نعم ... نحن أهل حضارة رغماً عن أنوفكم
لطالما شنّع البعض ممن يعانون عقداً نفسية مستعصية نابعة من النقص الناتج عن أصولهم العريقة جداً!! ... على شيعة العراق بأنهم همج ومتخلفين ... الخ من الكلام الذي اذا أردنا التأدب وصفناه بـ "الخرط" لأنه نابع من خلفية طائفية وفئوية قذرة.
وفي الآونة الأخيرة لجأ البعض الى أسلوب آخر في التشنيع ... فبدلاً من أن يقول صراحةً "الشيعة" يستعيظ عن ذلك بكلمات من مثل "معدان" و "شروكية" و "أهل الثورة " - ولا داعي لبيان سبب اصرارهم حتى الآن على اسم الثورة - ... ويتهم هذه الشرائح الواسعة من الشعب العراقي بـ "التخلف" و "الهمجية" و "الحوسمة" ونحن نعلم من هم "الحواسم" الحقيقيون.
اليوم شهد العراق احدى أكبر مظاهراته السياسية شارك فيها نصف مليون عراقي على أقل تقدير ... التنظيم كان رائعاً ... الجماهير التزمت برفع العلم العراقي الذي زيّن العراق هذا اليوم ... الشعارات كانت موحدة "كلا كلا احتلال، نعم نعم استقلال" لم نر فوضى أو اخلالاً بالأمن ... لم نسمع بالتعدي على المرافق العامة أو تخريب للمؤسسات.
مئات الألوف تسير حاملةً علم العراق الذي لطالما دافعوا عنه بالغالي والنفيس ...
الرسالة كانت واضحة اليوم وان تعددت معانيها ...
لا للاحتلال ... لا للبعث ... لا للارهاب ... نحن قمة الحضارة والمرتزقة هم حضيض السفالة ... العراق شعب والشعب لا يموت.
أقول هذه الكلمات وأنا لست من "مدينة الصدر" ولست من "المعدان" الذي نتشرف بهم وهم أهل صمود وعزة ... أقول هذه الكلمات ليس تحيزاً لطائفةٍ أو تهجم على طائفة أخرى.
انها حقائق تجلت في يوم التاسع من نيسان الذي من الواضح أنه قُدّر له أن يكون يوماً فريداً تتمازج به الصور المختلفة من استشهاد العظماء مروراً بسقوط الأصنام ختاماً بمسيرات التحرير ..