الخيارات باتت محدودة إما العملية السياسية و نزع السلاح أو المواجهة الحاسمة في بغداد
معركة حيفا مقدمة المعركة الكبرى مع المسلحين في بغداد
الخيارات باتت محدودة إما العملية السياسية و نزع السلاح أو المواجهة الحاسمة في بغداد
بغداد، واشنطن _ الملف برس
تجمع أوساط المراقبين الذين تحدثوا لـ " الملف برس " على أن العمليات العسكرية المشتركة بدأت عميقة هذه المرة قبل 48 ساعة من القاء الرئيس الأميركي جورج بوش خطابه المرتقب صباح اليوم الخميس بشأن " الاندفاع نحو الأمن و التنمية و التعايش الديمقراطي "، على حد تعبير المصادر المقربة من البيت الأبيض.
و يرى المراقبون أن عملية حي حيفا التي تم قتل قرابة 50 مسلحاً فيها من الجهاديين و المتمردين هي خطوة صاحبتها خطوة أخرى في الاتجاه ذاته هي مسك الحي بعد تطهيره، بعد أن كان منطلق الكثير من قذائف الهاون و القنابل ذاتية الدفع ضد القوات المشتركة في المناطق المجاورة.
و يشير المحللون العسكريون إلى التحرك العسكري المسنود بضخ الأموال و التطمين في العراق، يجعل الولايات المتحدة، بعد أربع سنوات من دخولها بغداد، في وضع عمليات كبرى قتالية، وسط مدينة تعداد سكانها أنحسر إلى ما بين 7 إلى 8 ملايين بعد ان كانوا 9 ملايين نسمة، قرابة ثلثهم في مدينة الصدر.
و يضيف المحللون أن " الاندفاع " الجديد سيضع الولايات المتحدة في حالة قتال في 3 مناطق في العالم هي أفغانستان و العراق و الصومال.
و تحرص عملياً القوات المشتركة العراقية الأميركية وفق الخطة الجديدة على السيطرة على جسرين، تموز و الجمهورية، إضافة 3 جسور أخرى اصغر منها، التي تربط بين شطري بغداد شمالها و جنوبها الكرخ و الرصافة، التي كانت دوماً تحت نيران المتمردين و الجهاديين و إلحاق خسائر كبيرة بالقوات الحكومية و الأميركية.
و يلاحظ أن المسلحين البعثيين و بقية المسلحين السنة و القاعدة، و على الرغم من كل الخسائر بدأوا عمليات جديدة في بغداد و المناطق المحيطة بها، و تشير المعلومات الأستخبارية العراقية و الأميركية إلى أن المسلحين قد سيطروا على العديد من البنايات في أحياء ذات أهمية حيوية في ضرب الأميركيين و القوات العراقية، و عليه فأن الخطة هي أن يتم و بسرعة تطهير هذه المباني، التي كان قد تم في وقت سابق تطهيرها، لكن الأميركيين سيحرصون هذه المرة على مسكها مزيداً من الوقت، كي لا يتم استبدال مسلحين من طرف بمسلحين من طرف أخر، أو عودة نفس المسلحين السابقين إليها.
و يقول مصدر عسكري إن العلميات ستشمل:
1. قطع كل خطوط المواصلات عن أي منطقة ستتحرك نحوها القوات العراقية بالتعاون مع القوات الأميركية، كما جرى الحال في حي حيفا، حيث فرض طوق حديدي على كل المنافذ المحتملة للإسناد أو انسحاب المسلحين. في ظل غطاء جوي تشارك فيه أكثر من الطائرات العمودية.
2 . الحرص على السيطرة على مدينة الصدر و الأعظمية في آن واحد، حيث يتواجد من جهة مسلحون للتيار الصدري في المدينة الشعبية، و تؤكد التقارير وجود مسلحين من عدة توجهات في الأعظمية من ناحية أخرى.
3. ستتحرك قوة ثالثة نحو الدورة التي تحولت إلى معقل من معاقل المسلحين السنة.
و بناء على هذا الإطار تتطلع القوات المشتركة إلى تنفيذ حملة تطهير بغداد، لكن السؤال الكبير الذي يحاول الأميركيون و العراقيون معرفته بوضوح هو ماذا سيكون عليه موقف مقتدى الصدر، هل سيأمر مقاتليه بالتصدي للقوات المشتركة؟ الأميركيون يأملون في أن يتجنب القائد الشاب مقتدى تكرار تجربة القتال على أطراف النجف و مدينة الصدر قبل ثلاث سنوات. و الحكومة العراقية بعثت بمندوبين إلى النجف على أمل أن تحول دون مواجهة لن يربح فيها العراق.
و يضيف المحللون العسكريون أن قرار الصدر سيكون محكوما بعاملين:
الأول. سرعة العملية العسكرية في حي حيفا و تمكن القوات المشتركة من السيطرة على جسرين مهمين يتركان لها حرية حركة القوات في أرجاء بغداد، من شمالها إلى جنوبها، و بدون أية عراقيل، مما يعني أن أية معركة في مدنية الصدر ستستمر بكامل التأمين لخطوط مواصلاتها، في حين ستكون إمدادات جيش المهدي مطوقة و مقطوعة.
الثاني. هو مدى رغبة الصدر في الأستعانة بالخبرات العسكرية الأجنبية مثل ضباط فيلق القدس، و هو أمر سيكون مصيرياً بشأن طبيعة اللون الذي أراد الصدر تمييز نفسه به عن بعض منافسيه، و منهم فيلق بدر سابقاً.
و بالأخير فأن المعركة إذا ما قرر الصدر خوضها قد تستغرق شهرين إلى ثلاثة أشهر، لكن نتائجها ستكون اصطفافاً جديداً قد يضيع فرص الكثيرين المتاحة في العملية السياسية، و يفتح الباب أمام أطراف جديدة، في ظل إصرار بوش على " اندفاعه " الجديد.
الكاتب:
الملف برس
تأريخ أضافة ألخبر
المصدر:
الملف برس
11 - 01 - 07
