هل نحن من شيعة الحسين (ع) - دكتور ناصر الحق
هل نحن من شيعة الحسين (ع) - دكتور ناصر الحق
(صوت العراق) - 21-01-2007
بسمه تعالى
لايخفى على كل ذي عقل وبصيرة ان الامام الحسين ع اراد من ثورته المباركة ان يحيي النفوس التي اماتها النظام الاموي الفاسد ويعيد الامة الى طريق صوابها بعد ان طمس معالم نهضتها بني امية من خلال الترغيب والترهيب وتحويل المسار الاسلامي الصحيح الى مسارات جاهلية تاخذ الاسلام بمظاهر خارجية وتستبطن الانحراف في جميع نواحي الحياة.
لذا كانت ثورة الامام الحسين هي صحوة للضمائر وقوة تحدي للظالمين وخصوصا ونحن نعيش في هذا العام المبارك سقوطا جديدا لطاغية جمع في طغيانه وفساده طغيان كل الاولين والاخرين . لقد اذله الله في الدنيا قبل الاخرة ان مدرسة الامام الحسين علمتنا ان ارادة الشعوب لاتقهر وان عون الله تعالى حاضر في كل زمان ومكان لكل مظلوم عامل بسنة الله متحديا كل الطواغيت لا ان يكون خانعا صابرا على الظلم لايحرك قما اوساق ان مدرسة الامام الحسين هي مدرسة الصبر والتحدي والعمل الدؤؤب لمقارعة الظالمين . وتوالت الايام منذ استشهاد الامام الحسين (ع) والائمة ع يركزون على احياء الذكرى لكي تكون حية في النفوس وقد تلت ثورة الامام الحسين (ع) ثورات عديد تستنكر الباطل وتامر بالمعروف وتريد تعبيد الناس الى الله تعالى-
وقد حاول ائمة اهل البيت ومواليهم ان يركزوا على المفهوم الاسلامي للثورة من خلال جمع الفكر والعاطفة وتوعية الناس ان الحق الغتصب والظلم لايمكن ان يدوم وان الانساني ان يستخدم فكره وعاطفته لبناء شخصيته التي يتمكن من خلال الفكر والعاطفة ان يسير بالاتجاه الصحيح. لان الفكر وحده لايمكن ان يشغل مانة الانسان الحركية من دون عاطفو والعاطفة وحدها سرعان ماتلتهب وتنطفي من دون وقود الفكر فحينما تستخدم العاطفة كقاعدة للفكر وبالطريقة الواعية السليمة التي لاتخرج الانسان عن الحلال والحرام سوف تؤتي ثمارها بقوة .
الاسلام هو قاعدة للعاطفة واستخدام العاطفة في سبيل تاصيل الفكر الصحيح وتغيير الانحراف من خلال هذه الذكرى تتطلب منا ان نتبع منهجية الائمة(ع) في احياء ذكرى الامام الحسين من دون زيادة او نقصان- حيث كانت منهجية الائمة (ع) هي التركيز على احياء الدين فس نفوسي الناس من خلال اشعال روح الماساة العظيمة في النفوس عن طريق المراثي والشعر والزيارة وحكاية الماساة ولاغير – لان الائمة (ع) كانوا يدركون ان العاطفة الهياجة احيانا لايمكن السيطرة عليها وتخرج بنتائج سلبية تبتعد عن اصل القضية التي شبت بها العاطف. فكان التركيز على المفهوم الاسلامي لبصحيح من خلال العاطفة – حيث الرواية الشريفة عن الصادق(ع) الى فضيل ما معناها ((يافضيل ا تجلسون وتتحدثون-فيجيبه نعم يابن رسول الله- فيجيبة ا حييوا امرنا فرحم الله من احيا امرنا)
فمن خلال ذلك اراد الامام ان يركز على مفهوم اساسي هو ان الشيعي الحقيقي الذي يتمسك بطاعة الله والالتزام بمنهج الرسول والائمة الاطهار(ع) الذين فرض الله سبحانه وتعالى طاعتهم وولايتهم واي تقصير في هذا الجانب يخل في قاعدة الايمان واالتشيع وتكون حالة من البدع التي تخالف امر الله وامر رسوله واهل بيته- فينطبق عليها قاعدة كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار-وقد شدد الائمة (ع) على هذا الجانب ووضعوا موازين صارمة للانسان الشيعي من خلال الميزان الاسلامي للتشيع حتى يميزوا للامة ان التشيع ليس عاطفة البكاء المجرد وليس هتك حرمات النفس او شق الرؤؤس ااو تعذيب الاجساد خالية من اي محتوى عقيدي ينسجم مع الخط الاسلامي الاصيل وانما الشيعي الموالي الحقيقي لرسول الله واهل بيته الكرام والمحب الحقيقي للحسين هو الذي يتمسك بقييم الحسين التي نادى بها . وقد نوجز مايلي من هم الشيعة:
1-الشيعة هم من هو اتقى الله واطاعه وواطاع رسوله واهل بيته ع بكل تفاصيل الحياة كما اراد الله ان يطاعوا
2- الانسان المسلم الشيعي هو اهل الورع والاجتهاد واهل الوفاء والامانة واهل الزهد والعبادة
3- الانسان المسلم الشيعي هو من قدم ما استحسن وامسك ماستقبح واظهر الجميل وسارع بالامر الجليل رغبة الى رحمة الله
4-الشيعة هم المحافظون على الصلاة اقامة لا اداء -اي انهم يقيموا الصلاة فيى معالم حياتهم الفردية والاسرية والاجتماعية ويجعلون هواهم في طاعة الله لا في طاعة انفسهم ا
5-الشيعة هم المتباذلون في ولاية الله ورسوله واهل بيته – المتحابون في الله- المتزاورون في احياء امر الله لايتخاصمون على مواقع وولاات دنيوية زائلة بل هم كالبنيان المرصوص متحابين في الله ومعتصمين بحبل الله
6- الانسان المسلم الشيعي تعرف الرهبانية في وجهه زهدا في دنيا فانية وراهب في الليل اسد في النهار
7- الشيعي الذي يقول بلسانه وقلبه وسلوكه من دون تناقض- اي ان فكرخ يعبر عن سلوكه وسلوكه يعبر عن فكره
وروي عن المعصومين ع
لو ان شيعتنا استقاموا لصافحتهم الملائكة ولاظلهم الغمام ولاشرقوا نهارا ولاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم ولما سالوا الله شيا لاعطاهم
ايها الاحبه فللنظر الى تشيعنا
احق نحن احيينا ذكرى الحسين بهذه القييم الخالدة ام اننا افرغناها بافعال لم ولن تكون من منهج اهل البيت (ع) في احياء ثورة الحسين ع و لو كان الرسول والائمة الاطهار امامنا لاستنكروها ولحاربوها
فهل حقا نحن من شيعتهم؟
سؤال يحتاج الى جواب الى كل من يهمه الامر؟