استغلال سفر المالكي: المواجهات مستمرة والامريكان يريدون استدراج الصدريين للديوانية

استمرار المواجهات في الديوانية لليوم الثاني.. ومنشورات تحذر الشرطة من الخروج
http://www.asharqalawsat.com/2007/04...ews.414096.jpg
مقتل جندي أميركي في بغداد وإصابة بريطانيين في البصرة وهجوم بالكلور في الرمادي
البصرة: جاسم داخل لندن: «الشرق الأوسط»
استمرت المواجهات العنيفة أمس لليوم الثاني على التوالي في مدينة الديوانية بين قوات الأمن العراقية والاميركية من جهة وميليشيا جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر المتواري عن الانظار.

ولم تتضح بعد الخسائر البشرية التي نجمت عن تلك المواجهات. وأعلن الجيش الاميركي عن مقتل احد جنوده وإصابة اربعة آخرين بانفجار عبوة شرق العاصمة العراقية، كما اعلنت القوات البريطانية عن اصابة اثنين من افرادها في هجوم مماثل غرب مدينة البصرة جنوب العراق.

وقال مصدر في قيادة الفرقة الثامنة للجيش العراقي، ان «مواجهات عنيفة لا تزال مستمرة في الديوانية لليوم الثاني على التوالي وخصوصا في شارع سالم (شمال) وأحياء النهضة والوحدة (جنوب)»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقد بدأت قوة من الفرقة الثامنة في الجيش العراقي تدعمها قوات اميركية عملية النسر الاسود فجر الجمعة «ردا على تهديدات من قبل الميليشيات»، وفقا لبيان اميركي. وأضاف المصدر العسكري ان «عمليات الدهم مستمرة في سائر مناطق المدينة، في حين قصف الطيران الأميركي أماكن يشتبه بها في حي الجمهوري، مما أدى الى تدمير منزلين بشكل كامل» من دون إعطاء أي تفاصيل حول الخسائر.

وبدوره، أكد الجيش الأميركي أنه شن «غارة على أماكن للمسلحين»، موضحا أنها «تمت بطلب من الجيش العراقي». وأفاد سكان في المدينة ان حظر التجول ما يزال ساريا، والتيار الكهربائي مقطوعا في الديوانية (181 كم جنوب بغداد) كبرى مدن محافظة القادسية. وقد أوضح مصدر عسكري عراقي أن «حوالى 1400 جندي من محافظات واسط والنجف وكربلاء وبابل بدعم من قوة اميركية، يشاركون في العملية بغرض مداهمة أوكار للمسلحين في أحياء المدينة».

وكانت القوات الاميركية قد ألقت كميات كبيرة من المنشورات بواسطة طائرات تحذر «افراد الشرطة العراقية في الديوانية من مغادرة منازلهم حتى إشعار آخر». وأضافت المنشورات ان «اي شرطي يحمل سلاحا خارج منزله سيتم التعامل معه كهدف. يجب على جميع عناصر الشرطة اتباع أوامر قوات التحالف وإلا فانهم سيعرضون أنفسهم للقتل».

وعزا مصدر أمني عراقي «سبب إلقاء المنشورات الى الاختراق الكبير لصفوف الشرطة في المدينة من جانب الميليشيات». من جهة أخرى، رجح مصدر من التيار الصدري أن شن هذه العملية من قبل القوات الاميركية في مدينة الديوانية، يأتي متزامنا مع دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الى تنظيم مظاهرة احتجاج مليونية في مدينة النجف جنوب العراق بمناسبة الذكرى الرابعة «لاحتلال» العراق يوم غد.

وقال النائب صالح العكيلي عن التيار الصدري في حوار مع «الشرق الاوسط» عبر الهاتف، ان اختيار مدينة الديوانية من قبل القوات الاميركية لشن العمليات الأمنية يأتي لقطع الطريق على المتظاهرين الذين سيتوجهون من مدينة بغداد الى النجف للمشاركة في مظاهرة الاحتجاج ضد «الاحتلال»، لاسيما ان الديوانية هي الطريق الوحيد المؤدي الى المدن الجنوبية.

الى ذلك، أعلن الجيش الاميركي مقتل أحد جنوده وإصابة أربعة آخرين في انفجار عبوة ناسفة استهدف دوريتهم شرق بغداد. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن بيان عسكري أميركي «مقتل أحد جنود فرقة بغداد المتعددة الجنسيات وإصابة أربعة آخرين بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدف دوريتهم شرق بغداد أمس (الجمعة)». وكان الجيش الأميركي قد أعلن أول من أمس مقتل اثنين من جنوده وإصابة ثلاثة آخرين بجروح في هجومين منفصلين في العراق. يشار إلى أن عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في العراق منذ غزوه ربيع عام 2003 ارتفع إلى أكثر من 3265 قتيلا. وعلى صعيد متصل، قالت الناطقة الإعلامية للقوات المتعددة الجنسيات في محافظة البصرة جنوب العراق، إن جنديين بريطانيين أصيبا بجروح إثر انفجار عبوة ناسفة على دورية بريطانية غرب البصرة. وأوضحت الكابتن كاتي براون للصحافيين أن «جنديين بريطانيين أصيبا بجروح فيما تضررت مدرعة بريطانية اثر تعرض دورية بريطانية لانفجار عبوة ناسفة في منطقة حي الحسين وسط المدينة» منتصف الليلة قبل الماضية. من جهة أخرى، قال الجيش الاميركي، أمس، ان عدد القتلى في انفجار شاحنة ملغومة عند نقطة تفتيش تابعة للشرطة بمدينة الرمادي في غرب العراق اول من أمس، بلغ 12 قتيلا. وهذا الرقم أقل من الارقام التي أعلنتها معظم وسائل الاعلام. وقال الجيش الأميركي إن الانفجار أسفر عن سقوط 43 جريحا بينهم ثماني نساء وخمسة أطفال. وقال ثلاثة ضباط شرطة عراقيين لوكالة رويترز، إن عشرة على الأقل قتلوا كما أصيب 24 آخرون في أحدث هجوم والذي أدى الى تصاعد غاز الكلور السام في الهواء. وقال ضابط رابع إن عدد القتلى 35 قتيلا. وقال بيان للجيش الاميركي ان الشاحنة تجاهلت تحذيرات بأن تبطئ من سرعتها عند اقترابها من نقطة التفتيش. وانفجرت الشاحنة عندما أطلقت الشرطة النيران عليها. وأضاف البيان أنه لم يتضح ان كانت الشاحنة قد انفجرت نتيجة لنيران الشرطة أم أن السائق فجرها.

والرمادي هي عاصمة محافظة الأنبار التي تعد معقلا للمسلحين من العرب السنة. وألقى قادة أميركيون والشرطة العراقية باللوم على متشددين من تنظيم القاعدة في عدة هجمات شنت باستخدام غاز الكلور.