امريكا تفكر بمهاجمة المجلس الاعلى
بدأ مراقبون غربيون يلحظون ، عدا عكسيا لاحتمال انتهاج موقف جديد للادارة الاميركية يتسم بالعداء وفتح مواجهة مع المجلس الاعلى ، لتوجيه ضربة عسكرية او مخابراتية اليه من قبيل اختطاف عناصر منه او تصفيتهم ، بعدما كان هذا الموقف يتسم بقبول يشوبه الحذر والريبة من الدور الذي يقوم به السيد الحكيم والمجلس الاعلى في العملية السياسية في العراق ، وعدم اثارة اي موضوع بشان العلاقة القائمة بين المجلس الاعلى وايران منذ غزو القوات الاميركية للعراق عام 2003 ، وهذه العلاقة التي يؤكد الجانبان الايراني والعراقي على انها علاقات متكافئة ومتوازنة ، وتستند الى تاريخ طويل كان قاسمه المشترك العداء لنظام صدام الديكتاتوري البائد .
البيان او التقرير الذي قرأه للصحفيين يوم امس في بغداد ضابط اميركي لم يصرح باسمه ، وربما لكونه ضابطا في الاستخبارت العسكرية الاميركية ، والذ ي اشار فيه الى دور ايراني في ظاهرة ازديدا عدد القتلى في صفوف الجيش الاميركي ، عن طريق تقديم المتفجرات والاسلحة لمنظمات محظورة ، هذا البيان وضح من خلال نصوصه التي قرأها الضابط الاميركي ، ان هناك تعمدا في الاساءة للمجلس الاعلى، ولزعيمه السيد عبد العزيز الحكيم ،وتوجيها للتهم اليهما بالضلوع في المشاركة بالدور الايراني المزعوم ، من خلال الزج باسميهما في
الاتهام الرسمي الذي اشهره الجيش الامريكي لايران،ووقوفها وراء ازديد عدد التفجيرات ونوعيتها في العراق والتي أسفرت عن مقتل 170 جندياً من القوات الأمريكية في العراق، منذ يونيو/ حزيران من العام 2004.
فالجديد الذي اثار اهتمام المراقبين ، هو ما جاء في تصريح الضابط الاميركي ، يوم امس، وهو يتلو بيان حول ازدياد قتلى الجنود الاميركيين بفعل العبوات الناسفة المتطورة التي تقدمها طهران لمنظمة محظورة، حيث ادعى تقرير الجيش الاميركي ان معلوماته هذه استخلصها من اعترافات لضباط ايرانيين اعتقلوا، خلال حملة شنها الجيش الأمريكي في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، على مكتب السيدعبد العزيز الحكيم، رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بالعراق .
وذهب التقرير الاميركي الى ابعد من ذلك ، اذ اعلن " انه تم العثور خلال الحملة على مكتب السيد الحكيم ،على وثائق تشير إلى تزويد منظمة شيعية "محظورة" بأسلحة إيرانية "!!
ومضى التقرير يقول : " فيما قالت تلك المنظمة إنها كانت تنوي استخدام تلك الأسلحة لأغراض أمنية"
ولم يشر الضابط الاميركي الى اسم المنظمة في تقريره ، ولكن يبدو على الارجح انه كان يقصد منظمة بدر التابعة للمجلس الاعلى .
وكان مسؤولون عسكريون أمريكيون قد أكدوا أن الأسلحة والذخائر، التي تضمنتها تلك الوثائق، ليست من نوع الأسلحة التي تستخدم للدفاع عن النفس كما ادعت هذه المنظمة .
كما اتهم مصدر رفيع في استخبارات الجيش الأمريكي، الحكومة الإيرانية، بالمسؤولية عما ترصده أجهزته الأمنية، من امكانات ، بسبب وجود تطور ملحوظ في الكم والنوع للعبوات المزروعة على جانبي الطرق في العراق، زاعما أن قرار إدخالها للعراق يتم اتخاذه "على أعلى مستوى داخل الحكومة الإيرانية."
الضابط الذي لم يتم الكشف عن اسمه، كان يقدم خلاصة تقرير عسكري للصحفيين في بغداد، وهو التقرير الذي جاء فيه أن نحو 170 جندياً أمريكياً، قتلوا بسبب استخدام تلك العبوات الإيرانية ضدهم.
وتكمن خطورة تلك العبوات حسب التقرير الاميركي ، الى إمكانية توجيه عصفها التدميري في اتجاه واحد، الأمر الذي يجعلها شديدة الخطورة على الدبابات الأمريكية من طراز "أبرامز"، بحسب قول الضابط الأمريكي.
واضاف: إن محللي أجهزة الاستخبارات الأمريكية يعتقدون أن هذه العبوات يتم تصنيعها وتهريبها إلى العراق، بموجب أوامر من كبار المسؤولين بالحكومة الإيرانية، على حد تعبيره.
كما أشار المسؤول الأمريكي إلى أن بعض قذائف المورتر، من عيار 81 ملليمتر، والتي تستخدم على نطاق واسع ضد القوات الأمريكية بالعراق، يتم تصنيعها على الأرجح في إيران.
وذكر الضابط الأمريكي إن التقارير الاستخباراتية تفيد بأن أفراداً بكتيبة القدس، بحرس الثورة الإسلامية، الذي يتبع مباشرة لسلطة رئيس المجلس الأعلى للثورة، أية الله علي خامنئي، يقومون بنقل هذه المتفجرات إلى الميليشيات الشيعية في العراق.
وبرز خلال اللقاء الصحفي، الذي حضره عدد محدود من المراسلين، إدعاء الضابط الأمريكي أن أحد الإيرانيين الستة، الذين تم اعتقالهم في القنصلية الايرانية بمدينة أربيل، ويدعى محسن شيرازي، هو قائد عمليات "كتيبة القدس"، التي يعتقد أنها مسؤولة عن إمداد الميليشيات الشيعية بالعتاد والتدريب.
وأضاف الضابط الأمريكي أن الإيرانيين "كانوا يحاولون أثناء القبض عليهم، إتلاف ملفات عبر رميها في المرحاض، وقد تم العثور على أكياس من الشعر في المكان، مما يبرهن أنهم كانوا يحاولون التنكر."
.وفي تطور متصل بهذا الشان ، وفي أول اتهام علني كان وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس قد اشارالجمعة، الى إن الولايات المتحدة تمتلك أدلة قد تثب التورط الإيراني في العراق وقيام طهران بتزويد المليشيات المسلحة بالأسلحة والعبوات الناسفة العالية التقنية.
ودأب المسؤولون الأمريكيون على اتهام طهران بالارتباط بالعبوات الفتاكة التي تستخدمها المليشيات ضد الجيش الأمريكي في العراق، دون تعزيز تلك الاتهامات بأدلة.
وقال غيتس أمام حشد من الصحفيين وهو في طريقه إلى ميونيخ إن بعض "العلامات" التي تحملها بعض المتفجرات، دليل جيد على أن الإيرانيين يزودون المليشيات المتشددة إما بالأسلحة أو التقنية."
وأضاف قائلاً: "أعتقد أن هناك أرقاماً متسلسلة، ربما هناك مؤشرات على شظايا قذائف عثرنا عليها تشير إلى إيران."
وسلم وزير الدفاع الأمريكي أن الأسلحة الإيرانية لا تمثل نسبة عالية من القنابل المستخدمة في العراق إلا أنه قال إنها "فتاكة للغاية."
المراقبون الغربيون رأو في تصريح وزير الدفاع الاميركي والبيان الذي قرأه الضابط الاميركي يوم امس في بغداد ، دلائل قوية على ان ادارة الرئيس بوش تفتعل الذرائع لفتح مواجهة اوسع مع ايران ، باعتقادها ان هذا الامر ، يعزز موقف الرئيس بوش في اظهار ايران للشعب الاميركي بمظهر من يقتل ابنائهم في العراق ، وبالتالي تحميل ايران مسؤولية فشل الجيش الاميركي في تحقيق مهامه في العراق !
وقال مصدر مسؤول في الحكومة ، ردا على سؤال لـ " نهرين نت " عما يقرأه في هذا التصعيد الاعلامي والسياسي الاميركي :
" الاتهام الاميركي لايران لم يفاجأنا ، ولكن ربط هذا الاتهام بالمجلس الاعلى وتعمد الضابط الاميركي ذكر اسم مكتب سماحة السيد الحكيم في هذه الرواية الاميركية ، وربط هذه الاتهامات باعترافات لضباط ايرانيين اعتقلوا في مكتب سماحته ، واشارة التقرير الى ضبط اسلحة في المكان الذي تمت مداهمته ، كانت اكبر من النوع المناسب للدفاع عن النفس ، ومحاولة التلميح لاسم منظمة محظورة لم يسمها بالاسم وربما كان يقصد بها منظمة بدر ، كل ذلك لايعني الا امرا واحدا ، وهو وجود نوايا اميركية حقيقية لفتح جبهة مواجهة مع المجلس الاعلى ، حيث تعمد التقرير،الاساءة للمجلس الاعلى ولقيادته واتهمها بانها كانت تستضيف ضباطا ايرانيين اثناء مهاجمتهم من قبل القوات الاميركية واعتقالها لهم ، وانه يتصل بضباط ايرانيين لتسليح " منظمة محظوررة " اي منظمة بدر ! كل هذا يشكل تطورا خطيرا للغاية، ولانعتقد انه سينتهي الى هذا الحد".
يذكر ان الجيش الاميركي كان يتهم سابقا ومازال، جيش المهدي باستلام اسلحة من ايران ووجود تنسيق وتعاون بينهما ، بل ذهبت اسرائيل وممثلون سياسيون للسنة في العراق الى حد اتهام ايران يتحويل جيش المهدي الى قوة على غرار حزب الله اللبناني دون اي يقدموا اي دليل ، اما الان فيبدو ان الدور جاء على المجلس الاعلى بعدما قطع الاميركيون شوطا كبيرا في اعتقال المئات من اتباع جيش المهدي بينهم قادة روحانيون . ولكن الان بات واضحا ان واشنطن تريد كبشا جديدا لتبرير فشلها في العراق ، وهذه المرة وقع الاختيار على المجلس الاعلى ومنظمة بدر ومكتب السيد عبد العزيز الحكيم باعتبار ان الايرانيين الذن خطفتهم القوات الاميركية في بغداد وفي اربيل هم ضباط في حرس الثورة ويوردون السلاح والمتفجرات الى داخل العراق وعلى علاقة بالمجلس الاعلى وهذه المنظمة المحظورة ، بينما اكد مكتب رئيس الجمهورية جلال الطالباني ان هؤلاء الايرانيين هم وفد رسمي وصل العراق في كانون الثاني بدعوى رسمية من الرئيس الطالباني .
ولكن وحسب معلومات اولية ولكنها عالية المصداقية ، فان واشنطن لاتريد من خلال هذه الاتهامات مجرد تحميل فشل استراتيجتها في العراق ، الى ايران ، بل تريد ان تمهد لتوجيه ضربات للمجلس الاعلى او القيام باعتقالات واختطاف او اغتيال لعناصر من هذا المجلس او منظمة بدر .
http://www.nahrainnet.net/news/52/AR...007-02-12.html
