استرتيجية الإعلام العربي !!
[align=center]مما لا شك فيه ان يوم التاسع من نيسان يوم تاريخي شهده العراق بشتى اطيافه ومسمياته وأن اختلفت ايدلوجيات ممن استذكروا
هذا اليوم المشهود .. فمنهم من اعتبره يوم شهد الخلاص وتحرير العراق اعتى دكتاتور شهده تاريخ العراق وهم الأغلبية بطبيعة
الحال ...ومنهم من يعتبر هذا اليوم يوماً اسوداً حالك الضلام في سماء العراقيين كما قال عنه صالح المطلق رئيس جبهة المصالحة والتحرير
عندما سألته مذيعة قناة العربيه عن نظرته لذكرى (سقوط بغداد) حسب تسميتها..ولست الآن في صدد نقاش ما قاله المطلق لأننا تعودنا على
تصريحاتهم المتبكاية دائماً على سيدهم المقبور الذي انعم عليهم على حساب بقية العراقيين طوال اكثر من ثلاثة عقود ..فهذا التصريح لم يكن
غريباً على ايتام صدام وحاشيته المتشرده في بلاد العرب . ولكن ما لفت انتباهي وأنا اتابع التلفاز كأي عراقي مهتم بهذه الذكرى هو التوجيه الاعلامي
العربي ( المستقل ) لمثل هذا اليوم . فمثلاً شاهدنا قناة العربية ( صديقة العراقين كما يقول البعض) وهي تلتقي بمثال الآلوسي من جهة وقائد كتائب ثورة
العشرين من جهة اخرى والذي تحدث عن التمويل الذاتي( للمقاومة الشريفه )وخلوها من المجاهدين العرب من اكباش القاعدة واسامة بن لادن
واستطرد هذا الرجل عن اهداف مقاومتهم للإحتلال موضحاً ان لا جناح سياسي لهم في الحكومة وان هدفهم هو القتال فقط حتى خروج المحتل ...!! حتى
ان تلك المذيعة استغربت منه هذاالتصريح !!قناة العربية ركزت على اقامة المقابلات في مثل هذا اليوم مع الكثيرمن المحللين العرب والمصريين
الذي يضعون الأستنتاجات البعيده كل البعد عن الواقع الذي يعيشه الشعب العراقي .. بينما نجد ان هناك مضاهرة شبه مليونيه اقامها التيار الصدري
في النجف الأشرف تجلت اهدافها بشعار واحد لا غير هو حب العراق وذلك برفع العلم العراقي بعيداً عن أي رمز يدل على طائفة او عرق او اسم
معين ليدلل بنفس الوقت ان العراقيون لا يزالون وحدة واحدة تجمعهم كلمة واسم العراق لم تتطرق لها تلك القناة لا من قريب ولا من بعيد .. ويبدوا ان هذه
التضاهرة لم تروق لأعلامنا العربي المشغول بالكلام عن ميليشيات الموت الطائفي واخبار الفتن والمفخخات والأختطافات ...اما قناة الجزيره ( صديقة
البعثيون الحميمة ) فقد استضافت احد ضباط الحرس الخاص لصدام والذي طلب عدم الكشف عن وجهه ( ربما حيائاً من رفاقه في القاعده ) حيث تحدث
عن امجاده وبطولاته في مقاومة الأميركان في الثامن والتاسع من نيسان . مترحماً على سيده قصي الذي كان يرسل له الأوامر حينها !! وبين هذا وذاك نرى
ان الأعلام العربي يحاول تصوير هذا اليوم على انه يوم مآساة للعراقين ومنه قد بدات رحلة الشقاء المكتوبة على هذا الشعب وكأن صدام قبلها قد اطعمنا الشهد
واسكننا القصور !! وهي الصورة التي تسببت بمجيء عطاشى الدماء العرب لمساعدة اخوتهم العراقيين وتخليصهم من براثن الاحتلال واعادة حكم اشبه بحكم
البعث الدموي او حكم القاعدة الوهابي الحجري ..فإلى متى هذا التعامل السلبي للإعلام العربي مع القضية العراقية !! وان كنا قد ايقنا فعلاً ان هذا الاعلام قد
وجه ضد القضية العراقيه وضد الشعب العراقي فمتى يتم انشاء قنوات عراقية قوية تتمكن من مواجهة هذا السيل الكبير الذي نشهده من الحرب الاعلامية التي
باتت اهم الحروب على الساحة العراقية المليئة بالضباب .سؤال موجه الى المعنيين بالأعلام العراقي الذي يجب ان يعبر عن بض الشارع الحقيقي فلسنا اليوم بحاجة
الى قنوات مبنية على اساس المجاملة من طرف واحد على حساب العراقيين . وإنما بحاجه الى قنوات لديها القدرة والكفائة على البوح والصدح بما يطلبه اغلب
العراقيين والوقف بقوة امام مثل هذا الإعلام المشوه .
[/align]