امريكا وراء كل شئ !!............. جمال الخرسان
امريكا وراء كل شئ !!
كتابات - جمال الخرسان
واستقالت النخبة العربية
لغط كبير جدا في اروقة وسائل الاعلام .. كذلك ايضا في ملتقيات الد بلوماسية { في بلدان العالم الثالث } تصريحات من جميع الاطراف، كل منها يتهم الاخر بأطنان التهم .. فيما سواد اعضم يلقي وابل القصة على الجمهوريين في البيت الابيض وينتهي هكذا كل شئ ..
وبذلك خرج الجميع من زجاجة الاتهام بالقاء العهدة في سلة الهيمنة الامريكية، حتى اصبحت تلك الهيمنة { وهي بالمناسبة واقع لا ينكر الى حد ما } ليست شماعة فقط .. بل متنفس وحيد ينقذ مازق بلدان المنطقة وحكوماتها، حينما تصدر جميع الازمات التي تحدث في اي منطقة جفرافية في الشرق الاوسط الى سلة الدكتاتورية في السياسية الامركية { دارفور, خسارة العرب في كاس العالم لكرة القدم, ازمة الاقباط في مصر , السلفية في السعودية , عاصفة الجراد , وجع الراس , الفساد الاداري , المخدرات , العجز الجنسي , حتى خلافات الازواج , وبكل تأكيد امواج تسونامي } وهكذا كانت امريكا دائما وابدا متنفسا شائت ام ابت، بالنسبة لحكومات العالم الثالث، فعليها اللعنة والرحمة في نفس الوقت.
اما هذا الواقع السياسي والامني الذي يتوسط الشرق الاوسط فهو بكل تاكيد في جعبة كوندا ليزا رايز سمراء البيت الابيض والبنتاغون ... حينها تستقيل ليس فقط الحكومات العربية عن التفكير في مسببات ودوافع ذلك الواقع بشكل علمي منضج، بل جعل ذلك الجواب الجاهز النخبة العربية والاسلامية والاعلام العربي يستقيل هو الاخر، فيرفع لافتات الاستراحة والاستقالة حينما اقنع نفسه بان امريكا وحدها هي من يقف وراء كل ذلك.
هكذا نسى او تناسى ان بلدان المنطقة كانت سببا رئيسيا ساهم الى حد كبير في خلق بعدين اساسيين في الواقع السياسي والامني للشرق الاوسط، كانت الدكتاتورية وحدها من يغذي شرايين كل منهما:
اما البعد الاول: فهو الخطر الديمقراطي الذي تلوح به بلدان الشمال ( ومن حقها ان تستغله في مصلحة ذاتية فهذا ما يمنحه لها فن الممكن )، التلويح بعصا الدميقراطية والاصلاح كان قبل كل شئ تباعا لواقع دكتاتوري خانق، خلق هجرة نحو الغرب، ذات اطياف مختلفة .. فهاجر المتعلم الى جانب الامي، وهاجر من يبحث عن ملاذ الى جنب القول المفخخة.
اما البعد الثاني: المد الاصولي الذي تلون وتكسّى باشكال والوان عديدة، وبغض النظر عن مشروعية الياته وادواته واهدافه، الا ان من ساهم في استحكام عوده هي ممارسات الدكتاتورية والاصرار على الاسلوب والمنهج الخطأ .. وبالتالي فنحن امام واقع نحن اذن من ساهم في صياغته وانتشاره واستحكامه وليس الاخرين وحدهم من ساهموا في ذلك.
وانطلاقا من ذلك فهذه دعوة لقراءة متانية ترفق بتعقيدات النسيج والواقع العربي والاسلامي علّها تسهم في ترتيب البيت الاوسطي من جديد، فهذا امنية للجميع.
كاتب عراقي
MOSAWI_GAMAL@HOTMAIL.COM