بعد استهداف المئات منهم اغتيالا وتهجيرا في محافظة ذي قار
البعثيون يتهافتون على حيازة الكلاب المفترسة لحراسة بيوتهم خوف هجمات المسلحين
الناصرية - الملف برس
برزت في محافظة ذي قار ظاهرة جديدة هذا العام تمثلت بتهافت البعثيين على حيازة الكلاب المفترسة لحراسة بيوتهم ليلا من هجمات المسلحين والاعتماد على نباح الكلاب كجهاز إنذار وتنبيه ينذرهم بهجمة وشيكة من قبل مسلحين مجهولين .
البعثيون وعناصر الأجهزة الأمنية في النظام السابق الذي ينظر إليهم الغالبية العظمى من المجتمع السكاني في محافظة ذي قار , نظرة حقد بسبب الممارسات القمعية للنظام البائد وإعدام الآلاف في السجون السرية والمقابر الجماعية , البعثيون تهافتوا ومنذ بداية العام الجاري على القرى والأرياف التابعة لمحافظة ذي قار والتي تكثر فيها الكلاب نسبيا بين قرية وأخرى , لحيازة أكثر الكلاب افتراسا وشراسة ونباحا وتصديا بعد أن تصاعد الخط البياني في سلسلة الهجمات المسلحة التي يتعرض إليها البعثيون في عموم المحافظة .
وتشهد محافظة ذي قار عمليات تصفية منظمة للبعثيين والتي تصاعدت نسبيا اثر طرح المشروع المالكي – الطلباني لتغيير استراتيجية هيئة اجتثاث البعث وتغيير تسميتها إلى (هيئة المساءلة والعدالة ) الذي يسمح للبعثيين المجتثيين بتسنم مناصب قيادية في مؤسسات الدولة العراقية ودفع مستحقاتهم من الرواتب الشهرية طيلة الفترة التي اجتثوا فيها .
يقول السيد مصعب نعمة الناصري , اشتريت قطعة ارض سكنية عليها بعض المتعلقات القانونية والتي تتعلق بعضوين من أعضاء الفرق في حزب البعث المنحل لإنجاز معاملة ( الطابو ) في دائرة التسجيل العقاري , فحثثت خطوي وذهبت إلى بيت احدهم في احد احياء مدينة الناصرية ,فلما طرقت الباب بدا الأمر عندي جد طبيعي عندما شاهدت كلبا حاد النظرات وهو ينبح ويثب صعودا ونزولا من على الباب الخارجي , ولكن هذا الانطباع الأولي اختلف عندي لما ذهبت إلى بيت ألبعثي الآخر حيث فوجئت بوجود كلب كذلك اشد افتراسا وأقوى نباحا فتأكدت إن الأمر لم يكن صدفة .
شاهد عيان في منطقة الصدر حاليا (مدينة البكر سابقا) احد الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية نسبيا أدلى بشهادته العيانية ( للملف برس ) حيث ذكر انه يشاهد بين الآونة والأخرى احد البعثيين في منطقته لا يشد رحاله إلى أي مكان يتجه إليه إلا ويصطحب كلبه الأشعث الشعر معه , اعتقادا منه انه يدرأ الخطر عنه في حال تعرضه لهجوم مباغت .
بعض أهالي الناصرية مزجوا هذه الظاهرة بالطرفة والنكته وإطلاق القهقهات بملء افواهم على العقد الاجتماعي الجديد والرفقة الجديدة بين البعثيين والكلاب سيما وإنهم يتذكرون كيف استنفرت احد الفرق الحزبية في قضاء الشطرة كادرها ألبعثي وطاردوا كلبا علقت إطراف مجهولة على رقبته ( كارتونه) كتب عليها بخط واضح عبارة ( يسقط صدام ) بلا هوادة من شارع إلى شارع ومن منطقة لأخرى حتى تمكن احد البعثيين الأشاوس من قتله شر قتله وحاز على مباركة أولياء نعمته .
ولكن هذه المرة وبالرغم من دوران الدوائر على أصحابها كما يقول السيد احمد شاكر هازئا فان الكلاب أبدت الوفاء الجم للبعثيين في محنتهم الراهنة وتناست مالحق باحد اقرانهن من مطاردة شعواء وقتلا بالأسلحة الرشاشة فضلا عن كونها قد أصبحت الحارس ألامين لبيوت رموز النظام البائد وتحذرهم من الهجمات المسلحة الوشيكة .
ويذكر إن محافظة ذي قار شهدت خلال الشهرين المنصرمين سلسلة من عمليات اغتيال أعضاء سابقين في حزب البعث المنحل وكان اخرها القيادي السابق ( حسين حويل ) الذي عثروا على جثته وهو مضرجا بدمائه في سيارته الخاصة .
ومن الجدير كذلك أن نشير إلى إن قانون المساءلة والعدالة الذي مازال قيد الدراسة والبحث والنقاش قد لاقى رفضا شعبيا واسع النطاق في الأوساط الحكومية والشعبية في محافظة ذي قار لاسيما وان دوائر ومؤسسات الدولة في المحافظة رفضت قرار هيئة اجتثاث البعث في عودة بعض البعثيين إلى دوائرهم بالرغم من إلزامية تنفيذ قرارات الهيئة المذكورة .
