اداء الحكومة العراقية واشكالية التقييم
[align=justify]عندما تقوم بتقييم حالة ما وفق مبدأ (حب واحكي واكره واحكي)كما يقول المثل العراقي فان تقييمنا سيكون غير منصف بالتاكيد وذلك لاننا انطلقنا من خلال مصالحنا ومنافعنا الشخصية اثناء عملية التقييم وبذلك لايكون لتقييمنا اي وزن يذكر كونه لم يبن على الحيادية والانصاف ولغة الارقام . اليوم وفي وضعنا السياسي العراقي الحالي كثر المقيمون لاداء الحكومة العراقية المنتخبة .ويجب علينا ان ناخذ بكل تقييم يصدر من هذا الطرف او ذاك قبل ان ناخذ بعين الاعتبار ماهية المقيم وغاياته من وراء التقييم وكذلك مكان وزمان التقييم.قد ندرك سبب التقييم السلبي لاداء الحكومة من قبل شخص معين اذا ما عرفنا ان هذا الشخص يأوى في منزله ارهابيا قناصا يقوم بقتل الابرياء في مدينة الكاظمية اوتكتشف اجهزة الامن وجود مادة ال تي ان تي شديدة الانفجار في احدى سيارات حمايته الشخصية او ان تهاجم اجهزة الدولة الامنية اعلاميا من قبل شخص ابنه الاكبر من عتاة الارهابيين ومسؤول عن تفخيخ الكثير من العجلات وتعتبر حمايته الشخصية من اكبر فرق التهجير الطائفي ولا تزال تهجر العوائل من منطقتها في غرب بغداد ،او ان لايثق بالحكومة من هو مسؤول عن 150 مختطفا تم ذبحهم في منطقة البحيرات .السؤال هو هل يرتجى من هؤلاء ان يقيموا اداء الحكومة تقييما منصفا؟ لقد ابتلى العراق وحكومته المنتخبة بالمقيمين الباحثين عن مصالحهم الشخصية والمتضررين من نجاحات وتطور الاداء الحكومي.ان شخصا كان يطمح ان يكون سفيرا في بلد عربي مجاور فلما لم يحصل على ما كان يبتغي انبرى وسخر صوته وقلمه للنيل من الحكومة الحالية وغدا في ليلة وضحاها عرافا لايشق له غبار فاخذ يتنبا بسقوط الحكومة الحالية ويحدد لها عمرا بقدر الخطة الامنية والتي ستفشل بحسب رايه ،ثم زاد على ذلك فاخذ يتهمها بالطائفية وراح يصدع رؤوسنا بالعروبة المفقودة وكان الحكومة الحالية ليست عربية وليته اثبت لنا اصله العربي اولا ،واغرب ما سمعناه عن السفير المعزول هو استنهاضه لهمة احد الملوك العرب سائلا اياه ان يتدخل ليحل المشكلة في العراق .ثم ان هناك شخصا اخر حالما لايزال يحوك المؤامرات الممجوجة سعيا منه لاسقاط الحكومة بانقلاب ابيض متهما اياها بسوء الاداء والانحدار بالعراق الى الهاوية وانه البديل الاوحد المدعوم من الولايات المتحدة والمحيط العربي والداخل البعثي. لايمكن لهؤلاء ولا الدول التي تضررت بسبب التغيير في العراق ولا لفضائيات تقود ايدولوجيات مشبوهة لايمكن لهم ان يقيموا اداء الحكومة العراقية تقييما منصفا لانهم انطلقوا من مصالحهم وان اداء الحكومة كلما تحسن فانه بقدر ما يعود على الشعب العراقي بالنفع فانه يضر هؤلاء بالمقدار نفسه وهم دائما يسعون الى تحويل انجازات الحكومة الى اخفاقات ويصورها لراي العام على انها كوارث وهذا ما نسمعه ونشاهده في وسائل الاعلام من خلال تصريحاتهم.. [/align]