هؤلاء الايرانيون مجموعة من الناس "غير الراقين" أبداً!!لا أغلال ولا أصفاد، لا تعذيب؟
لا أغلال ولا أصفاد، لا أكياس في الرؤوس، لا صدمات كهربائية ولا تعذيب وضرب جسدي، هؤلاء الايرانيون مجموعة من الناس "غير الراقين" أبداً!!
كتب تيري جونز(*)
أتضامن مع الغضب العارم الذي عبّرت عنه الصحافة البريطانية حول المعاملة التي لقيها أفراد البحرية البريطانية المتهمين بالدخول غير الشرعي إلى المياه الإقليمية الإيرانية.
إنه عار نحن لا يمكن أن نحلم أبداً بهكذا معاملة للأسرى، السماح لهم بالتدخين مثلاً رغم المعرفة المبرمة ان التدخين يؤدي إلى أمراض قاتلة.
أما إجبار الجندية البريطانية فاي تارني على ارتداء الحجاب ونشر صورتها عبر العالم.
"لا يدرك الايرانيون معنى السلوك المتحضر؟ حباً بالله ما الذي يضير في أن يضعوا كيساً في رأسها؟ هذاما نفعله بالمسلمين حين يلقى القبض عليهم ، نضع في رؤوسهم الأكياس فيصبح التنفس أمراً عسيراً.
وسوف يكون أمراً مقبولاً جداً أن نلتقط صوراً لهم وننشرها عبر العالم لأنه لا يمكن معرفة هؤلاء، بسبب الأكياس فوق رؤوسهم، على عكس الأمر مع البحارة البريطانيين.
إنه أيضاً من غير المقبول أن يدفع الأسرى البريطانيين إلى التكلم عبر التلفزيون ويقولوا أشياء قد يندموا عليها لاحقاً، لو وضع الايرانيون لواصق على أفواههم كما نفعل بالأسرى لدينا لما تمكنوا من التكلم أبداً، وسيجدون التنفس أمراً صعباً جداً خاصة مع وجود الأكياس في رؤوسهم ولكن على الأقل فهم لن يكونوا موضع اذلال!
ثم ما هذا الذي يفعلونه من خلال السماح للأسرى بكتابة رسائل لأهلهم أنهم بخير؟ على الايرانيين أن يحذوا حذو بقية العالم المتحضر: عليهم أن يعطوا أسراهم خصوصية من خلال وضعهم في الحبس الانفرادي، هذه واحدة من الميزات التي تمنحها الولايات المتحدة للأسرى الذين تحتجزهم في غوانتنامو.
العلامة الحقيقية للدول الحضارية أنها لا تستعجل اتهام الناس الذين اعتقلتهم عشوائياً في البلدان التي يغزوها.
فمعتقلوا غوانتنامو على سبيل المثال ما زالوا يستمتعون بخصوية الحبس الانفرادي منذ 5 سنوات ولم توجه اليهم تهماً بعد.
هذه هي المفارقة المخجلة مع ما فعله الايرانيون الذين استعجلوا وضع اسراهم أمام الكاميرات.
يبدو واضحاً من خلال ظهورها على الشاشة ان الجندية تارني وضعت تحت الضغط ولقد أقنعت الصحف الأطباء النفسيين من أصحاب الاختصاص السلوكي. بضرورة تفحص صور الجندية واستنتجوا جميعاً أنها "غير سعيدة وتعاني من الاجهاد".
ولكن المذهل في الأمر هو الطريقة التي استعملها الايرانيون لجعلها كذلك غير سعيدة ومجهدة.
فلا يبدو عليها آثار تعذيب بالصدمات الكهربائية أو أية آثار حروق، وليس هناك آثار كدمات أو ضرب على وجهها هذا أمر غير مقبول واذا كان على الأسرى ان يعانوا ويعاملوا بقسوة لكان يجب إجبارهم على ممارسات جنسية معينة، أو ربط أعضائهم التناسلية بأسلاك الكهرباء ويجب تصويرهم في هذه الوضعيات كما فعلنا في أبو غريب، بعد ذلك يجب نشر هذه الصور في كل أنحاء العالم المتحضر حتى يراها كل إنسان ويعرف ما الذي كان يجري تحديداً.
وكما أشار ستيفن غلوفر في صحيفة الدايلي ميل ربما ليس من الصواب أن نقصف ايران رداً على اذلال رجالنا، ولكن يجب على الايرانيين أن يعانوا إما من خلال تعزيز العقوبات عليهم كما تقترح صحيفة الدايلي ميل، أو الطلب من الرئيس بوش الإسراع بغزو إيران حيث أنه ينوي القيام بذلك على أية حال ويجلب معه الديمقراطية والقيم الغربية إلى هناك كما فعل في العراق.
(*) تيري جونز، مخرج أفلام وممث
ترجمة خاصة لـ "الانتقاد.نت" عن صحيفة الغارديان البريطانية