ودهرٌ ناسه ناسٌ صغارٌ...وإن كانت لهم جُثثٌ ضٍخامُ!!
السلام عليكم....
قبل يومين كنت اغير الريموت كونترول ..بين هذه الفضائية وتلك..لعلي اسمع خبرا مفرحا من هنا وهناك...لكي اهرب
من قتامة الواقع المزري الذي نعيشه في العراق...فلقد اتخمنا بالاخبار السيئه التي تدمي القلب..مابين انفجار مفخخة
هنا تحصد ارواح خمسين عاملا...وبين ذبح خمسين آخرين في الدورة او اللطيفية...او اغتيال عدد من الابرياء على
الهوية..وهذه الامور اصبحت طبيعية..نعم طبيعية جدا في عراقنا الجديد!!
فليس هناك ارخص من الانسان في ظل هذا العراق..وخاصة الانسان الشيعي...فهو رخيص جدا..يذهب..ضحية
لطموحات السياسيين..من جهة..وضحية لارضاء شهوة القتل المتأصلة في نفوس النواصب من جهة ثانية..هو بين
مطرقة الوهابيين وسندان حكومة المالكي التي يهمها سوى تحقيق التوازنات الكفيلة ببقائها امدا اطولا..ولو كان من ضمن
هذه التوازنات ان يسترضى دبة الفساء العليان..او قل القائد السياسي للجيش الاجرامي الاسلامي كما تقول نيو يورك صن
..هذا فضلا عن الكهرباء التي اصبحت معشوقة لاتزور احباباها..فهي تنقطع في اليوم خمسا وعشرون ساعة!!!
اما المياه والوضع الاقتصادي المزري..فحدث ولاحرج..لااطيل عليكم ياسادة ياكرام..فأنا لست بصدد الحديث عن
منجزات حكومتنا التليده في خضم عام من الدماء..ولعلي لااريد ان اتحدث كما يتحدث خلي..زادة..
على كل حال...
بينما كنت اتنقل بين القنوات استوقفتني قناة بلادي التي كانت تجري حوارا مع احد المتشاعرين الذين ركبوا موجة هذه
الايام واعتمروا قبعة المظلومية..واتخذوا تقليعة المحرومية كما هو حال كل المعتمرين والمتقلعين في عراقنا العجيب!!
كنت اشاهد عارف الساعدي..وهو يتقمص دور المظلوم ويقول بالحرف الواحد:"كنت في زمن النظام البائد لااجرؤ ان اقف
بباب إتحاد الادباء"
عجييييييييييييييييييييييييب هذا الانسان الذي لايخجل من الكذب على رؤوس الاشهاد..وعجيب هذا الدهر الذي اصبح مطيةً
لكل منافق وافاكٍ اثيم وعجيبة هذه القناة التي تختار ضيوفا من شاكلة هذا الكذاب الاشر!!!
ولاعجب في الامر..فنحن في زمن العجائب..وكما يقول المغفور له ابو نؤاس:
تعجبين من سقمي...صحتي هي العجب!!
اظن ان عارفا الساعدي هذا يريد ان يمحي بجرة قلم تاريخه الاسود في زمن الحقبة الماضية كما يفعل زميله الآخرنوفل ابو رغيف الذي يتخذ من قناة الفرات هي الاخرى مقرا ومنبرا له يمثل فيها ادوار مظلوميته الكاذبة...
ولكن يبدو ان صاحبنا قد اصابه نوعا من الضعف في الذاكرة..ولكون هذه الذاكرة قد خانت صاحبها اللوذعي...
فأرى من واجبنا ان نقوم بالواجب و"ننعش "له هذه الذاكرة قليلا:
فكل المتابعين لشؤون الادب يعرفون ان هذا الساعدي كان رئيسا لمجلة الطليعة الادبية في عام 99
وهذه المجلة تصدر عن دار الشؤون الثقافية ببغداد وبرعاية متملق الحزب الاكبر حميد سعيد..وكيل وزارة الثقافة الصدامية...
ومن حسن الحظ ان لدي اعداد من هذه المجلة احتفظ بها فيها افتتاحيات رئيس تحريرها الساعدي هذا..وفيها قصائده "التي يتغنى فيها بحب
القائد"
كما تحتوي على قصائد زميلة الاخر ابو رغيف التي يتغنى فيها "بتموز جديد" وكأن تموزا اكشرا مصخما واحدا لايكفي ابو رغيف ولايشبع شهيته النهمة للتملق والتنفق والتزحلق..
وكنت ارى ان لاواجب من تقليب الدفتر القديم..والنبش في اوراق قد اصبحت صفراء متهرئة...اما وقد وصلت الحالة بهؤلاء
ان يعتلوا سنام الثقافة الجديده بل يزورون لهم ولابائهم بطولات ورقية كي يركبوا بها الموجة..بل يركبوها بنجاح..وتحولون
من بوقات لنظام صدام البائد الى مزامير في قنوات الولاة الجدد..فلا والف لا..يجب ان يفضح هؤلاء ويضربوا بالاحذية
والنعل المعادة على رؤوسهم لكي يكونوا عبرة لغيرهم.....
يالزمان العجائب هذا..في بلد العجائب هذا...