المرجع المدرسي يدعو العراقيين والمسلمين لاحياء ذكرى فاجعة سامراء .
مكتب سماحة المرجع المُدرّسي (دام ظله) يدعوا الجماهير في العراق والعالم الى احياء ذكرى هدم المرقد المطهر في سامراء والمطالبة ببناءه وتأمين زيارته
(المصدر: الهدى/ كربلاء المقدسة في 11-02-2007)
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام عليك يارسول الله وعلى آلك الطيبين الطاهرين المظلومين.
يقول الله سبحانه وتعالى: " يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون".
ويقول تعالى: "ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها".
ايها الاخوة المؤمنون والاخوات المؤمنات، ايها المسلون، ياشيعة اهل البيت (ع) في العراق والعالم اجمع، ايها المنصفون واصحاب الضمائر الحية اينما كنتم، تصادف يوم غد الذكرى السنوية الاولى لجريمة هدم المرقد المطهر للامامين العسكريين عليهما السلام في سامراء، هذه الجريمة الشنعاء التي ارتكبتها الايادي الآثمة وتطاولت بها حرمة وكرامة الاسلام والمسلمين والرسول الاعظم واهل بيته الاطهار وشيعتهم ومحبيهم.
ايها المؤمنون والاحرار بهذه المناسبة الاليمة وبأسم وتوجيه المرجعية الرشيدة في كربلاء المقدسة، ندعو جميع اهالي كربلاء وزوراها الكرام، وجميع شيعة اهل البيت (ع) و الموالين والمحبين والاحرار و المنصفين في جميع انحاء العراق والبلدان الاسلامية والعالم اجمع الى المشاركة الفاعلة في احياء هذه المناسبة الاليمة عبر التظاهرات السلمية والمسيرات واقامة المحافل وشتى اشكال التعبير والاحتجاج ليس فقط للاستنكار، بل وللمطالبة القوية الى احقاق الحق والعدل وانصاف ائمتنا المظلومين وشيعتهم ومقدساتنا المحاصرة والمهدمة في سامراء، والعمل على اعادة اعمارها وبنائها بكل عزة وشموخ، والمطالبة بوضع خطة امنية لحماية سامراء وتأمين الزيارة للمراقد المطهرة فيها.
ايها الاخوة.. رغم اننا نعلم ـ وبلا شك ـ ان مرقد ائمتنا المظلومين في سامراء سيمد قامته ويرفع راياته ومنائره المشعة بانوار الهداية والصلاح اعلى واشمخ مما كان بمشيئة الله سبحانه وتعالى وبفضل جهود عشاق الحق والعدالة من شيعة ومحبي اهل البيت(عليهم السلام) ولكن رغم ذلك فان الالم يعتصر قلوب الملايين من شيعتهم ومحبيهم وهم يحيون ذكرى مرور عام كامل على جريمة هدم المرقد المطهر.
عام مرّ على هذه الجريمة الشنعاء وائمتنا الاطهار ومقدساتنا محاصرة في سامراء وسط غربة موحشة بين ظهرانينا وامام اعيننا وكأننا بصرخة الامام الحسين (عليه السلام) تتكرر وتتردد منطلقة من سامراء ـ كما من ارض الطفوف ـ: " اما من ناصر ينصرنا"
عام مرّ بأيامه الثقيلة على نفوس الموالين والمحبين لاهل البيت وهم يرون مقدساتهم مهدمة ومعطلة وممنوعة من الزيارة ومن اعادة اعمارها وبناءها وسط صمت وتجاهل مرير ومؤلم.
ايها المؤمنون: بالأمس انطلقت بوادر الحملة الامنية لتوفير الحماية والاستقرار للعاصمة بغداد من عمليات الارهاب ـ والتي ندعوا الله تعالى ان يعم اهلها السلام والامن ـ ومن المفارقات ان تتزامن هذه الخطة الامنية الكبيرة لبغداد مع الذكرى السنوية الاولى للاعتداء الاثيم على حرم الامامين العسكريين عليهما السلام في الثالث والعشرين من شهر محرم الحرام.
ان خسارتنا ومعاناة ومأساة مقدساتنا في سامراء وتعطيلها ومنعها من الزيارة ايها الاخوة لا تقل ابدا ان لم تكن تفوق مأساة بغداد والمظالم التي يمر بها شيعة اهل البيت عليهما السلام وعموم الناس في فيها،الامر الذي يتطلب منا جميعا ومن الحكومة القيام بجهد فاعل وحقيقي لاعادة الأمن الى سامراء والبدء ببناء المرقد المطهر، بل وتامين الزيارة حتى وان كانت مع استمرار الهدم ايضا.
ان السكوت والتجاهل عن هذه المصيبة قد يعني ـ لا سامح الله ـ الرضا من البعض بأن تكون هناك بقيع اخرى وفي العراق هذه المرة وهذا ما لا يرضاه كل غيور على الدين وموال لأهل البيت عليهم السلام.
ان ثقافة الانكفاء والتبرير والضعف والهروب من تحمل المسؤولية هي التي ـ لا سامح الله ـ ستجعلنا نقبل بهذا الواقع الشاذ والخطير الذي يحاصر مراقدنا المطهرة في سامراء.
لذا نقول ان على الجميع ان يرتقوا الى مستوى المسؤلية الشرعية والانسانية والحضارية للتعامل بمستوى حجم التحدي للعمل على انقاذ المقدسات وصيانة الحرمات، ومن هذا المنطلق نقول ان هناك خطوات مهمة على الجميع العمل بأخلاص وجد للبدء بها وتحقيقها، وان هذه المسؤولية تقع على عاتق الجميع من علماء وجماهير الى حكومة والمسؤولين ايضاً، ومن هذه الخطوات والمطالب:
اولاً: العمل بسرعة وجدية على تنفيذ خطة امنية واسعة وصارمة لتأمين سامراء وحماية المراقد فيها من ايدي العابثين الحاقدين والارهابيين، وفك طوق العزلة والحصار والمنع والتعطيل عن زيارة المقدسات.
ثانياً: المباشرة بالعمل لبناء المرقد واعماره بأسرع وقت ممكن وان هذا الامر لو ترك للمرجعيات الرشيدة وملايين المؤمنين من شيعة اهل البيت (ع) فأنه سيتم بلا ريب على اكمل وجه بأذن الله تعالى، ولذلك ندعو الى تشكيل هيئة تعد وتشرف على اعادة البناء والاعمار من قبل المرجعيات الدينية.
ثالثاً: ان الجهد يجب ان ينصب ايضا على منع الاعتداء والجرائم ضد كل المساجد والحسينيات والجوامع والمزارات والمراقد المطهرة الاخرى لابناء واحفاد الائمة عليهم السلام في ضواحي سامراء وغيرها من المحافظات والمدن وتأمين تلك المناطق التي تتواجد فيها هذه المراقد والمزارات لحماية زوارها وتأمين اقامة الشعائر فيها.
رابعاً: ان اعمار وبناء الحرم العسكري المطهر لابد ان يكون بحجم وصورة تتناسب وحجم الفاجعة والتدمير وحجم الاهانة التي لحقت بالاسلام وبرسول الله (ص).
خامساً: التعجيل باعادة الامانة الى اهلها بجعل المرقد الطاهر تحت اشراف وادارة المرجعيات الدينية الشيعية بالتعاون مع ديوان الوقف الشيعي فمن غير المنطقي ان يكون اي مسجد صغير لاخواننا السنة تحت اشراف الوقف السني ـ وهذا حقهم ـ بينما تكون عتباتنا المقدسة في سامراء وضواحيها وغيرها من المناطق خارج ادارة واشراف المرجعيات والوقف الشيعي، هذا فضلا عن خلوها من الحماية الحكومية ومنع تأمين الحماية الشعبية لها من قبل المؤمنين.
سادساً: العمل على وقف عمليات التصفية والتهجير القسري على الهوية لشيعة اهل البيت (ع) وعمليات التغيير الديموغرافي التي تتعرض لها مناطق عديدة يتواجد فيها نسبة كبيرة من اتباع اهل البيت مثل محافظة ديالى وضواحيها الواقعة تحت قبضة الارهاب و التي يشكل الشيعة الغالبية من سكانها.
وبعد، فأن هذه بعض المطالب المحقة التي يجب على الجميع تحمل مسؤليتها والعمل والضغط لتحقيقها، ونقول في الختام ان شيعة اهل البيت عليهم السلام وعلى راسهم المرجعيات الدينية تعمل كما هو عهدها دائما على اشاعة الحكمة والصبر والرؤية في التعامل مع الاحداث وايجاد سبل علاجها ولاتزال صمام الامان لوأد الفتن والمخاطر في البلاد،ولكن ذلك لايعني بكل تأكيد ان يكون الموقف مساومة وتهاونا على حساب الانصاف والحق والعدل..
ان بناء العراق واعماره وبناء وصون وتعزيز وحدته وتآلفه انما نراه ينطلق ـ وفي ذكرى هذه المناسبة الفجيعة ـ من اعادة اعمار وبناء المرقد الطاهر في سامراء وتأمينها لملايين الزائرين المؤمنين الذين سيفدون اليها من كل فج عميق.
مكتب المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله الوارف)
كربلاء المقدسة في الثاني والعشرين من محرم الحرام لعام 1428 هـ