ايامي في العراقية(لصاحبها خال الولد)ان قيراطا من الرذيلة يجر العار على المجموع الرفيع
ايامي في العراقية - 3)):
كتابات - مقداد عبدالرضا
( ان قيراطا من الرذيلة يجر العار على المجموع الرفيع ):046:
من اين لي القدرة على ايقاف الزمن والاتيان بالساحر الذي يقص على صلف الآفاقين واللصوص واهل الرشوة والذين يودعون ضمائرهم في كيس الخزي ؟ من اين لي بالمتمكن الذي يحكي قصص اولئك الذين التحمت اطرافهم بكراسيهم لانهم يجلسون فوقها وليس خلفها ,, المنتصرين على الحق وحقوق الناس ؟ كيف يمكن حل معادلة اليد التي تلامس امراة ليلا وهي تسرق نهارا ؟ اليس في ذلك عار اكيد ؟ .. من يدرء عنا الوحشة والاعتداء المجاني .. لااعتقد ان احدا لايعرف حكاية الناسك البغدادي الذي وضع ملابسه على راسه عابرا دجلة يضرب الكف الى الرصافة لاداء فريضة الصلاة ثم يكر عائدا بنفس الطريقة ,, كان البسطاء من العامة يقسمون براسه , وحينما انتهت حياة والي بغداد , احتارت الولاية من تضع بديلا عنه ,, صاحت الرعية ليس هناك اجدر من ضارب الكف الذي يعبر سابحا ليواجهه ربه ساعة الوجد , وحين تم له ذلك حول بغداد الى قطعة مجون ,, صائحا ,, انا ومنذ عشرين عاما اضرب الكف من اجل هذه اللحظة ,, اقول هذا وانا اتطلع الى دجلة فارى البعض من الذين عبروا عراة حتى بدون ملابس تستر عوراتهم ,, من الذي سيطرق بيد من حديد على ضمائرهم التي زكمت رائحتها الانوف ؟ في ذلك اليوم الذي تمت فيه دعوتي لحضور اجتماع اعادة تاهيل اذاعة بغداد , تركت حقيبتي التي احمل في البيت خوفا من ان اقتل من اجلها ,, دلفت الى الفندق اكتشفت بانني لم اكن المدعو الوحيد , كان هناك البعض من زملاء المهنة , رفعت يدي بالتحية , قال لي امجد اسكندر ( عرفت اسمه بعد حين ) من انت ؟ تبادر الى ذهني ابن جلا , لكني ولفرط خجلي نطقت باسمي فقط , انبرى صديق لي يعرف بي , كنت قبل ان تقع الحرب قد انجزت اخراج عملين مهمين , الاول كان عن حياة الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري بعنوان دجلة الخير , هذا العمل انجز بالخفية وبظروف صعبة تم فيها التحايل على الكثير من اجل انجازه وكانت مغامرة فعلا ,, العمل الثاني كان عن حياة الشاعر المتنبي , علمت بان السيد امجد اسكندر هو مبعوث من قبل تلفزيون ال ( ال بي سي ) لاعادة تاهيل الاذاعة والتلفزيون ,, القى السيد امجد محاضرة عربية طوية ,, اقترح في النهاية ان يلتقي بنا كل على حدة وقد حدد لي موعدا لذلك , حضرت , دار الحوار عن الكيفية التي يتم فيها تاهيل الاذاعة , اقترح على في النهاية بان اقوم انا بادارتها ,, وافقت على ذلك لكن بشروطي ,, كانت هناك اذاعتان خلفتهما السيدة شميم رسام , واحدة في الزوراء والاخرى في المنطقة الخضراء ,, كان الاقتراح الاول هو دمج الاذاعتين ونقلهما الى الصالحية كما في السابق , عند المساء ذهبت مع امجد الى اذاعة الزوراء , كان المكان بائسا تماما ( سجلته بعدستي ) يفتقر الى ابسط قواعد الاذاعات , حتى البسيطة منها ,, لم يكن هناك سوى جهاز كومبيوتر ومايكرفون , لايفصل بين المذيع وجهاز السيطرة والاخراج سوى ورقة مقوى , وحينما يكون الحديث الى المذيع يتوجب على الجميع الصمت حتى اولئك الذين يجلسون في غرفة السيطرة كى لاتسمع اصواتهم التي بسهولة يمكن ان تصل الى الناس بسبب غياب الحاجز الصوتي ,, تذكرت في تلك اللحظة ستديو التلفزيون ( البنكلة ) في الصالحية في خمسينات وبداية ستينات القرن الماضي وكيف كان عواء الكلاب يسمع اثناء البث التلفزيوني انذاك ,, مما لاحظته ومن خلال البرامج التي كانت تقدم انها لم تكن اذاعة بالمرة , اغان عربية غابت فيها الهوية العراقية ومجموعة اخبار بائسة , اقترحت كما اسلفت ان تدمج الاذاعتين , ويكون هناك بث تجريبي لمدة شهر ,, وبعد الحوار مع السيد امجد , كان لي ما اردت ,, كان سوق الهرج وقتها يعج بالاشرطة المسروقة من الاذاعة والتلفزيون ( حينما دخلت المؤسسة اثناء الحرب وانا احمل كاميرتي , كان هناك مجموعة من اللصوص يعبثون بها ويسرقون ,, كنت اتطلع الى الكثير من الاشرطة التي كانت تنتشر على الارض كالجثث ,, نظر الى احد اللصوص وقال لي بالحرف الواحد ,, اطلع احسنلك , واذا تصورنا اذبحك بهذا المنشار, خرجت مسرعا وخائفا بعد ان استطعت ان اصور خلسة بعض من ذلك الدمار ) توجهت الى سوق الهرج وهناك استطعت ان اعيد انجاز الاف الضحايا من اولئك النبلاء الذين ساهمو في تاسيس اذاعة العراق , هنا يرقد شعوبي ابراهيم , وهناك في ذلك الشريط الاخر يوجد الدكتور علي الوردي , وفي الاخر كان الغزالي يريد الغناء , وعبدالحميد الدروبي برفوفه العالية , ومائدة نزهت ,, كلما امر علدرب عيني على الباب ,,,وووو الكثير من الاشرطة تم شراؤها واعادة الحرية لمبدعيها بان يصدحوا مرة اخرى .....
يتبع