انتهاء ازمة البحارة وتساؤلات عن اتفاقات سرية لحل العُقد بين الغرب وايران
انتهاء ازمة البحارة وتساؤلات عن اتفاقات سرية لحل العُقد بين الغرب وايران
شبكة النبأ: يعتقد محللون ان انفراج الازمة بين طهران ولندن تم بناءاً على اتصالات متعددة الاطراف شملت سوريا وواشنطن وبعض الجهات العراقية ذات التاثير الايجابي لدى طهران، تم فيها عقد صفقات جانبية كإطلاق سراح الدبلوماسي الايراني جلال شرفي المختطف منذ شهرين، والنظر بجدية الى الافراج عن المعتقلين الايرانيين الخمسة المحتجزين من قبل القوات الامريكية في العراق. مما يقرب في وجهات النظر بين الخصوم المؤثرين على الوضع في العراق.
واضاف المحللون لشبكة النبأ ، بالنسبة لبغداد تأتي اهمية هذه التحركات من جانب ضرورتها الملحّة لتهيئة الاجواء للمؤتمر المزمع عقده في العراق أو تركيا على مستوى وزراء الخارجية لدول الجوار بمشاركة امريكا وبريطانيا والامم المتحدة لتحديد آلية العمل على استتباب الامن ومحاربة الارهاب ودعم الحكومة العراقية.
وغادر 15 بحارا بريطانياً العاصمة الايرانية طهران على متن إحدى طائرات الخطوط الجوية البريطانية، في طريق عودتهم الى لندن حسب تقرير للـ CNN، بعد احتجازهم في طهران، قرابة اسبوعين، بسبب اتهامهم بـ"دخول المياه الإقليمية الإيرانية بصورة غير شرعية."
وكان السفير البريطاني بطهران، جيفري آدامز، وعدد من كبار موظفي السفارة، في وداع جنود البحرية الملكية البريطانية، بمطار "مهراباد"، قبل ان يستقلوا الطائرة في طريق عودتهم الى بلدهم، وفقاً لما أكدت الاذاعة الايرانية الرسمية.
والتقى السفير آدامز، البحارة البريطانيين بعد قليل من إعلان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، العفو عنهم واطلاق سراحهم.
وكان الرئيس نجاد قد التقى جنود البحرية البريطانية، بعد قليل من اعلان نبأ اطلاق سراحهم، ونقل التلفزيون الايراني مراسم الإفراج عن البحارة البريطانيين، حيث ظهر نجاد وهو يبتسم، ويتحدث مع احد البحارة، قائلا: "كيف حالك؟.. جئت في عطلة اجبارية، أليس كذلك؟".. فرد الجندي بالقول: "لا أدري ان كانت عطلة أم لا، لكن بإمكانك تسميتها بذلك."
كما بثت قناة "العالم" التلفزيونية الإيرانية، مقابلات مقتضبة مع ثلاثة من البحارة، شكروا خلالها الرئيس الإيراني، على قراره اطلاق سراحهم، وقالوا انهم لقوا معاملة حسنة من الإيرانيين.
ونفى الرئيس الإيراني، في رد على سؤال من مراسل CNN، الربط بين الإفراج عن الطاقم البريطاني وإطلاق سراح جلال شرفي، السكرتير الثاني في السفارة الإيرانية الثلاثاء، الذي اختطف في العراق منذ شهرين.
ومن جانبها، رحبت بريطانيا بنبأ الإفراج عن بحاريها، وقال الناطق باسم رئيس الوزراء طوني بلير: "نرحب بإعلان الرئيس الإيراني إطلاق سراح جنودنا الخمسة عشر.. ونعمل الآن على تحديد مغزى الخطوة من حيث النمط والتوقيت."
ومن واشنطن، قال الناطق باسم البيت الأبيض، إن الرئيس جورج بوش "يرحب أيضاً بأنباء إطلاق سراح الطاقم البريطاني."
من جانب آخر، كشف وزير الخارجية السوري وليد المعلم، عن ان بلاده ساهمت في جهود الوساطة لإطلاق سراح البحارة البريطانيين.
وقال المعلم، في تصريحات للصحفيين بدمشق، ان بلاده قامت بمساعي توفيقية بين طهران ولندن، بهدف تسوية ازمة البحارة البريطانيين.
وفي المقابل، اعلنت مصادر في العاصمة الفرنسية باريس، ان طهران تضع احد الفرنسيين المتواجدين على أراضيها رهن "الإقامة الجبرية"، دون ان تكشف مزيداً من التفاصيل.
وفي سياق متصل كشفت مصادر عسكرية امريكية الاربعاء، ان واشنطن تنظر في طلب قدمته ايران لإرسال موفدين من قبلها لمقابلة مواطنيها الخمسة المحتجزين في العراق منذ يناير/كانون الثاني الماضي.
وقد أكد أحد كبار ضباط الجيش الأمريكي الذي رفض الكشف عن اسمه لشبكة CNN إن الطلب "تم تقديمه لكن الموافقة لم تصدر بعد" لافتاً الى ان الطلب قد أحيل الى واشنطن "للنظر فيه."
وترافقت تلك الأنباء مع تأكيد وسائل الإعلام الايرانية ان موفدا إيرانيا سيجتمع مع الإيرانيين الخمسة الذي اوقفوا في مدينة إربيل شمال العراق.
حيث نقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" ان "ممثلا من السفارة الإيرانية في دمشق سيجتمع" مع المعتقلين الإيرانيين.
هذا ولم تشر الوكالة إلى موعد الاجتماع المرتقب.
إلا أن قالت، نقلا عن مصدر موثوق، إنه مع "تواصل جهود السفارة الإيرانية في العراق، وتعاون المسؤولين العراقيين وبمساعدة ممثل الأمم المتحدة من المفترض أن يلتقي ممثل إيران مع دبلوماسيي بلادنا."
وتأتي هذه الانباء مع توضيح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني، الثلاثاء، بأن السكرتير الثاني في السفارة الإيرانية في بغداد، جلال شرفي عاد إلى إيران، بمساعدة ودعم الحكومة العراقية.
يذكر ان عمليات التفاوض والإفراج بين الايرانيين والامريكان تتزامن مع الانفراج في قضية البحارين البريطانيين الخمسة عشرة الذين اطلقت سراحهم طهران مؤخرا.
من جهة اخرى وفي اطار التوفيق بين اتجاهات الفرقاء الدوليين المعنيين في الشان العراقي، أعلنت تركيا انها تنتظر موافقة بغداد على عقد الاجتماع الذي اتُفق عليه لعدد من الدول في اسطنبول بينها الولايات المتحدة ودول جوار العراق لبحث الوضع فيه.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في تقرير لراديو سوا، انه تطرق الى هذه المسالة مع الرئيس العراقي جلال الطالباني أثناء القمة العربية في الرياض الأسبوع الماضي.
وأضاف اردوغان في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكويتي الشيخ ناصر محمد الأحمد الصباح الذي يزور انقرة إن الحكومة العراقية وعدت بإعطاء جوابها خلال الأسبوع الحالي.
يذكر ان صادق الركابي مستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كان قد أكد ان الحكومة العراقية تريد عقد مؤتمر وزارء خارجية دول الجوار المزمع في بغداد بدلاً عن إسطنبول.
http://annabaa.org/nbanews/62/240.htm