد افسدتم علينا فرحتنا ......
حتى الشيطان له انصاره وعباده .....راسم المرواني
أنه ليس من الغريب أن يأسف البعض لأعدام مجرم عتيد بل ربما يحزن كثيرون لذلك فأتباع الشيطان كثار وألا لأنتهت والصراع الازلي بين الخير والشر هو مداد استمرار الحياة الى ان يبلغ الله جل جلاله بالامر غايته ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الارض يرثها عبادي الصالحون ) الانبياء 105 ، وان ماقامت به بعض المجاميع في العراق في مناطق كانت متنفذة في فترة حكم صدام لآمر طبيعي وكذلك يمكننا ان نتصور الاسباب التي حدت بالتنظيمات الارهابية الفلسطينيه لآتخاذ موقف ليس بخارج عن مسيرتهم التاريخيه المستنده على متبنياتهم الفكريه والمستندة على النفعية الاموية وكذلك بالامكان تصور الموقف الذي اتخذه المجنون القذافي الذي تحدا أمر الله مرتين مرة اذ أنه ناصر مجرم ومرة أنه الغى عيداً جعله الله للمسلمين اما ماقامت به ما تسمى بالمملكة العربية السعودية فان من سرق تراث محمد صلى الله عليه واله وسلم لاشك انه ينصر الشيطان وليس ببعيد ما افتت به مراجعهم في اكثر من مناسبه من تكفيرنا نحن الرافضه و تحليل قتلنا بالجمله ، ثم خذ موقف ذلك الاحمر القادم من وادي يمني لا اعرف عمقه عن مستوى سطح البحر الذي خرج علينا في قناة الجزيره لايفقه مما يقال شيئا فكيف يُفهم اذ يقول وهو العربي الاصيل ولاشك ، فنعى اليهم كما فعلت اللبنانية بشرى خليل فارسهم وعز عروبتهم أنها حقا أمة ظالمه بل انهم وكما قال صديق لي ( انها أمة تتلذذ بجهلها كما تتلذذ الغربان بالجيف ) ولكي لانطيل فأني احيل من أحب المزيد في تحليل المواقف العروبيه الرخيصه احيلهُ الى مقال الاخ باسم العوادي والذي نشر في 2-1-2007 وتحت عنوان (المستهجن الذي قتل جهيمان والحجاج الايرانيين في ايام العيد)
ألاننا هنا نريد ان نشير الى الامور التي رافقت عملية تنفيذ حكم الاعدام وكم كانت ستكون عظيمة لولا ما اعتراها من تصرفات ليست خاطئة فقط بل انها مستهتره والا بربك حكم قضائي صدر عن مؤسسة قضائية تفتخر بانها عريقة وتدعي انها تكتسب عزتها من العظيم حامورابي ، حكم قضى به القضاء ونطق به بأسم الشعب والشعب هو مجموع الناس كل الناس بدأ من اصغر علاوي ولد هذه اللحظه مرورا بسعدون وخلود عبد الملك وشيرين وياسر وعبد الكريم وسعديه والعمه فاطمه ذات الخمس والسبعين عاما ساعة قتلها صدام سنة 1983
وهنا لابأس بان نتكلم قليلا عن العمة فاطمة رحمها الله فهي عجوز عراقية يحبها جميع من يعرفها وهي ليست برئيسة حزب او تنظيم لامسموح ولا ممنوع ولم تكن برئيسة عصابة لا للقتل ولا للتسليب بل لم يثبت عليها انها قتلت بعوضة لم تلسعها بل يقال انها كانت تبعد البعوضة بعد ان تلسعها بالقول ( كش ) .
ولآننا مسلمون ولآاننا ندعي اننا نتبع تعاليم الله سبحانه فان علينا ان نتمعن في الاية الكريمة ( من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ....) المائدة 32
وعلينا ان نتمعن في هذه الاية الكريمه لنجد ان الله سبحانه وتعالى لم يقل من قتل امراةً او من قتل رجلاً او من قتل شيخاً او من قتل حمالاً بل لم يقل جل وعلا من قتل نبياً بل قال سبحانه وتعالى من قتل نفسا والنفس هنا كل انسان على وجه الارض بدون قيد او شرط مسلم كان ام يهوديا ام مسيحيا ام صابئيا ام هندوسيا وبشكل عام مسلم كان او غير مسلم ،ذ ولذا جاء حديث الرسول صلى الله عليه واله وسلم ( الانسان بنيان الله ملعون من هدمه ) لنجد ان المقصود هو الانسان كل الانسان بدون فرق او تفريق لا على اعتبارات عنصرية ولا على اعتبارات عقائدية ولا على اعتبارات معرفية الانسان هو الانسان وكما تقول سارة خوبيري ( الجميع يذهب الى بيت الخلاء ).
ان كل هذا هو تقديم لمحاولة فهم ذاك الاختصار التعسفي المقيت لكل دماء الضحايا في زمن صدام وما سبقه منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة بل انه تحجيم تعسفي لدماء المظلومين منذ ان نُحي علي ابن ابي طالب عليه السلام عن موضعه الذي وضعه الله فيه الى لحظة لف حبل المشنقة على الفكر العروبي المقيت الذي حارب رسالة السماء متمثلا في الجرذ صدام ، كل هذه الدماء تختصر بأسم محمد باقر الصدر ليقول الهاتف ما لايعي والا فبربك مامعنى جملة ( عاش محمد باقر الصدر ) بتسكين الدال!!! وكيف يعيش وقد قتل قبل اكثر من عقدين من الزمن ام ان الهاتف سيقول انه من الاحياء الذين عند ربهم يرزقون فاقول له عند ربهم ولا اضنك ربهم ، واذا كان صدام يستحق الاعدام على فعلته مع محمد باقر الصدر فماذا يستحق على قتله العمة فاطمة ذات 75 عاما واذا كان بين صدام ومحمد باقر الصدر قضية تحكمها عقائد ومصالح ومتبنيات فماذا بين صدام ذو ال 46 عاما وبين العمة فاطمة ذات ال 75 عاما وايُ القضيتين أجدر أن يحاكم عليها ثم ماذا عن ضحايا الحرب العراقية الايرانية والتي اهلكت الحرث والنسل في صفوف الطرفين فضلا عن دول اخرى ان لم تشترك بالرجال فبالعتاد ،وماذا عن ضحايا الحزب الشيوعي وحزب البعث العفن بافكارة ماذا عن ضحايا حلبجة والانفال والانتفاضة الشعبانية والمقابر الجماعية وضحايا السجون والامهات ، ماذا عن ضحايا الشعبة الخامسة التي منها ارسلت روح صدام الى الجحيم ، كيف تجرأت بربك ان تختصر كل هذه الدماء وكل تلك الالام بل ان تختصر القضية كل القضية في اسم شخص محمد باقر الصدر بتسكين الدال !!!
كان سيمكنني تفهم هتافك لو انك هتفت بأسم العمة فاطمة ذات ال 75 عاما والتي كانت واحدة ممن قتلوا فيما تبع احداث الدجيل التي حوكم عليها المجرم صدام انها قضية العمة فاطمة ذات ال 75 عاما بل انها قضية ال 148 ضحيه من اهالي الدجيل، وعندما ننتمي لبعضنا ونذوب في بعضنا فأنها قضيه العراق كل العراق قضيه المظلومين كل المظلومين منذ يوم السقيفة .
واذا كنا قد استطعنا من تقرير ان هذا الفعل هو تحجيم تعسفي مقيت فاننا نتحير في تسمية الفعل الانكى والذي قام به من هو اجرأ على الحقيقة من الاول اذ كان البادي بالفعل الغريب وبصوت اقوى واوضح والذي حاول اختصار قضية العراق كل العراق في اسم شخص ( مقتدى مقتدى مقتدى ) ناسيا او متناسيا ان من اسقط اللانظام الصدامي هو الجيش الامريكي وليس جيش الجياع المساكين وان من اخرج صدام من جحر الجرذام هو الجيش الامريكي وليس جيش الجياع المساكين وان من ساعد في اقامة محكمة عادلة لصدام هو الجيش الامريكي وليس جيش الجياع المساكين وان من اوصله الى حبل المشنقة هو ظُلمهُ ودماء الضحايا وروح العمة فاطمة ذات ال 75 عاما .
ثم اني لاستغرب حقا كيف لم يردعك ذاك المشهد المريع وانت تساعد في تعليق طاغية وتنظر اليه كيف سيسقط معلقا بالحبل في مثل اللحظات تهتف باسماء شخوص فتجعلني اتمنى ان تفهم قول الشاعر العراقي ( لا تعبد وثن لاتسوي فرعون .....لا تلملم حيايا وتنتظر موسى ) .
وانتم ايها الجمع المشارك في عملية تنفيذ حكم الشعب بالطاغية اسالكم بربكم ماهو موقع الصلاة على محمد وال محمد بذلك الموقف وهل تتصورون انكم تجلسون في حسينية بانتظار ( التمن والقيمة ) انه لآمر مخزي انكم تبشرون الطاغية بجهنم وهو بين ايديكم لترسلوه الى الجحيم بواسطة حبل المشنقة واجدكم قد نسيتم وصية امير المؤمنين لولده الحسن عليهما السلام ( اطعموه من طعامكم والبسوه من لباسكم ولا تمثلوا بالرجل وانما هي ضربة بضربة ) فاين انتم من اخلاق دينكم وانتم تبشرونه بجهنم وما شئنكم انتم ، انكم هناك تمثلون الشعب كل الشعب وكان عليكم ان تلتزموا بقوانين الشعب فتصمتوا ولاتنبسوا ببنت شفة لان الحم حكم الشعب وباسم الشعب ولاجل الشعب لانه ظلم الشعب كل الشعب .فانتم تمثلون سعدون بائع اللبلبي وسعديه الخياطة وتمثلون عالم الذره العراقي الدكتور حسين الشهرستاني وتمثلون الطفلة رقيه وتمثلون علي السيستاني وست ايمان ومقتدى وكاكا سردار و عما نؤيل وام عائشة وعمو بابا وعدنان الدليمي أنكم تمثلون الدولة .
الحقيقة اني لاعجب حقا لحكومة لاتستطيع ادارة غرفة اعدام ولا تتمكن من اختيار اربعة عشر موظفا من المفروض انهم موظفون عند الشعب لا تتمكن من اختيار اربعة عشر شخصا مناسبا لموقف تاريخي فكيف لمثل هذه الحكومة القدرة على ادارة دولة مثل العراق بملاينيه السبعة والعشرين .
باسم البلداوي