ربي ارزقنا كما رزقت اخواننا... بشقق سكنية وبناء نظامي
http://www.almalafpress.net/admin/up...1210397480.jpg
السليمانية - خاص بالملف برس - احسان عزيز
تشهد مدينة السليمانية منذ فترة حركة عمرانية نشطة ولافتة ، لاسيما في مجال تشييد العمارات السكنية ، وفق طراز معماري حديث ، دخل اقليم كردستان ، خلال العامين الاخيرين ، وحقق خلال فترة قياسية طفرة نوعية في قطاع البناء والمعمار ، نظرا للسرعة الفائقة التي يتم بها انجاز المشاريع العمرانية التي تعتمد على الحديد والصلب ، عوضا عن الخرسانة الكونكريتية المسلحة ،التي تستغرق ، وقتاً طويلاً في عمليات بناء المشاريع الكبيرة.
ويتمثل النمط الجديد الذي تعتمده غالبا الشركات الهندسية الايرانية، من بين جميع الشركات في دول المنطقة، باستخدام الهياكل الحديدية المصنوعة بقوالب ومقايس ومواصفات هندسية وتقنية معينة، تربط مع بعضها البعض بمسامير حديدية غليظة اضافة الى لحام الكتل مع بعضها لتدعيم ركائز واسس البناء الذي تؤكد الشركة المتخصصة بانها تقاوم هزات ارضية بقوة ( ثمان ) درجات على مقياس ريختر .
هذا الطراز الجديد من المعمار صار ينتشر في ارجاء السليمانية بشكل لافت ، رغم محدودية الشركات الهندسية المتخصصة في هذا الميدان .
مجمع (بهاران ) السكني العملاق الذي يتواصل العمل فيه منذ عامين تقريبا ، في حي ( كردي سرجنار ) احد ارقى احياء السليمانية، لحساب رجل الاعمال والمستثمر الكردي الشهير فاروق مصطفى رسول، المدير العام لشركة ( آسيا سيل ) للاتصالات الخلوية، واحد من بين العديد من المشاريع الماثلة في المدينة .
وقال المهندس ( طه صوليي ) المشرف على انجاز المشروع ، انه تنفذه شركة ( جل جشم ) الكردية الايرانية العملاقة، وهي احدى الشركات العالمية العشر، والفائزة بالمرتبة الثالثة، في مسابقة افضل التصاميم الهندسية المقدمة لأعادة بناء برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك، ويضم ( 114 ) شقة سكنية موزعة على مجموعة كبيرة من العمارات، والمعروفة بالشقق الطابقية، تبلغ مساحة الواحدة منها ( 250 ) مربعا ، ماعدا ملحقات الشقة التي أُتبع في بنائها النظامان الهندسيان البريطاني والاميركي .
واضاف ان ارضية الشقة فرضت بنوع متميز جدا من السيراميك الذي تم استيراده من امارة (راس الخيمة) في دولة الامارات، فيما كسيت جدرانها بنوع خاص من العازل الحراري علاوة على تجهيزات غرف الاستقبال والنوم والمطبخ والحمامات المستوردة خصيصا من مناشىء عالمية شهيرة ، فضلا عن نظام الانذار المبكر للحرائق، والتكييف المركزي والكهرباء والغاز، اما السقوف فقد تم اكساؤها بنوع خاص من الطلاء الجبسي العازل للحرارة، فضلا عن شبكة الصرف الصحي ومياه الاسالة التي يتم التحكم بحرارتها الكترونيا.
واكد المهندس ( طه صوليي ) ان البناء بهذا النمط الهندسي المتطور، له مزايا عديدة من بينها ، سرعة انجاز المشاريع وبالتالي سرعة الاستفادة المادية من عائداتها، ومقاومة هذه المباني للهزات الارضية ، وتغيرات درجات الحرارة ، فضلا عن استغلالها لمساحات اقل من الارض التي يبنى عليها المشروع ،نظرا لحاجة الاعمدة الحديدية الداخلة في هياكلها وركائزها الاساسية الى مساحات قليلة قياسات بالدعامات الكونكريتية الاخرى.
اما مساوىء هذا النمط من البناء فقد لخصها المهندس المشرف ، في التكلفة الباهظة، الناجمة اصلا من غياب الشركات المحلية المتخصصة في هذا الميدان، وقلة المهارات الفنية المتخصصة وشحة الايدي العاملة الماهرة، الى جانب عدم توفر مادة الحديد والصلب المحلية، مشيرا الى ان 75% من اجمالي العمل في هذا المشروع قد انتهى في غضون عامين فقط ، وان المتبقي منه سيستكمل خلال الاشهر القليلة القادمة، وقال ان الكلفة الكلية للمشروع تبلغ (20 ) مليون دولار .
لكن المشرف على المشروع اعتذر عن تحديد سعر بيع نهائي للشقة الواحدة الا بعد استكمال المشروع كليا، وتوقع مبدئيا ان يتجاوز السعر المئتين وخمسين الف دولار، موضحا ان هكذا مبان لن تسهم قط في حل ازمة السكن المستفحلة في البلاد، نظرا لغلاء اسعارها.
باختصار شديد يمكن الجزم بانها وحدات سكنية ، تتسم بكل مواصفات السكن العصري الذي يليق بالانسان ، والمجهز بكل وسائل واسباب الراحة والامان التي يحلم بها كل فرد في عراق اليوم، ولكن السؤال هو ترى هل سيتحقق حلم الجميع يوما في الحصول على شقة ( الاحلام ) ؟؟؟؟؟