مرجعية النجف ترفض محاولة قم للهيمنة على شؤونها
مرجعية النجف ترفض محاولة قم للهيمنة على شؤونها
قال مصدر عراقي ان رفض المرجعية الشيعية في مدينة النجف العراقية دعوة من نظيرتها بمدينة قم الايرانية لتشكيل لجنة مشتركة للتعاون والتنسيق الثنائي جاء بسبب معرفة الاولى ان الدعوة تستهدف في النهاية الى فرض مرجعية قم لهيمنتها عليها واضاف ان هذا الامر يدخل ضمن صراع قديم بين المرجعيتين للهيمنة على الشأن الشيعي في العالم.. فيما اتهم اية الله السيد محمود الحسني الصرخي شرطة النجف بمحاولة افتعال معركة جديدة كتلك التي نشبت هناك الشهر الماضي ولكنها تستهدف انصاره هذه المرة.
وابلغ المصدر العراقي المقرب من مرجعية النجف "ايلاف" اليوم ان مرجعية قم دعت لتشكيل هذه اللجنة المشتركة بهدف الاضطلاع بمهمة الاشراف المشترك على المدارس الدينية للمرجعيتين والامور المتعلقة بطلبتها اضافة الى توحيد مناهج الدروس الدينية فيهما في خطة تستهدف التدخل السافر في شؤون النجف. واكد ان المحيطين بالمرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني في النجف قد تلقوا الدعوة الايرانية بانزعاج ووجدوا فيها محاولة ايرانية للهيمنة على شؤون مرجعيتهم. واوضح انه بعكس هذا الرفض فان السيد عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الحاكم والمقرب من مرجعية آية الله السيد محمد سعيد الحكيم في النجف ينظر بارتياح الى دعوة مرجعية قم ويقوم بالترويج لها.
واضاف ان هناك هيئة رسمية في ايران يطلق عليها "الهيئة العليا للحوزة العلمية" تابعة للحكومة الايرانية وترتبط بالمرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران آية الله السيد علي خامنئي والذي يعتقد ان الدعوة لتشكيل اللجنة المشتركة قد جاءت بتوجيه منه. وقال ان ايران ومنذ وفاة المرجع الشيعي الكبير آية الله السيد ابو القاسم الخوئي منتصف التسعينات والذي كانت مرجعيته في النجف تعتبر المرجعية الدينية الاولى للشيعة في العالم وهي تسعى لحسم الصراع التاريخي بين مرجعيتي النجف وقم لصالحها. واشار الى ان مرجعية الخوئي ظلت تشكل هاجسا لمرجعية قم نظرا لانها شكلت مرحلة مهمة في التاريخي الشيعي وعملت على تحديث تراثه واقامت غلاقات دولية مهمة مع المنظمات والمؤسسة الدولية وفي مقدمتها الامم المتحدة كما انشات لها مؤسسات دينية ضخمة في عدد من دول العالم ومنها في بريطانيا والهند. يضاف الى ذلك ان الراحل الخوئي كان يؤكد على ضرورة عدم تدخل المرجعيات في الشؤون السياسية مشددا على ان مثل هذا التدخل لايؤيده سند شرعي.
وكان النجل الاكبر للخوئي وهو السيد محمد تقي الخوئي قد قتل على الطريق بين النجف وكربلاء عام 1997 ووجهت الاتهامات في حينها الى نظام الرئيس السابق صدام حسين بالمسؤولية عن الجريمة. كما تم قتل نجل الخوئي الاخر وهو السيد عبد المجيد الخوئي الامين العام لمؤسسة الامام الخوئي في لندن لدى عودته الى النجف بعد عشرة اعوام قضاها في المنفى وذلك بعد يومين من سقوط نظام صدام حسين في التاسع من نيسان (ابريل) عام 2003 وهي الجريمة التي توجه مصادر عراقية بالمسؤولية عن التحريض على ارتكابها الى رجل الدين الشاب مقتدى الصدر ضمن الصراع بين المرجعيات الشيعية ومراكز النفوذ في النجف.
وقال موقع "الملف" العراقي على الانترنيت الذي يشرف عليه سليم الحسني مستشار رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري زعيم حزب الدعوة الاسلامية العراقي الذي ينتمي لقيادته رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي امس ان مسؤولين ايرانيين طرحوا مشروعاً لإنشاء لجنة مشتركة لتنظيم وإدارة شؤون الحوزتين العلميتين في النجف وقم بشكل مشترك وتحت إدارة واحدة. واوضح ان هذا المشروع الذي يعد تدخلاً في شؤون الحوزة العلمية العريقة في النجف التي اشار الى انها تتطلع الى دور كبير ونهضة علمية قوية بفضل عراقة حوزتها العلمية وإنتهاء الضغوط التي كانت تتعرض لها في زمن النظام السابق.
واضاف من جانب اخر أن القوات الأميركية إعتقلت عبد الزهرة الداغري المسؤول في مؤسسة شهيد المحراب التي يترأسها عمار نجل السيد عبد العزيز الحكيم لدى خروجه من منزل الشيخ جلال الدين الصغير النائب البرلماني والقيادي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية والائتلاف الشيعي العراقي الحاكم مع مجموعة آخرين. وقال ان من بين المعتقلين شخص يحمل الجنسية الإيرانية اسمه أحمد فروزنده موضحا ان الداغري أهوازي من منطقة الخفاجية الايرانية ودخل العراق بعد سقوط نظام صدام حسين. وعرف عن الداغري نشاطه الواسع قبل ان يقدم خدماته الى مؤسسة شهيد المحراب في النجف برئاسة عمار الحكيم وكان يساعده بمهامه الادارية في المؤسسة الشيخ عطاريان وهو أيضا يحمل الجنسية الإيرانية ويتولى مهام ثقافية وإدارية واسعة في المؤسسة.
أيلاف-