لن ابكي فلسطين - حسين الهاشمي
لن ابكي فلسطين - حسين الهاشمي
(صوت العراق) - 24-05-2007
قال لي ما هي الاخبار ؟ فقلت له لازال شعبنا العراقي يدفع ثمن انتماءه لهذه الامة المنحرفة و الطائفية فقال لي اتكلم معك عن القضية الرئيسية و المصيرية وانت تقول العراق ؟ فقلت له لا توجد لدي قضية اقدس من قضية شعبنا العراقي فتعجب وقال اتكلم معك عن الاحداث المؤسفة في فلسطين و القتال بين ( الاخوة ) ؟ فقلت له لا يهمني ذلك ولن اضيع وقتي بالنقاش فقال مستحيل انت لست الذي اعرفه فقلت له وكلكم لستم الذين توهمت بانني اعرفهم فاحتد الصديق العزيز وقال عجيب اتفرح لفرح العدو بهذا الاقتتال فقلت له لن افرح مع عدوهم ولكن لن احزن لقتتال اعداء الشعب العراقي وارجوك اسمعني جيدا :
نحن في العراق من الاوائل الذين وقفوا مع الشعب الفلسطيني في محنته ونقف مع أي انسان مظلوم دون النظر الى قوميته ومذهبه وانتمائه لاننا نرفض ان يظلم احد كما نرفض ان يظلمنا احد وبالتالي كان مراجع ديننا العظام اول من افتوا بضرورة دعم الشعب الفلسطيني واجازوا اعطاء الحقوق الشرعية من زكاة وخمس لاغاثة المهجرين من الفلسطينيين سواء من جاؤوا للعيش في العراق او المنتشرين في بقاع العربان ، كما انهم عاشوا في العراق ولهم حقوق اكثر منا فتراعيهم الحكومة باعتبارهم ضيوف ونراعيهم ونعتبرهم جزء من نسيج الشعب فلم يلحظوا أي فرق بينهم وبيننا في الحقوق ولكن نحن واجباتنا اكثر منهم وهذا طبيعي عند شعب عريق كشعبنا العراقي حتى ابتلينا بحزب البعث العروبي الاشتراكي فانخرط بعض ابنائهم في الاجهزة الامنية الصدامية حيث المال الوفير و المنصب والسطوة وكانوا ضمن سياسة البعث في الاعتماد عل غير العراقيين في الوشاية بالعراقيين ولم يقصر ابناء الامة العربية الخالدة بان جاؤوا من كل حدب وصوب من البلدان العربية ليكونوا عيونا وعونا للنظام البعثي في ذبحنا وتقتيلنا .
وكحال بقية العربان كان الشعب العراقي يخرج بتظاهرات مؤيدة للشعب الفلسطيني ومستنكرة أي اعتداء عليه معتبرين ذلك واجبا دينيا ووطنيا وانسانيا كما لم ينسى الجانب المادي ولم يفكر غالبية الشعب ومراجعه الدينيين ( حيث غالبية الشعب العراقي ينتمون الى المذهب الشيعي ) باي منطلق طائفي وبذلك لم تقف المساندة او تتوقف لكون الفلسطينيين سنة باعتبار ان الطائفية لا مجال لها في المذهب الشيعي وان الانسانية تجمعنا في النهاية .
لم يكن خافيا علينا موقف القيادة الفلسطينية المؤيدة لهمجية صدام ومذابحه بحقنا فكل العرب سكوت وتاييد فلماذا نطلب من الفلسطينيين ان يكونوا احرار في دنياهم ما دام الكل تخلى عن دينه ونصر صدام ، كما لم نحمل حقدا عليهم لانهم يعملون في صحافة واعلام واجهزة ومخابرات صدام فالامة العربية كلها تعمل مخبرة في اجهزة البعث الصامد وفي خدمة القائد الضرورة وحتى عندما حملنا هم الشعب الكويتي الشقيق عندما غزاه الطاغية لم نحمل الفلسطينين عندنا وزر غالبية اخوانهم الذين وقفوا مع الغزو وضد الكويت رغم انهم كانوا اكبر جالية عربية في الكويت حيث كان من المفترض ان يكوونوا اول من يحمل السلاح دفاعا عن بلد يسكنون فيه وكانهم اهل البلد حتى جاءت الانتفاضة الشعبية العراقية عام 1991 ليظهر الحقد الفلسطيني على شعب العراق و شيعته على الخصوص بان قادوا وشاركوا مع قطعان البعث في قمعنا وقتلنا تحت شعار علني وهو ( لا شيعة بعد اليوم ) ومع هذا لا نزر وازرة وزر اخرى فما ذنب الاطفال والمحتاجين في فلسطين ؟؟؟ حتى قالوا لنا الا يكفيكم موقفهم في لبنان وما فعلوه ؟ والكويت وما ارتكبوه ؟ قلنا اغاثة المحتاج ومساعدة المظلوم لا نطلب لها اجرا ونحن لا نريد منهم جزاءا ولا شكورا لاننا اوفياء لمبادئ ديننا .
ولكن بمجرد سقوط الطاغية وجدنا ان العرق دساس ففيما كان الشعب العراقي يمزق صور الطاغية كانت جحافل الفلسطينيين في فلسطين ترفع صور صدام وتعلن انها بالروح وبالدم تفديه فقلنا لعل هؤلاء الفلسطينيين عندنا لم يخبروهم بقساوة ووحشية ودكتاتورية صدام فاخرجنا ونشرنا لهم وللعالم افلاما ووثائق تبين همجية البعث وقساوة صدام وجلاوزته فكانوا كالامة العربية صم بكم لا يريدون ان يصدقوا ، فقلنا لعل خبزنا وملحنا لم يصلهم بل كانت تصلهم مليارات صدام وهي بكل تاكيد تنسيهم زكوات واخماس الشعب العراقي التي كان يرسلها كحقوقا شرعية .
ولكن وجدنا بعضهم ينخرط في جحافل الشيطان ويفجر اهلنا في كل مكان بحجة انه على موعد غداء مع نبيه ومجموعة من ابناء الامة العربية فقلنا اتق شر من احسنت اليه .
وعندما نفق ابناء صدام عدي وقصي وجدنا الشعب الفلسطيني قادة فتحاويين وحماسيون وجهاديون وشعبيون وتحريريون يتنافسون في القاء خطب الرثاء و التمجيد للزنيمين ابناء صدام ويصفونهم بالليثين بينما يعتبرهم العراقيون مجرمين فاسقين ، و عندما اعدم صدام كانت بياناتهم وفواتحهم وشتائمهم ضد العراقيين قد وصلت ذروتها فكان حزنهم على ( ابو الليثين وسيد الشهداء صدام ) قد فاق حتى فاجعتهم بابو عمارهم وياسينهم وشقاقيهم وعندها عرفنا ان موضوع الامة العربية انما هو ثار وانتقام ليوم بدر و الجمل .
لذا يا اخي العزيز اتريدني ان احزن على اقتتال بين اخوة وابناء صدام وعدي وقصي؟؟؟؟ وهل كنت تتوقعني يوما احزن لاقتتال بين فدائيي صدام والامن الخاص و المخابرات ؟؟؟؟؟؟ وما اقاموه من فواتح في فلسطين وتباري في القاء كلمات الرثاء و العزاء بفقدانهم صدام وقواميس الشتائم و السباب التي الفوها واطلقوها عبر الفضائيات والصحف ضدنا كان غريبا وعجيبا ، قال كلامك غريب فقلت نعم فشعبنا العراقي غريب بين الذين من المفترض ان يكونوا اخوانه فهل يعقل ان ياتي شخص من بلد عربي ويترك اهله ووطنه ليفجر نفسه في مجموعة نساء او اطفال او متسوقين بحجة انه تاخر على موعد الغداء مع نبيه وتريدني ان احزن لو اقتتل اخوانه في بلده ؟؟؟؟ قال وماذا عن مساعدة المحتاج و المظلوم فقلت له وهل اهل فلسطين بحاجة الى مساعدة العراقيين الذين يقتلهم ابناء الامة العربية كل يوم وبابشع الصور ؟ الا يخجلون وهم يرون ابناء الشعب العراقي وبالاخص في مدينة الصدر المقدسة وهم يخرجون لا ليشيعوا شهدائهم الذين سقطوا بايدي المجرمين من العربان الطائفيين بل من اجل نصرة الشعب الفلسطيني عندما يتعرض للعدوان ؟؟؟ الم ترى انهم يرفعون اعلام فلسطين ورايات السواد ترفرف على بيوتهم الشهيدة التي دمرها الحقد العروبي الطائفي ؟؟؟؟ الا يكفي هذا كله وتريدني ان احزن عليهم وانسى احزاني ؟ اتريدني ان ابكي قتلى الفلسطينيين وانسى شهدائنا الابرار الذين يسقطون يوميا بايدي اعداء الله العربان ؟ فقال ولكن ماذا عن العدو ؟ قلت له ان العدو هو من ياتي ليقتل العراقيين ويسفك دمهم لانهم شيعة او مسيحيين او اكراد او اشور او صابئة او تركمان او ايزدية او او ......
بكل تاكيد لم يعجبه كلامي ولكني لن اذرف دمعة على كل ما سيجري في بلدان هذه الامة التي خرجت لتبكي المجرم صدام متناسية بكل عمد واصرار ان لا بواكي لعراق حمزة سيد الشهداء .
Alhashimi57@hotmail.com