نص مقابلة السيد اسماعيل الصدر مع النيويورك تايمز الامريكية
أصدر المكتب الإعلامي لسماحة آية الله الفقيه السيد حسين الصدر (دام ظله) ما يلي: ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
استقبل سماحة آية الله الفقيه السيد حسين السيد إسماعيللصدر(دام ظله) في مكتبه العامر بمدينة الكاظمية المقدسة ، السيد (Edward Wong) مندوب جريدة نيويورك تايمز في العراق ، الذي يحمل في ذهنه عدداً من الاستفسارات الصحفية ، التي يطلب لها اجابات شافية ومقنعة ، يطمأن إليها قارئ صحيفة نيويورك تايمز الاميركية. وقد قام السيد(وونغ) بطرح الاسئلة التالية ، وتفضل سماحته(دام عزه) بالاجابة عليها تباعاً كما يلي :
ظهرت في الآونة الأخيرة جماعات تأخذ من الدين اطارا لحركتها ، فما هي وجهة نظر سماحتكم عن هذه الجماعات ؟ .
سماحة السيد الصدر (دام ظله) :
بعد زوال النظام السابق الذي كان يعتمد على الاحادية في الرؤى والتصورات والتوجهات ، تأسس في العراق نهجاً جديداً غير مألوف في المنطقة كلها ، هذا النهج أعطى لكل انسان المساحة في مايقول احتراما لفكر وحرية الانسان ، لكن مع الاسف الشديد اسيئ استخدام هذا الفضاء من الحرية وظهرت فقاعات هنا وهناك اخذت تستقطب البعض من السذج والجهلة من الناس خصوصا ان هذه الجماعات الطارئة تحركت في فترة غياب القانون وضعف الجانب الأمني في البلد مستغلة حالة البطالة الناجمة من انهيار النظام السابق فاخذت تقدم الاموال لمن ينتسب اليها استغلالا منها لحاجة المعوزين والفقراء . نحن نتصور حالات طارئة سرعان ما تزول بسرعة من الوجود بسبب سذاجة طرحها من جهة ثم ان الشعب العراقي يتمسك برأي مرجعيته الدينية التي لاتسمح مطلقاً بان يكون لاصحاب المعتقدات الضالة والافكار المريضة دوراً في التاثير على المجتمع العراقي .
ماهي وجهة نظر سماحتكم في مسألة ولاية الفقيه ، وهل تؤمنون بتطبيقها عملياً في العراق ؟.
سماحة السيد الصدر (دام ظله) :
إن نظرية ولاية الفقيه مسألة خلافية فبعض الفقهاء يعتمدونها والبعض الاخر لا يقرونها بناء على وجهات نظرهم بالتوصل الى الدليل الفقهي المقنع ، فهي مسالة اجتهادية . ونحن في قناعاتنا نعتبر ان الولاية للامة وان القانون الذي يقره المجتمع هو الذي يتم تنفيذه فالناس مسلطون على شؤونهم .
هل تتوقعون استمرار بقاء كتلة الائتلاف العراقي الموحد بدون ان ينقسم على نفسه كتكتلات تتبع قيادات مناطقية او عائلية ؟ .
سماحة السيد الصدر (دام ظله) :
إن كتلة الائتلاف كيان سياسي ناضج فيه من السياسين الكفوئين والمقتدرين على ضمان وحدة الائتلاف وهم يحرصون كل الحرص على سلامة بقائه وترصين وجوده ، كما ان الائتلاف العراقي الموحد كما ينعكس علينا من خلال لقاءاتنا باعضائه أنه كيان سياسي منفتح يتقبل الرأي والراي الآخر ومن يعتمد هذه الصيغة فلا يخشى عليه ، كما ان الاطار الوطني الذي يؤمن به الائتلاف العراقي الموحد أشمل و أوسع من أي تصور يغلّب الطابع المناطقي او العشائري او العائلي او القومي او الديني او المذهبي .
سماحة هل تتوقعون استمرار كتلة الائتلاف العراقي الموحد باستقطاب الكيانات الشيعية الصغيرة تحت خيمة شيعية ؟ .
السيد الصدر (دام ظله) :
أحب ان اخبركم بان الائتلاف العراقي الموحد لا يضم الكتل الشيعية فقط ، وان التشخيص السائد عند بعض الاعلاميين بان الائتلاف هو حصة شيعية ليس دقيقاً ، كما اننا نمتعض كل الامتعاض من هذه المسميات الدخيلة على الشعب العراقي الذي لا يعرف في تاريخه الحضاري غير التعددية التي اكسبته خصوصية متميزة يكاد ينفرد بها لوحده من بين شعوب المنطقة ، إضافة لكل ماتقدم فان الاسلام الحنيف مثلما يحترم المسلم من اتباعه يحترم بنفس القدر الآخر من غير اتباعه ، وكما معروف أن الإسلام معتقد يسمو في تعاليمه فوق التضييقات القومية والدينية واللونية وسواها .
ختاماً شكر السيد (أدورد ونغ) مندوب جريدة النيويورك تايمز في العراق سماحة آية الفقيه السيد حسين الصدر(دام ظله) لما أبداه من حفاوة وتكريم ورحابة صدر وسعة أفق ، متمنياً لسماحته العمر المديد لخدمة الانسانية جمعاء .
المكتب الاعلامي
لسماحة آية الله الفقيه
السيد حسين السيد إسماعيل الصدر(دام ظله)
16صفر 1428
6 آذار 200