بوش يجابه الكونغرس بالنتائج السريعة للخطة الامنية في العراق ويراهن على تعهدات المالكي
بوش يجابه الكونغرس بالنتائج السريعة للخطة الامنية في العراق ويراهن على تعهدات المالكي
واشنطن – الملف برس
في اليوم الذي وجه فيه مجلس النواب الاميركي توبيخا حادا لسياساته تجاه العراق ،فقد انغمس الرئيس بوش في تفاصيل التبجح بانتصارات حققتها تلك السياسة ، وتحدث بواسطة دائرة تلفزيونية مغلقة مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حول الاندفاع الجديد لتطبيق وتوفير الامن في العراق المضطرب بالحرب على اشدها .
والتقى بوش ايضا مع قائد قواته الجديد في الشرق الاوسط والسفير الاميركي الجديد في العراق الذي سيخلف خليل زاد في موقعه ، ووسط ذلك شدد بوش على الاخبار الايجابية والتي قال انه حصل عليها من رئيس الوزراء العراقي ، وأوضح الرئيس الاميركي ان المالكي اكد له انه سيدفع بالقوات العراقية للاشتراك في مهمة امن بغداد كجزء مترتب عليها في هذه المهمة الى جانب القوات الاميركية .
وتابع بوش ايضا انه تلمس تطورا في اراداة الحكومة العراقية للمحاولة لوقف تدفق العنف الطائفي وفي استعدادها للمشاركة ماليا في حملة اعادة الاعمار في العراق .وفي تصريح له ، قال بوش "ان جهود المالكي يجب ان تعطي الناس هنا في الولايات المتحدة الثقة بان هذه الحكومة تعرف مسؤولياتها وتقوم بالتحرك في ضوء هذه المسؤوليات ".
وقابل هذه الاخبار السارة التصويت الرمزي الذي قام به مجلس النواب يوم الجمعة لمعارضة استكمال الحشد العسكري الاميركي الجديد في العراق ، كان بمثابة عمل من اعمال التحدي من قبل الكونغرس لسياسات الرئيس بوش حيال العراق ، وهو بداية يمكن ان تشهد المزيد من التطور لكي تشير الى الجهة التي سيرجح وزنها في الصراع الداخلي الاميركي بين الكونغرس والرئيس حيال مستقبل السياسة الاميركية تجاه العراق .
وحتى قبل عملية التصويت ، فقد شمر البيت الابيض والديمقراطيون في الكونغرس كل عن قوته للمعركة السياسية المقبلة التي اصبح العراق هو موضوعها الوحيد ، ولاسيما مع حاجة بوش الى اعتمادات مالية اضافية تقدر بمائة بليون دولار كمصاريف طارئة لتغطية العمليات العسكرية الاميركية في العراق وافغانستان . ومنذ الان فان قدرة الكونغرس على استقطاع جزء من هذه الميزانية ، سيعني ارغام الرئيس بوش على التسريع باعادة القوات الاميركية من العراق ، او عدم ارسال الحشد الاضافي الذي سيتركز على القوات نفسها التي سبق وان خدمت في العراق وتم اعادتها الى الولايات المتحدة .
وعكس التصويت الجديد في مجلس النواب درجة العزلة التي بدأ بوش يعانيها مع اصراره في المضي بتطبيق سياسته الجديدة بحشد عدد اكبر من القوات الاميركية في العراق ، وهي سياسة لم تعد تتوفر لها أي شعبية .
ويبدو ان بوش انصاع بنفسه الى هذا التصويت لانه قال في مؤتمره الصحفي بعد التصويت ان لهم الحق في التعبير عن اراءهم . وفي هذه المرحلة فليس من الواضح اذا كانت التوجهات الجديدة للكونغرس ستترجم الى تصميم سياسي لكبح بوش ، ولكن من خلال التشجيع على انتقاد الحرب في العراق ، فان عملية التصويت قد جعلت النقاش حول تمويل العمليات العسكرية الاميركية ممكنة والتي لم يكن حتى التفكير فيها ممكنا قبل ستة اشهر .
التاريخ الاميركي حافل بامثلة الاصطدام بين الرئيس والكونغرس حول سلطات الحرب . الكونغرس على سبيل المثال لم يوافق على تمويل العمليات السرية لمنظمة نيكاراغوا كونترا وهي خطوة ادت الى فضيحة ايران – كونترا في زمن الرئيس ريغان ، وفي تقليص عدد القوات في فيتنام في السابق . وحينما اثير الموضوع بشأن الحرب في العراق ، فان الرئيس بوش راهن على ان الكونغرس لن يكون راغبا في ممارسة ذلك النوع من التصعيب التشريعي .
واذا حاول الكونغرس التضييق على تمويل نفقات الحرب ، فان بوش لن يكون في موقف جيد ولاسيما في توفير الاموال لتغطية نفقات العمليات الجديدة . وقال مقربون من بوش انه لن يوافق على ان يقوم الكونغرس بتقييد الانفاق بدون ان يعمد الى مواجهة ساخنة معه .
وبالنسبة للديمقراطيين ، فان هذا النقاش ليس بدون مخاطر سياسية ، وهم لا يريدون ان يظهروا بانهم ليسوا وطنيين من خلال التاثير على الانفاق العسكري في وقت تنشغل فيه القوات الاميركية بالمعارك . ويحاول الديمقراطيون تطوير معارضتهم بالرجوع الى اصل قرار تفويض الرئيس بوش بالذهاب الى الحرب عام 2002 ، ولكن بوش بدوره بدأ بتسويق استراتيجية الامر الواقع في وجه اعتراضات الاغلبية الديمقراطية في الكونغرس ، ومن خلال التذرع بموقف مجلس الشيوخ لتوظيفه ضد مجلس النواب ، وذلك بالتذكير بان مجلس الشيوخ كان قد وافق على تعيين الجنرال ديفيد بيتريوس والذي يؤيد التحشيد الاضافي ، كقائد جديد للقوات الاميركية في العراق .
ويتساءل بوش لماذا يرفض مجلس النواب الخطة الاميركية الجديدة التي وافق عليها مجلس الشيوخ حينما وافق على تعيين القائد الجديد للقوات الاميركية في العراق . ويحث بوش الكونغرس والرأي العام على اعطاء خطته الجديدة في العراق الفرصة ، ولكن السؤال يبقى الى متى ؟