الشيخ الصفار :انبعاث تيار سلفي شيعي ...!!!!
طالب الشيخ حسن الصفار المرجعيات الدينية الشيعية بـ «معالجة جريئة» لمسألة التعرض باللعن لبعض الرموز المقدسة لدى السُنة، كاشفا عن انبعاث «تيار سلفي شيعي» وسط الحوزات العلمية يفاقم الخلاف المذهبي.
جاء ذلك ضمن ورقة للصفار شارك بها في ندوة مركز بحوث العلوم والثقافة الإسلامية في مدينة قم المقدسة حول «مواجهة الفتنة المذهبية» الخميس الماضي.
ورأى الصفار أن مسيرة التقريب بين المذاهب الإسلامية تمر بانتكاسة «يعرف كل الواعين أسبابها والقوى المعادية التي تقف خلفها من خارج الأمة وداخلها.»
مرجعا أزمة التعايش في المجتمعات العربية والاسلامية إلى فقدان النظام العادل «الذي يساوي بين الناس في الحقوق على اختلاف أعراقهم وأديانهم ومذاهبهم» ووجود ثقافة التحريض على الكراهية كالتعبئة المتبادلة بين السنة والشيعة مثلا.
مضيفا القول «يجب أن لا نسمح لهذه الانتكاسة بأن تتحول إلى حالة إحباط ويأس في نفوس الوحدويين وإلى تراجع في عزيمة الإصلاحيين وتطلعاتهم نحو الوحدة والتقريب.»
وانتقد الصفار علماء الدين الشيعة في مختلف المناطق الذين «عادة ما تُستهلك جهودهم في القضايا والشؤون الداخلية لمجتمعاتهم على حساب العلاقة مع الآخر المذهبي.»
واصفا تجربته على هذا الصعيد بأن لها «عظيم الأثر في تجاوز الحواجز النفسية وتصحيح الانطباعات والتصورات الفكرية والتجاوب مع دعوة الحوار والتقريب.»
وكشف الصفار عن ما وصفه بـ «انبعاث لتيار سلفي شيعي في الحوزات العلمية يركز على قضايا الخلاف -المذهبي- ويضخمها ويجدد طروحات الغلو والمبالغة في بعض القضايا الولائية الشعائرية..»
مما يربك الساحة الشيعية الداخلية ويقدم صورة منفّرة عن المذهب للآخرين ويعطي الذرائع للمتطرفين من الجهة الأخرى ضد أتباع أهل البيت في مختلف المواقع. أضاف الصفار.
واعتبر بأن نمو هذا التيار سيكون على حساب أصالة مدرسة أهل البيت ويزيد في تعقيد العلاقة بين أتباعها وبقية المسلمين كما ينفّر الشرائح المثقفة الواعية من أبناء الشيعة.
وحمّل الصفار هذا التيار مسئولية «بعض العقد الصعبة في علاقتنا مع إخواننا أهل السنة.. ومن أبرزها مسألة التعرض لبعض الرموز المقدسة عندهم باللعن والسب.»
ورأى بأن من الصعب أن يقبل -منا- الآخرون إنكار اللعن والسب مادام موجوداً في نصوص دينية متداولة كزيارة عاشوراء وكذلك وجود مقام في كاشان ينسب لقاتل الخليفة الثاني.
وختم الصفار بأن «هذه المسألة توقعنا في حرج شديد وتعطي الفرصة للفئات المتطرفة من أهل السنة لتعميق الهوّة بين الطائفتين.»
مطالبا بـ «معالجة جريئة» من قبل المرجعيات الدينية والجهات القيادية في العالم الشيعي.. و«إلا فإن مسيرة التقريب تبقى متعثّرة وأرضية الفتنة تبقى خصبة أمام الطامعين.»
وشارك في الندوة الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية آية الله الشيخ محمد علي التسخيري ورئيس مكتب الإعلام الإسلامي للحوزة العلمية السيد حسن رباني ورئيس قسم بحوث الفقه والحقوق في المركز الشيخ احمد مبلغي ومسئول أمور أهل السنة في مكتب قائد الثورة الدكتور حسن زماني.
ويأتي كلام الصفار ضمن حالة التباين في الداخل الشيعي ازاء مسألة التعرض لبعض الرموز المقدسة لدى أهل السنة والتي تمثل احدى اكثر المسائل الشائكة في العلاقة المذهبية بين الطرفين.
وأوردت وسائل الإعلام الأسبوع الماضي خبر تحريم المرجع الديني الشيعي السيد محمد حسين فضل الله التعرض باللعن للرموز الدينية المقدسة لدى السُنة.
فيما رحب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين -يرأسه الدكتور القرضاوي- في بيان صادر في 24-11-2006 بالفتوى الصادرة عن الإمام السيد علي الخامنئي مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية بـ «تحريم سب الصحابة والخلفاء الراشدين» وفقا لموقع الاتحاد على شبكة الانترنت.
- الصفار والمهمة المستحيلة -
- الصفار والمهمة المستحيلة -
- أحمد العلي -
(13 فبراير، 2007) ... اتصل بي احدهم مستنكرا هذا القليل من المقالات والكتب التي بدأت تظهر في وسائل الإعلام المتاحة تندد بأوضاع شعبنا من مختلف جوانبه قائلا: أنكم تهدمون كل ما يقومون به! أنهم يتواصلون مع الدولة ويحاولون تحصيل حقوقكم وانتم بكتبكم ومقالاتكم تهدمون ما يبنون ! دعهم يا أخي يحاولون والتزموا الصمت وكفوا شر أقلامكم البلاد والعباد!! إننا كالغرقى نتمسك بخشبة يابسة للنجاة ، فلا تزيدوا قبح حالانا قبحا!
اتصل احد الصفاريين بإحدى الشخصيات المعارضة للنظام السعودي وطلب منه الكف والعودة والالتحاق بالتيار المسيطر في القطيف إلا انه قال له : بحق السماء هل ما حققتموه يعد انجازا بعد كل هذه السنوات؟ اخبرني أعود لماذا بحق نفطكم المسلوب وزرعكم المعطوب وشعبكم المغلوب؟!
قال لي صاحبي أن هناك تيار عريضا مناوئا لما يجري، أن أفراده لم ولن يروق لهم هذا الولاء الذي يتمتمونه دون مقابل ،دون حق ديني واقتصادي وتشريعي يحصل عليه أبناء الطائفة الشيعية ، إلا إني قاطعته قائلا : لما لا ينظمون أنفسهم كالصفار والشايب وأخيرا د. توفيق . قال لي: لا اعرف ولكن لديهم خطط وحاليا يجتمعون لتبادل الأفكار، أنهم ليسوا معاديين لمن ذكرت ولكن من حقهم أن يكونوا تيارا آخر، فلا وصاية لأحد على احد.
من البديهي أن العمل في الداخل والخارج إذا كان منسجما مع سياسات السلطة فانه سيغدو سهلا وميسرا وهذا ما يفسر كيف أن الشيخ دهام الشمري اعتقل لمجرد رفضه التوقيع على تعهد بعدم إقامة ديوانية حوارية ثقافية بينما ديوانية الأستاذ جعفر الشايب ما تزال تمارس أنشطتها علانية ! هنا تكمن المفارقة ويظهر كيف أن العمل والنشاط العلني إذا كان في صالح السلطة فان كافة أو معظم الأبواب المغلقة سوف تفتح ، قدمت التسهيلات لتيار الصفاريين حتى يكبر وينتشر ويصبح قويا،وهكذا كان ، فنفوذ الصفاريين أصبح معقدا وشائكا سواء داخل أجهزة الدولة أو في داخل المجتمع وكذلك في علاقاته الإقليمية ، ويسيطر على عدد واسع من الدوائر الاجتماعية والاقتصادية والثقافية داخل القطيف والاحساء أيضا، ويلتقي أقطابه بالأمراء والموظفين الكبار في الدولة من وزراء ووكلاء ومسئولي امن في أي وقت ، ولكن كل ذلك مقابل ماذا؟ يسعى الشيخ حسن الصفار وأصدقائه لانتزاع الحق الشيعي الديني والسياسي والاجتماع والاقتصادي والثقافي من آل سعود بالأطر السلمية والواقعية السياسية وفقا لقاعدة الانتماء للوطن الذي تسيطر عليه العائلة المالكة ، فقد ناضلوا من خلال النشاط المعارض أكثر من 15 عاما ولم ينجحوا، فليحاولوا إذا بطريقة أخرى، تماما كمنظمة التحرير الفلسطينية التي وقعت اتفاقية اعتراف بإسرائيل ونهجت المفاوضات السلمية سبيلا لإقامة الدولة الفلسطينية وانتزاع حقوق الشعب الفلسطيني من إسرائيل، وبغض الطرف عن الاختلافات الواسعة ما بين الطرفين إلا أن هناك ثمة مفارقات وعقبات كأداء حولت بقصد أو من دونه حركة الشيخ الصفار إلى مهمة عدمية فوضوية ، فالصفار يدرك انه عندما يصرح بان ولاء شيعة المملكة إلى دولتهم وليس إلى إيران فانه يعلم جيدا انه لا يخدع بهذا التصريح سوى نفسه ومن حوله ! فهناك تيار كامل داخل المجتمع الشيعي يوالي إيران قلبا وقالبا ، وهم أتباع نظرية ولاية الفقيه ،علاوة على ذلك فلنقذف بفرد أو عائلة شيعية إلى الرياض بل إلى الخبر أو الدمام لتعيش هناك ،ماذا سيحدث ؟ ستشعر بالغربة والوحشة والحنين إلى القطيف، لماذا؟ لماذا تقطع المعلمات الشيعيات مسافة 250 كيلو ذهابا وإيابا من والى النعيرية يوميا ونصفها إلى بقيق؟ لماذا تعود الحافلات المحملة بالموظفين والطلاب أفرادا وعائلات كل أربعاء من الرياض؟ لماذا يدفع المعلمين والمعلمات والموظفين والموظفات رشاوى لينقلوا إلى المنطقة الشرقية ؟ لأن آل سعود باختصار بنوا دولة ولكنهم لم يبنوا وطن، نعم ولاء الشيعة لوطنهم ولكن أي وطن؟ أنها القطيف والاحساء يا سماحة الشيخ وطننا لنا ولن نفضل إيران عليها، ولكن مملكة آل سعود لم تكن يوما وطنا للشيعة ، هذه هي الحقيقة المرة، والتي يعرفها آل سعود جيدا لذلك حذروا الشيخ همام من استمرار علاقته بالشيعة لأنها ليست في صالح الدولة ، ولعل تصريحات الملك عبد الله الأخيرة دليلا قطعي على طائفية الدولة السعودية وعدم إنصافها للشيعة ماضيا وحاضرا ومستقبلا .
ماذا نعدد إذ نعدد؟ انتخابات المجلس البلدي التي أظهرت الأيام أن منح القطيف مجلسا مستقل كان حتى لا يسيطر الشيعة على مجلس الدمام؟ عدم إجراء انتخابات في نادي الدمام الأدبي بسبب خوف المسئولين حفظهم الله من انتخاب أعضاء من الشيعة في عضويته لذلك جاء معينا !!
اعتقالات لشبان وشابات لا تحمل متكأ من قانون أو نظام كحمل صور رجال الدين الشيعة والانتصار لحزب الله لبنان أو اعتقال فتاة في الرياض بتهمة الدعوة لمذهبها المنبوذ! عرائض كتبها وشارك فيها الصفاريون وأودعت الإدراج في نهاية الأمر ! 14 عاما من العودة الباسلة إلى ارطن الوطن المسلوب ، ولم يتغير شيئا، فإذا كان الصفاريون يقولون بأنهم حققوا شيئا فتلك مصيبة مروعة ! هل سمحت السلطات بالمطبوعات الشيعية ؟ هل عادت المكانة المرجوة للقضاء الشيعي؟ هل انتهى الحظر على التمييز الطائفي في القضاء وبقية مرافق الدولة؟ هل فتحت صحيفة في القطيف ،مجلة،مطبوعة، فضائية ، إذاعة؟ اوليست مواقع الانترنت الشيعية محجوبة ومطاردة بينها مواقع حوارية يرتادها شبان بسطاء!! ماذا فعل المجلس البلدي الموقر الذي يتزعمه الصفاريون؟ مجلس دون صلاحيات، مجرد ديكور يضفي على حكومة آل سعود رونقا أمام العالم على حساب الشعب ! فليخبرونا ما أخبار المرأة السعودية والقطيفية بالذات؟ أم أن افتتاح منتديات تشرف عليها كريماتهم يعودونها إحدى انجازاتهم الرائدة في القرن الجديد!
لقد استغل آل سعود التيار المتحمس للعمل الداخلي ووفر له الإمكانيات حتى ينمو وينتشر داخل البلاد، ثم احكم قبضته عليه وكبله وجعله في مسار غير قابل للتوقف أو التراجع ، فأصبح وكأنه احد تيارات السلطة المرتبطة بها ارتباطا وثيقا ، واليوم وبعد 14 عاما من العمل الدءوب أصبح تيارا غير قادر على الحركة والانطلاق دون المرور بالطرق الرسمية والمنافذ الحكومية التي يسيطر عليها آل سعود، أما البلاد فهي ضحية في كل الأحوال، ضحية آل سعود الذين استغلوا ببراعة صفاء نية القوم وأيديهم الممدودة بالولاء المقدر بقدره مقابل الحقوق المشروعة لشعبنا ، فلم يعد بمقدر الصفار ورفاقه انتقاد العائلة الملكة في فسادها المالي والأخلاقي والإداري والحكومي ، فسرق آل سعود ألاف الهكتارات من بحار ومزارع القطيف والقوم وكأن على رؤؤسهم الطير من اثر الأمل بالتغيير المرتقب والإصلاح القادم من هبات نسيم خريفية زائفة !
أحكمت اللإسخبارات حصارها لموارد القوم المالية وحركتهم الداخلية والخارجية ولم يعد بإمكانهم التراجع قيد أنملة عن نشاطهم الداخلي ومهمتهم المستحيلة ، والمجتمع في نهاية الأمر ليس سوى ضحية للاستبداد الحاكم ، قبل عشرين عاما ناد المنادون بالثورة والنضال والتحقت بهم الجموع من الشبان ولما انهوا كل شي عاد هؤلاء البؤساء إلى بلدهم معدمين ليبدءا مشوارهم في الحياة من جديد وكأن عشرة سنوات أو أكثر لم يعد لها وجود من أعمارهم، بينما عاد الكبار ليتلف حولهم أرباب المصالح والمال وبعضا من المتحمسين من الشبان الذين لم يدركوا عصر حركة النضال الذي أصبح ماضيا يعتصر في القلوب التائقة للكرامة.
منذ أكثر من مئات السنين بل ألاف السنين هل انتزع شعبا يا ترى حقه من سالبه بالطريقة التي يعمل بها الصفاريون اليوم؟ هل من متبحر في تاريخ الشعوب والأمم والملل يدلنا على امة انتزعت حقوقها بهذه الطريقة ؟ أم أنها سنة الله في أرضه وخلقه، لا تتغير مهما تعاقبت الأزمان وتتابعت العصور، أن ما تقوم به يا صاحب السماحة لن يحقق شيئا، أنها المهمة المستحيلة في دولة أرست دعائمها على القهر والغلبة والطغيان، أنها المهمة المستحيلة في دولة الوهابيين الذين لا يستندون على دستور أو قانون أو نظام ، أن الحقوق تنتزع ولا تمنح ، لأنها أن منحت سوف تتحول إلى عطية ،وإذا أصبحت عطية تحولت إلى منة يمن بها المستبد على شعبه، ويستردها متى شاء وكيفما أراد، ويستقبلها الشعب بروح الخنوع والذل ، إلا إنها حينما تنتزع ستصبح حقا غير مسترد ، هالة خلاقة تنعش الضمائر والقلوب والأفئدة والعقول ، لأنها قوة خرجت من روح المعاناة، تاريخ يتذكره الأجداد ويتدارسه الأبناء بالعنفوان والعزة، لتنتقل عبر الأجيال لتغمرها بالإباء والكرامة والبسالة حتى يغدوا الحق نور لا نهاية له، لأنه قبسا من نور الله.