التخوف السني من التشيع مشروع - زهير شنتاف
التخوف السني من التشيع مشروع - زهير شنتاف
(صوت العراق) - 10-02-2007
ارسل هذا الموضوع لصديق
Zuhair55@hotmail.com
من حق السياسيين و رجال الدين و الكتاب و الصحفيين السنة ان يتخوفوا من المذهب الشيعي و الشيعة وان يستنفروا كل قواهم من اجل تشويه المذهب الشيعي ومهاجمة معتقداته بشكل لم يسبق له مثيل بل اننا لم نجد ان هؤلاء السنة قد وحدوا صفوفهم وكثفوا جهودهم واتفقوا على هدف واحد في السابق بل وحتى ضد الصهيونية التي يدعون انم يعادونها ، مثلما اتفقوا على معاداة الشيعة وهو ما نراه اليوم في تصريحات السياسيين مثل التحذير من الهلال الشيعي او ان الشيعة غير وطنيين وغير موالين لاوطانهم كما قالها وتراجع عنها حسني مبارك وفتاوى رجال دينهم التي تدعو علنا لقتل الشيعة واستباحتهم وعدم رد السلام عليهم وعدم تزويجهم او الزواج منهم وانهم كفار و غيرها ، ومقالات وكتابات وتقارير صحافييهم وكتابهم التي تدعوا الى مواجهة ومحاربة الشيعة في كل مكان بعد سرد الكثير من الاحداث التي لا يوجد ما يؤكد مصداقيتها بالفعل واعتبارها حقائق لا تقبل النقاش مع الرفض التام لنشر أي رد او تصحيح يصدر من الجانب الشيعي .
لقد كانت المرة الاولى التي يتفق فيها العرب على هدف واحد وبذلك خالفوا المثل المتداول عربيا بان العرب قد اتفقوا على ان لا يتفقوا حيث انهم الان قد اتفقوا تماما ولم يتخلف احد منهم حيث ان الهدف الذي جمعهم هو محاربة المذهب الشيعي والتحريض على الشيعة في البلدان التي يتواجدون فيها رغم ان الايام اثبتت ان الشيعة هم اكثر الطوائف حرصا على اوطانهم واول المضحين في سبيله ، و الغريب ان العرب السنة كانوا يدعون سابقا بانهم ضد الصهيونية وانهم مع القضية الفلسطينية ولكن لم نلحظ انه كان لديهم موقف واحد من هذه القضية حيث كانت هناك علاقات عربية اسرائيلية وان كانت سرية الا انهم لم يتوحدوا لانهم كانوا يشعرون ان الصهيونية ليست خطرا عليهم وخصوصا لدى السياسيين ورجال الدين منهم حيث ان الصهيونية كانت السبب في بقائهم على سدة الحكم واستمرارهم في مناصبهم ولكن عند النقطة الشيعية توحدوا كلهم فما هو السر وما هية مشروعية هذا الخوف .
الخوف السني مشروع ومحق :
الغالبية العظمى من العرب مسلمين وغالبية هؤلاء سنة وطبيعة المذهب السني هو جعل الفرد متلقي فقط دون السماح له بالتفكير والنقاش او التساؤل لذلك نرى خريجي مذاهبهم الاربعة من رجال الدين قد اقفلوا باب الاجتهاد من جهة ومن جهة اخرى اصبحوا جميعا موظفين رسميين لدى الحكومات مهما كان جورها وظلمها وقالوا لتابعيهم انك ان سمعت لرجل الدين واطعت الرئيس فانت في الجنة ( صلي وراء امام فاجر او عادل ) وانه من تولى امر المسلمين ورقابهم ولو بالسيف فيجب اطاعته ولا يجوز الخروج على الحاكم وان كان فاسقا وفاجرا وانه لا عليك بقراءة التاريخ ومناقشة الاحداث و التفكر و التبحر في امور الدين بل عليك اخذ ما نقوله لك نحن ، لذلك نرى الفرد السني مواظب تماما ولا يتاخر عن صلاة الجمعة باعتبارها هي الاصل الاصيل في الدين حيث يسمع من الخطيب كيف ان الافاعي في جهنم تبلع الكفار وان جهنم لها سبعون باب وانها يوم القيامة لن تمتلئ حتى يدخل الله رجله فيها وتقول كفى لقد امتلئت ( حسب احاديثهم في الصحاح ) ومن بعدها يتلوا الخطيب ضرورة اوامر اطاعة ولي الامر ( رئيس الدولة و الحكومة ) وقراءة توجيهات كتبتها له وزارة الاوقاف بعد ان صححتها لغويا ومعلوماتيا اجهزة الامن و المخابرات ويخرج بعدها المصلي السني يشكو من صداع الراس بسبب صراخ امام المسجد في خطبته و التي لم تستوجب توجيهاته كل هذا الصوت العالي ورذاذ الفم المتطاير حيث ان المصلي قد حفظ هذه الخطب وبالتالي عليه التعايش مع واقعه مهما كان مرا ومؤلما لانه لا يجوز له الخروج على ولي الامر ، كما ان اغلب الكتب السنية هي اما كتب حديث او كتب تتكلم عن عذاب القبر وعن السحر و اهوال يوم القيامة وتكفير العالم باكمله واعتبار انفسهم بانهم الفرقة الناجية ويكفيك رؤية اغلفة الكتب حتى تجعلك ترتعب وتتسائل هل هذا دين الرحمة ؟
وبما ان نسبة الشيعة في العالم العربي قليلة فان العالم العربي السني لم يكن يعيرها اهمية خصوصا وانها مضطهدة ومقموعة من قبل الحاكم العربي الذي لا يجوز شرعا مخالفته حسب المفهوم السني فيما تولت الوهابية تشويه المذهب الشيعي بكتبها ذات الطبعة الانيقة و السعر المنخفض او المجاني حتى ، وكان جل ما يعرفه السني ان الشيعي هو غير مسلم وانه يعبد علي بن ابي طالب وان له قران اخر كما انه يمارس قضايا لا اخلاقية وبالتالي يجب الابتعاد و الحذر من التكلم معه بينما لم يكن الموقف السني من اصحاب الديانات الاخرى وان كانت غير سماوية بهذه الحدة و العداء كما كانت مع المذهب الشيعي ، لذلك كان صوت الشيعي غير مسموع وغير مسموح له بان يطرح رايه بل تعداه الى منعه من التوظيف في وزارات معينة مهما كانت كفاءته وتعدى ذلك حتى عدم قبوله في جامعات وتخصصات معينة بحيث كانت استمارات القبول او التعيين تتضمن السؤال عن المذهب لكي يحرم اذا كان شيعيا .
وعلى الرغم من مواقف علماء الدين الشيعة في العراق ولبنان و البحرين وايران اتجاه القضية الفلسطينية ودعمهم اللامحدود لها الا ان تكتم الحكومات والاعلام العربي جعل الشعوب السنية غير ملمة بطبيعة المذهب الشيعي ولذلك تفاجأ الشارع العربي السني بماهية المذهب الشيعي ومعتقداته من خلال متابعته لاحداث الثورة الايرانية التي قادها السيد الخميني وما تبعتها من مواقف لهذه الثورة اتجاه قضية العرب الاولى فلسطين ( لو فرضنا انها فعلا قضيتهم الاولى ) وقد ساهم في تعريف المذهب الشيعي كون قائد الثورة هو رجل دين شيعي وبالتالي كان خطابه ينطلق من عقيدته ومذهبه ودينه الذي بدا مغايرا تماما لما كانت تقوله الحكومات ورجال الدين السنة وتتقوله عن هذا المذهب خصوصا وان مواقفه من قضية العرب الاولى فاقت كل مواقف الحكومات السنية العربية وهو ما سبب احراجا كبيرا لها فقررت الاتحاد و التوافق للمرة الاولى في تاريخها بالوقوف ضد هذه الدولة و العمل على اسقاطها باي شكل خصوصا وانه ليس في استطاعتها الاستمرار بتمرير اكاذيبها وافتراءاتها ضد الشيعة ، ومن جملة الامور التي زادت من اعجاب الجماهير السنية بالمذهب الشيعي و بالتالي احرجت الحكومات العربية هي :
• الموقف من القضية الفلسطينية حيث كانت ايران الشيعية اول دولة في العالم تمنح فلسطين وضعا دبلوماسيا وتغلق السفارة الاسرائيلية في وقت كانت الحكومات العربية تتهيأ لفتح سفارات لاسرائيل في بلدانها والامتناع عن منح الفلسطينيين حصانة دبلوماسية هذا اذا لم تكن مخابراتها تتعقب المسؤولين الفلسطينين هنا وهناك لتقتلهم او تعتقلهم .
• اجراء انتخابات على كل المستويات من رئاسة الجمهورية الى البرلمان وهو وضع شاذ في المنطقة حيث تعودت الشعوب العربية السنية على حكومات دكتاتورية ورؤساء مدى الحياة
• الموقف من امريكا وقطع العلاقات معها في وقت يتعالى صراخ الحكام العرب ضد امريكا ولكن الحاكم الفعلي في بلدانهم هو السفير الامريكي .
• الخطاب ليس الاسلامي الوحدوي فقط لعلماء الدين بل المدافع عن كل الفقراء وقضاياهم وهو اسلوب لم تتعوده الشعوب العربية من حكامها .
• تولي المرأة الايرانية مناصب رسمية كنائبة لرئيس الجمهورية ووزيرة و عضوة برلمان وصحافية واستاذة جامعة في وقت كان علماء السنة يفتون بحرمة قيادة المراة للسيارة وضرورة منعها .
كل هذه الامور وغيرها جعل من الشعوب العربية السنية تتطلع لمعرفة المزيد عن هذا المذهب الذي طالما اتهمته حكوماتهم ورجال مذهبهم بتهم لم يروا منها شيئا صحيحا بل على العكس وجدوا فيه قوة في المنطق و الحجة وثباتا في الموقف وانفتاحا على الاخر واحتراما لرايه فلا سباب ولا شتائم ولا افتراءات ولا تهم واكاذيب ولا تكفير لاي طائفة فانطلقوا ليعرفوا المزيد خصوصا وانهم دهشوا من صمود هذه الثورة الفتية اما م جيوش العرب و الترسانة الامريكية الروسية في الحرب التي شنها صدام حسين على ايران على الرغم من استخدام الاعلام العربي لمفهوم القومية واعتبار الصراع عربي فارسي وقد نجحوا في ذلك كون خطاب الثورة الايرانية بلسان اخر غير عربي و بالتالي لا يصل الى المستمع بسرعة وان وصل فانه يكون قد مر تحت مقصات رقيب متعدد الجنسيات وفعلا استطاع الحكام العرب واعلامهم من منع المعلومة الحقيقة من الوصول الى العربي السني ولكن المفاجاة الثانية التي حيرت الحكام ورجال الدين السنة ووقفوا امامها مذهولين لا يستطيعون فعل شيء هو انتصار المقاومة الشيعية في جنوب لبنان وانسحاب اسرائيل حيث شكل هذا ضربة قوية للمشروع السني حيث استطاعت مجموعة شيعية عربية من فعل شيء وانجاز عمل عجزت عنه كل الحكومات و الجيوش العربية طيلة نصف قرن ، حيث كانت الجماهير السنية تتابع ما تنجزه المقاومة الشيعية في لبنان وتعتبره نصرا لها وبلسما يداوي هزائمها الدائمة فكان هذا الخطر الاكبر الذي واجهته الحكومات السنية ورجال دينها لان الخطاب المنتصر هنا هو بلسان عربي لكنه ليس سنيا فهل من المعقول ان تحقق جماعة تعتنق مذهبا خرافيا بدعيا كافرا لا اخلاقي كما تصفه الحكومات وفتاوى العلماء السنة كل هذه الانتصارات وتهديه الى الامة بكل طوائفها وتعتبره واجبا دينيا ووطنيا وانسانيا خصوصا وانه كان انتصارا بحق وباعتراف العدو نفسه بعد ان كانت الحكومات السنية العربية تزور هزائمها وتجعلها انتصارات يفيق بعدها المواطن العربي السني ليجد ان قوات اسرائيل على بعد 101 كيلومتر من عاصمة مصر العروبة القاهرة وانها استولت تماما على الجولان ووصلت الى القصر الملكي في الاردن بينما يكون رئيس الوزراء الاسرائيلي يبيت ليلته في قصر امير المؤمنين ملك المغرب.
من هنا بدء التهافت على الكتاب الشيعي وعلى معرفة هذا المذهب ورجالاته وفي وقت تنفق فيه الوهابية وغيرها مئات الملايين من الدولارات و اليورو من اجل شراء عقيدة الناس وتحويلهم الى الوهابية او على اقل تقدير ابقائهم على المذهب السني الذي يعتنقوه نرى ان الطوابير تجتمع على دور النشر الشيعية التي تشارك في معارض الكتاب لتدفع من اموالها لتشتري الكتب الشيعية غير مبالية لمن يقف يدفع لها مالا ويزودها بكتب مجانية حتى لا تقترب من المذهب الشيعي فيما اضطرت بعض الدول اطلاق يد رجال امنها ومخابراتها للتعامل مع هذه الظاهرة و التي اخطر ما وصلت اليه الا وهو اعتناق الكثيرين من العرب السنة للمذهب الشيعي واظهار حنقهم على الغش و التدليس الذي مارسه حكامهم ورجال مذهبهم في تشويههم لمذهب اسلامي يؤمن بالاخر بانه اما اخ له في الدين او نظير له في الخلق فلا يبيح دمه ولا يستبيح عرضه ولا يجادله الا بالتي هي احسن .
لم يكن للشيعة رجال يزورون البلدان السنية العربية وهم محملين بملايين الدولارات ويمنحوها لهذا او ذاك حتى يصبح شيعيا او انهم يوزعون الكتب المجانية حتى يقرءها الناس ويتشيعوا وحتى ان كان لهم هذا لبتصور فان الحكومات العربية لا تسمح بهذا اطلاقا و بالتالي فان ما نشهده من تشيع بعض السنة انما هو بمبادرة ذاتية وشخصية من العربي الذي حكم عقله بينما هو يرى منطق الشيعة وتصرفاتهم ووطرق تعاملهم تختلف تماما عما سمعه ، لذلك حاز السيد نصر الله على اعجاب الجماهير السنية العربية واصبح نجم الساحة العربية حسب تعبير الصحف العربية نفسها وهو ما دق ناقوس الخطر عند شيوخ السنة وسياسييهم فاوعزوا لبدء مرحلة جديدة من مواجهة الشيعة الا وهي اللجوء الى اصدار فتاوى بقتل وابادة الشيعة حيث ان كتب الشتويه و التدليس لم تؤدي مفعولها ووصل الامر الى حد اثار استغراب الجمهور السني قبل الشيعة الا وهو طلب الحكومة الاردنية من الحكومة الاسرائيلية عدم شمول او اطلاق سراح أي اسير اردني من السجون الاسرائيلية في أي عملية مبادلة للاسرى مع المقاومة اللبنانية لان ذلك سيصب في مصلحة المذهب الشيعي الذي وجد السنة ضالتهم فيه ، اذا وصل الرعب السني من التشيع الى هذا الحد الذي تطالب حكومة بابقاء ابناءها في سجون ( العدو ان صح التعبير ) وترفض هي ان يطلق سراحهم .
وقد كانت نقطة التحول الكبرى في معاداة الشيعة والاعلان رسميا من النظام العربي السني بكل اركانه بانه ليست الصهيونية هي العدو الاول للعرب بل ان المذهب الشيعي هو الخطر الاكبر والاول الذي يجب مواجهته و تجييش شيوخ السنة والاعلام و الصحفيين وكل شيء من اجل ابادة وليس فقط محاربة الشيعة هو سقوط صدام حسين وعودة العراق الى اهله الطبيعيين من عرب واكراد وتركمان واشوريين وصابئة وغيرهم وحيث ان العراق فيه غالبية شيعية فانه من الطبيعي ان يتولون الحكم ويكون رفقاء بمن نزل بهم تقتيلا وارعابا وارهابا فلم ينتقموا ابدا بل طلبوا من العرب السنة ان يشاركوا كالبقية في الحكم وهو ما اعتبره العرب السنة نقطة ضعف وبانت نتائجه اليوم .
لقد وجد الفرد السني ان الساحة الشيعية تختلف تماما عن ساحته السنية بدءا من رجال الدين و المشايخ حيث يدعو رجل الدين الانسان الى القراءة و السؤال و التفكر و التبحر ويرى له رايا بالمستجدات و القضايا وان موقفه من المراة انما هي شريك كامل في الحياة وليست عورة وناقصة عقل ويطالبه بان يكون ذو مظهر جيد ومبتسما و يتعامل مع الاخر من منطلق انساني قبل كل شيء وهو ما يفتقده في ساحته السنية حيث يامره الشيخ السني باتباع ما يقول دون سؤال ومناقشة ويطلب منه ان يتعامل مع الاخرين بخشونة لانهم كفار حسب زعمه فلا سلام ولا كلام الا بالسيف وان مظهره يجب ان يكون اشعثا اغبرا شرسا مكفهر الوجه ولا يرى في المرأة الا ماكنة انجاب وقدر طعام ، واما عن حياته العامة فقد وجد ان رجالات الساحة الشيعية يستمعون للانتقاد ويتحاورون ويتداولون السلطة اذا كانت بيدهم وان الانتخابات النزيهة موجودة في الساحة الشيعية فقط مثل العراق وايران وان المعارضة لها حق الكلام و الاعتراض بل و الحصول على مكاسب دون ان يعتبرها الحاكم خائن و يرسلها الى فرق الاعدام او اقبية السجون على اقل تقدير وشاهد رجال الدين الشيعة في برلمان العراق والكويت و البحرين وايران اعضاءا حريصين على بلدهم وامتهم يدافعون عن حقوق الجميع دون استثناء دون ان يكفروا هذا ويستبيحوا دم ذاك وان مواقفهم مبدئية لا يقولون شيئا ويفعلون عكسه بينما وجد ان ساحته بلدانه السنية تفتقر الى الانتخابات والى الدستور الدائم وعليه ان يعيش طوال عمره تحت ظل قانون الطوارئ الذي لا يسمح له بالانتقاد او التساؤل وان الرئيس عند عنده مدى الحياة وان مشايخه يسبحون بحمد الحاكم صباح مساء لذلك صار عنده ردة فعل كبيرة وتسائل عن اسلام يامر بالدكتاتورية و التوريث ورفض الاخر واستباحته في وقت يرى اسلام اخر يؤمن بالفرد و بحريته وبانه متسامح لكنه عزيز قوي ووجد ان الاباطيل و التشويهات التي الصقت به انما هي اكاذيب خدعه بها رجال مذهبه فعاش الحيرة من فئة قليلة حققت ما عجزت عنه الاغلبية وقدمت انجازها للجميع فايقن الصدق القراني ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة ) وقرر ان يختار .
ان السنة عندما يرون بانه ورغم تلك المليارات من الدنانير و الريالات والدراهم و الدولارات وحتى الين الياباني لم تنفع ولم تستطع الاستمرار في تجهيل واستغباء عقل الفرد وحصره في مذهب يرفض انسايته وفطرته ويخالف ايعاز وامر الله بقوله ( اقرأ ) بل و يطالبونه بان يسمع فقط وان لا يتفكر ولا يبحث وان اراد ان يقرا فلا يجد غير كتب تكفر هذا وتخون ذاك وتتوعد الفرد بالعذاب و نار جهنم وان عليه ان يعتبر الحاكم مقدس وينقل قدسية الصحابي الى شخصية الحاكم الحالي فيعطيه الحصانة والتأليه وفجأة يرون بان هذا الفرد وبعد كل هذا العمل المضني لعشرات القرون من جعله متلقيا فقط يصبح مختارا لعقيدته متسائلا عن التاريخ واحداثه مستنكرا الغاء حق الاخر في الوجود و التفكير ومطالبا بمعرفة الحقيقة .
لم تحارب الحكومات السنية وموظفيها من رجال الدين فكرا وعقيدة كما حاربوا المذهب الشيعي ولم يحذروا من عقيدة كما حذروا من الخطر الشيعي ولم يتهموا ويدسوا على فكر كما عملوا مع الشيعة و السبب واحد فقط هو ان الفرد السني اذا اصبح شيعيا فانه سيضع قدسية الحاكم تحت المجهر ولن يرضى بان يعتبره صحابيا لا يمكن المساس به وبالاخر لن يصلي وراء فاجر ابدا لانه عندما يصبح شيعيا سيحكم القران و السنة و سيردد قول حفيد الرسول ( ص ) الحسين بن علي بحق يزيد بن معاوية بان ( مثلي لا يبايع مثله ) وبذلك يفك رقبته من بيعة الحاكم اذا كان فاجرا واذا فك بيعته تلك فسيعمل على ان يبايع من يستحق وسيؤمن وسيطالب بانتخابات ودستور دائم وهذا يعني محاسبة الحاكم وهذا ما لا يرضاه مشايخ السنة ، كما انه لن يقبل بان يقولوا له بان سيدنا معاوية قتل سيدنا حجر بن عدي لانه رفض ان يسب ويشتم سيدنا علي بن ابي طالب ، وسيطالب بان يعرف من هو سيده الحقيقي مادام الامر متعلق بالاسلام وبالتالي بدينه واذا عرف من سيده حقا فسيتبعه ويسأل عمن اضاف كلمة سيدنا الى من هو ليس بسيدنا حقا وهذا يعني بانه سيسأل هل ان الحاكم الحالي هو سيدنا فعلا حتى يكون ولي الامر الذي يجب طاعته ام لا ؟ .
وبالمحصلة النهائية نرى ان التخوف السني من التشيع مشروع سنيا لانه سيجعل من حديث صلي وراء امام فاجر ام عادل تحت المجهر ومادة للبحث و التساؤل وعندما يظهر عدم صدقيته ستكون كل الاحاديث ورجالاتها ورواتها تحت المجهر وعندها سيضطر الفرد لان يبحث ويقرأ ويستنطق التاريخ و ستكون الطامة الكبرى وسيكون الزلزال .
لم نسمع شيعيا واحدا طالب بان يتحول السني الى شيعي او كاتبا يكفر السنة ويحذر منهم فيما نرى ان السنة يسمون الشيعة بالروافض ويطالبونه بان يصبحوا مسلمين وكتابهم يحذرون من الفكر الشيعي ورجال دينهم يصدرون فتاوى وجوب قتل الشيعي وهي عكس فتاوى الشيعة بحرمة الدم الانساني بشكل عام وعدم حلية قتل الابرياء .
لذا نرى مدى وحجم شراسة الهجمة السنية على المذهب الشيعي و نتيقن بان وقوف العرب جميعا مع صدام حسين انما وقوف للدفاع عن النفس باعتبار ان السنة يعتبرون ان صراعهم مع الشيعة صراع وجود لذلك اتخذوا قرار ابادةالشيعة على كل المستويات ولان العراق بغالبيته شيعة فعليه ان يتحمل تكلفة الصراع ومن يخاف على وجوده يصبح تخوفه مشروع وان كان غير مشروع .
ان زينب اخت الحسين خاطبت يزيد بن معاوية وازلامه بعد ان قتلوا الحسين بن علي وقطعوا راسه واخذوا حفيدات رسول الله سبايا الى يزيد في الشام خاطبتهم قائلة ( والله ما هكذا فعلنا باسراكم يوم بدر ) .
فهل يدرك البعض مغزى هذا القول ؟