القصاص .. طريق التقوى والخلاص .
القصاص.. طريق التقوى والخلاص
(المصدر: الهدى في 18-08-2007)
بسم الله الرحمن الرحيم
الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ
لا تبدو ان هنالك نهاية حاسمة للارهاب.. فحتى الان بدت المعالجات السياسية قاصرة في ذلك.. وها هي قوى الارهاب لا تتردد في ارتكاب ابشع المجازر ضد الابرياء.. وتعد العدة للاعتداء على المقدسات.. كما كشف محافظ النجف مؤخرا عن احباط محاولة لقصف مرقد الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام من الجو.
وكأن الارهاب في مأمن.. وهو الذي خطف امن وطن كامل.. وشعب كامل.. دون ان يلقى اي رادع حاسم.. بامكانه ان يحسم موضوعه والى الابد، فلم تراعي قوى الارهاب حتى حرمة الاشهر الحرم التي نعيشها (رجب وشعبان ورمضان).. وقامت بعمليتها الجبانة ضد الابرياء في الموصل راح ضحيها المئات اغلبيتهم من النساء والاطفال.
لقد جربنا الحلول الترقيعية في التعامل مع الارهاب.. ولا يبدو انها اسفرت عن نتيجة مرضية.. بل ان الامر في ازدياد وتطور.. وقد آن لنا ان نتبع الحل القرآني.. وهو الحل المنسجم مع المنطق السليم.. والفطرة الانسانية.. التي ترى ان الرد بالمثل هو الرادع الحقيقي للمعتدين.
ولو تأملنا في الايات التي تلوناها في المقدمة.. فانها تلخص لنا وبكل وضوح كيف يمكن وقف المعتدي.. واجتثاثه من الجذور.. انها تدعونا بصراحة لان نقاتل العدو اذا ما قاتلنا.. ولان عدونا لئيم.. فانه لا يقاتلنا وجها لوجه.. وليس لديه اي ضوابط ولا يمتلك ذرة المرؤة.. فانه اختار استباحتنا بشكل تام.. استباحة الوطن.. وامنه.. استباحة المقدسات.. استباحة المدنيين.. بما فيهم من نساء واطفال.. كبار وصغار.. واستباحة الزمان.. عندما يقوم بقتلنا في الشهر الحرام.. وفي الايات الكريمة تصريح بل حث للمؤمنين ان كنا منهم على مواجهته بالمثل... فحتى حرمة البيت الحرام.. اذا اسبتاحها العدو فان الاسلام يبيح لنا نرد عليه بالمثل... (ولا تقاتلونهم عن المسجد الحرام.. فان قاتلوكم فاقتلوهم..)، فاذا استباحوا الزمان.. رددنا عليهم بالمثل.. وفي ذات الزمان رغم حرمته.
ثم تشير الاية الى ان القصاص يشمل كل الحرمات المستباحة وليس فقط حرمة الشهر الحرام.. (والحرمات قصاص).. فان اعتدوا على مقدساتنا.. رددنا عليهم بالمثل.. وعلى مقدساتهم.. والاعتداء على المدنيين يُقابل باعتداء مماثل.. وليس الرد اعتداء.. وانما سماه القرآن اعتداء على سبيل المجاراة.. فعدوانهم جور وفوضى.. وعدواننا عدل وقانون... ولانه ينبغي ان يكون الرد على الاعتداء بمقداره في الاستحقاق والمقدار والاوصاف.. قال الامام الباقر عليه السلام: (الحرمات قصاص).. اي كل حرمة.
القصاص العادل.. والرد بالمثل على قوى الارهاب.. واستباحة المدن الخائنة التي تحتضنه.. كرد بالمثل على استباحة مدننا.. ووطننا وشعبنا.. ليس فقط هو الطريق القرآني وبالتالي المضمون لتحقيق الامن والاستقرار.. بل انه طريقنا نحو تحقيق (الحياة).. بكل ما تعنيه من معاني الاستقرار والعزة والرفاه. قال تعالى: (ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب لعلكم تتقون).
فهل نكون من اولي الالباب.. الذين تهديهم عقولهم الى اقامة احكام القرآن في مواجهة هذا الارهاب الاهوج الذي ما وجد رادعاً حتى الآن.. وقد آن له ان يُردع، ان اقامة القصاص هو الطريق الى التقوى.. على عكس ما يتبادر الى الاذهان.. بان التسامح المجاني والخضوع المتواصل للارهاب هو من مقدمات التقوى او من صفات المتقين.. (لعلكم تتقون)..
نقلا عن موقع اذاعة الهدى الاسلامية .http://www.al-hodaonline.com/newsart...=tqrir&id=6311