التايم : السعوديون يلعبون بالنار وواشنطن تتحمل المخاطر
التايم : السعوديون يلعبون بالنار وواشنطن تتحمل المخاطر
واشنطن – الملف برس
قالت مجلة التايم الاميركية في عددها الاخير ان العديد من الامريكان يرى بان واحدا من الدروس الرئيسية لاحداث 11 ايلول هو ان التحالف الامريكي السعودي اصبح شانا شديد الخطورة. واضافت المجلة في مقالة كتبها كبير المحررين فيها بيتر بينارت ان لجنة 11 ايلول اطلقت على الرياض لقب " الشريك المثير للمشاكل" وحاول الكونغرس فرض عقوبات، بينما قال الرئيس بوش " بان السعودية تمتلك الكثير من المدافعين عنها في هذه البلاد ، اما الان فلا يوجد الا قليلون جدا ".
واعتبر بينارت ان حظ اميركا السيء هو ما يجعلها تعتمد على المملكة العربية السعودية والملك عبد الله بن عبد العزيز في حفظ التوازن في المنطقة التي تلهبها صراعات الشرق الاوسط الازلية، وقال ان بروز الملك السعودي كأنشط صانع صفقات في الشرق الاوسط بعد اتفاق مكة لتقاسم السلطة بين الاطراف الفلسطينية المتنافسة ، وتوسطه بين حكومة بيروت الموالية للغرب وبين حزب الله الذي اراد اسقاطها بالاضافة الى دور الرياض بلجم اسعار النفط كحركة لاضعاف ايران وحرمانها من النقد يجعل الامر يبدو بان السعودية هي القائد وامريكا هي التابع في كل شأن هام من شؤون الشرق الاوسط .
واضاف ان الاميركيين الذين منحوا بوش التأييد لخوض الحرب في العراق هو محاولة " تحرر امريكا من قبضة الرياض " ، ويقلل من اعتماد الولايات المتحدة على النفط السعودي ، بالاضافة الى ان وجود حكومة ديمقراطية في بغداد سيشكل ضغطا على المملكة لاصلاح نظامها السياسي .
لكن النتيجة كما يقول بينارت لم تكن هكذا، بل العكس تماماً، " وعوضا عن تقديم نموذج للسعوديين قدم العراق لمقامهم صك البراءة اذ غدا بامكانهم ان يقولوا لابناء شعبهم طالبوا بالديمقراطية وسوف تحصلون على الفوضى بدلا منها" .
وتساءل بينارت في مقاله كيف نصف الرياض بالحكومة المعتدلة ؟ فقد ظلت لعقود طويلة تصدر مذهبها الاسلامي المتشدد وان جزء من ذلك التشدد هو التعصب الاعمى ضد الشيعة وهو تعصب تعمقه " الرياض" من اجل كبح جماح ايران.
وقال " في ثمانينيات القرن الماضي عملت السعودية دور الوكيل في كفاحها ضد الاتحاد السوفيتي وخلال تلك العمليات مولت الشبكة التي تعرف الان بالقاعدة، واليوم تعمل كوكيل عنا ضد ايران ، لكنها هذه المرة تسكب الزيت على النار في الحرب السنية الشيعية التي تستهلك العراق وتهدد بالاندلاع في لبنان ويمكن ان تمتد الى الباكستان والخليج".
وخلص بينارت الى القول " ان الولايات المتحدة لا تستطيع ان تنأى بنفسها عن السعوديين فنحن نحتاجهم في نهاية المطاف ولكن لا يجب ان نسمح لهم بان يقذفوا بنا في شرك الحرب الباردة في الشرق الاوسط والقائمة بين الاطراف الدينية ولهذا يجب على الولايات المتحدة مزاولة انقلابها الخاص بها على ايران وذلك كي لا تمر علاقتنا مع اكبر قوة شيعية في المنطقة عبر " الرياض" اذ ان ربط سياستنا الخارجية مع السعوديين هو امر بالغ الخطورة وعلينا اليوم معرفة ذلك" .
الكاتب:
الملف برس
