تحذيرات من نزوح أكثر من مليون عراقي من بغداد
الجيران - واشنطن ـ لندن ـ وكالات الأنباء: اعترف الأدميرال ويليام فالون القائد المقبل للقوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط بأن بلاده أخطأت في حساباتها بشأن قدرة القوات العراقية علي تولي مهام الأمن في العراق, وقللت في الوقت نفسه مما سماه بـ صمود الأعداء في إشارة إلي المقاتلين العراقيين الذين يخوضون حربا شرسا ضد القوات العراقية والأمريكية معا, فضلا عن الاقتتال الطائفي الداخلي.
وقال فالون في بيان مكتوب قدمه إلي لجنة الشئون العسكرية في مجلس الشيوخ الامريكي ان عملية ضمان امن واستقرار العراق كانت أكثر صعوبة مما كان متوقعا, وأضاف:قدرتنا علي تقييم الموقف السياسي والاقتصادي والأمني في العراق بشكل صحيح كانت قاصرة.
وكان فالون ـ وهو قائد القوات الأمريكية في منطقة المحيط الهادي ـ قد تم اختياره ليكون قائدا لقوات بلاده في الشرق الأوسط خلفا للجنرال جون أبي زيد قائد القيادة المركزية الأمريكية ـ قد قدم بيانه إلي اللجنة مسبقا لكي تناقشه في جلسة استماع لها عقدته لتقييم اخر تطورات الموقف العسكري في العراق.
جاء هذا الاعتراف في الوقت الذي حذر فيه دبلوماسي أمريكي كبير من ان القوات البريطانية في جنوب العراق قد تواجه موجات من أعمال العنف في حالة اذا ما أدت زيادة عدد القوات الامريكية في العاصمة العراقية بغداد إلي نقل العنف إلي جنوب البلاد.
وصرح ديفيد ساترفيلد كبير منسقي شئون العراق بوزارة الخارجية الأمريكية لهيئة الاذاعة البريطانية بي.بي.سي بأن واشنطن ولندن تتشاوران حاليا مع بعضهما البعض حول سبل تقليل مخاطر انتقال العنف من بغداد إلي منطقة البصرة في حالة زيادة القوات الامريكية المتوقعة في العاصمة بموجب خطة الرئيس جورج بوش بارسال قوات اضافية قواهما21.500 جندي.
في الوقت نفسه, طالبت دراسة اجراها معهد بروكينجز للدراسات الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له بصياغة خطط للتعاون مع حرب أهلية شاملة في العراق قد تحصد ارواح مئات الالاف وتشرد ملايين اللاجئين ويمكن ان تنزلق لتصبح كارثة اقليمية تعمل بالتالي علي اعاقة الامدادات البترولية وتتسبب في مواجهة مباشرة بين واشنطن وايران.
وذكرت صحيفة اندبندنت البريطانية أمس ان توصيات الدراسة قامت علي افتراض ان محاولة الرئيس الامريكي جورج بوش الاخيرة التي تتعلق بزيادة القوات الامريكية في العراق قد تفشل في تحقيق الاستقرار, وان واشنطن لا تستطيع الهروب من الكارثة المتنامية التي اوجدتها منذ غزو العراق عام2003.
واشار كينيث بويلاك ـ احد من أعدوا الدراسة ـ إلي انه حتي إذا بقت القوات في العراق لمحاولة احتواء القتال, فان هذا سيفضي بالعراقيين الي مصيرهم المؤلم, وانه حتي لو أجدي بقاء القوات الامريكية فانه سيفشل في توفير افضل مستقبل للعراقيين, وأضاف انه اقل الخيارات سوءا والمطروحة أمام الولايات المتحدة هي حماية المصالح الأمريكية في حالة وقوع حرب أهلية شاملة.
ومن جانب آخر, كشفت منظمة خيرية طبية أمريكية النقاب أمس عن ان اكثر من نصف مليون عراقي فروا من ديارهم في العاصمة العراقية بغداد العام الماضي بسبب العنف الطائفي, وحذرت من ان اكثر من مليون آخرين قد يضطرون الي النزوح بحلول منتصف العام.
وذكرت منظمة القوات الطبية الدولية التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها والتي يوجد لها أكثر من300 موظف في العراق ان حركة المواطنين النازحين في تزايد بمعدل مأساوي خاصة في العاصمة العراقية التي يقطنها نحو ستة ملايين نسمة.
وقالت نانسي أوسي رئيسة المنظمة:إنه موقف صعب للغاية, هناك موقف أمني مروع مع تزايد أعداد الاشخاص النازحين.
وخلصت دراسة اجرتها المنظمة الي ان80% من بين نحو550 ألف عراقي مدني فروا من ديارهم منذ تفجير سامراء الذي استهدف مزارا شيعيا مهما في فبراير الماضي هم من سكان بغداد, وهو الهجوم الذي فجر موجة من العنف الطائفي بين الشيعة والسنة.
وقالت أوسي إنه اذا استمر العنف بمعدله الحالي فسوف يضطر أكثر من مليون مواطن آخرين الي ترك ديارهم في بغداد خلال الأشهر الستة القادمة وستبقي غالبيتهم داخل العراق بدلا من اللجوء الي خارج البلاد. واضافت لوكالة رويترز: هناك حاجة إلي التركيز أكثر من ذلك, بغض النظر عن رأي اي شخص في الحرب, فهناك أناس يعانون.
وتقول الأمم المتحدة ان هناك نحو1.7 مليون نازح داخل العراق بالاضافة إلي نحو مليونين لجأوا إلي خارج البلاد وغالبية اللاجئين فروا إلي خارج البلاد قبل الغزو الأمريكي في مارس2003.