اغتيال المحافظين و الدور السعودي إلى أين ؟
م : محمد الطائي
http://www.iraqstudent.net
بات من اللامنطق تفسير المواقف والاتجاهات الحادة التي تعصف بمفاصل العملية السياسية في العراق على أنها اختلافات في وجهات النظر أو على أساس نوايا طيبة هدفها خدمة العملية السياسية ولكن من زوايا متعددة.
أن المتتبع للعديد من التصريحات السياسية والتي تنطلق من دول الجوار العراقي المنقسمه على المشروع السياسي و المتوحدة بالأساليب الدموية يكتشف سريعا أن هناك أهداف لا يمكن غض الطرف عنها تتصارع في سباق مع الزمن من اجل تحقيق نصرا ما أو أظهار نفوذ في هذه المنطق أو تلك الغرض منه إفهام الطرف الآخر وهي دولة جوار أخرى أنها فشلت في مشروعها مقابل جهود تلك الدولة الأخرى وكل هذه يجري تحت الضوء فلا شيء يغيب في حسابات هذه المعركة إلا مصير العراق وشعبه فقد أكدت تلك الدول الساعية لتعزيز نفوذها على أن العراق سقط من حساباتها وما يجري من أحداث لا ترمي إلا إلى تعزيز مواقف دولة جوار ضد دولة جوار أخرى.
تسارع وتيرة الإحداث السياسية في العراق في الآونة الأخير وقرأت تلك الدول لهذه المنعطفات التي تمر بها العملية السياسية حسب أجنداتها المتعارضة فقد تباينت تلك القراءة بين من يقرأها على أنها حكومة مترنحة وهزيلة تعاني توقفات على كل الصعد والأماكن ودولة أخرى ترى أنها حكومة صامدة مصره على السير قدما في مشوارها الذي ابتدأته دون تراجع وفي المقابل كثفت تلك الدول من ممارساتها بالشكل الذي يخدم أهدافها ويصب في مصالحها وبالأسلوب الذي توحدت فيه كل الإطراف المجاورة.
فمنذ عام 2003 واغلب الدول العربية والإسلامية تقف بالضد تماما من رغبة العراقيين وقد عبرت هذه الدول و لاسيما دول الجوار بمناسبة وبغيرها عن مواقفها وامتعاضها بالشكل الذي لا يترك مجالا للشك في ذلك وقد تناقلت وكالات الإنباء تصريحات رسميه وغير رسمية عن تلك المواقف والسياسات التي ترمي إلى إفشال العملية السياسية الجارية في العراق وقد تجرأت أحيانا بالمطالبة بإعادة الأمور إلى ما كانت علية ولعل أكثر تلك التصريحات استغرابا وقوة ما كانت الدبلوماسية السعودية حريصة على إظهاره في غير مره و دون تردد.
أن الدور السعودي كبير و مؤثر في مجريات الإحداث في العراق كما وان للسعودية مواقف أخرى أكسبتها شهرة وخبرة في المنطقة ولعل من أوضحها ما قامت به السعودية في لبنان وفلسطين طيلة الفترة الماضية عزز من ظهورها كدولة متحكمة وقائدة في نفس الوقت فالدور السعودي في تلك الدول ومواقفها من تلك القضايا وما آلت إليه نتائج تلك الأدوار يجعل من العبث القول أن ليس للسعودية رؤية واستراتيجية تنسج خيوطها بمهارة وخبث شديدين تنبأ عن مخاطر جسيمة.
من المعروف أن السعودية أكبر دول منطقة الخليج وقد اشتكت دول الخليج مثل الكويت وقطر وغيرها من الدول الخليجية الأخرى وحتى اليمن في السابق من تطلعات السعودية وسياساتها التوسعية في المنطقة وتذمر تلك الدول من هذه السياسية السعودية لم يتوقف إلا بعد إجراءات و تحالفات سياسية مع دول كبرى من خارج المنطقة فالتحالف الكويتي الأمريكي و القطري الأمريكي وغيرها من الاتفاقات مع دول الخليج الأخرى وقد أخذت هذه التحالفات أشكالا مختلفه فمنن دفاع وحماية لعقد من الزمن إلى استضافة قواعد عسكرية دائمة في أراضيها وليس هناك ما يبرر تلك التحالفات التي استمرت حتى بعد سقوط نظام صدام إلا مخاوفها القديمة من النفوذ والهيمنه السعودية في المنطقة وتطلعاتها التوسعية في الماضي والتي أدت إلى رسم حدودها مع اليمن والذي سبقت تلك الجان الحدودية اشتباكات عسكرية ودعم وتدخل بالساسة الداخلية فاليمن عانى كثيرا من هذه الجارة الجائرة والمسثتمره لكل انقساماته الجغرافية والسياسية والاجتماعية.
الدور السعودي في جنوب العراق
لم ينحصر دور السعودية في العراق في مواقف الحكومة السعودية من عدم القبول بما انتهت إليه الحرب في العراق أو في رفضها استقبال رئيس الوزراء نوري المالكي وتوجيه الاتهام له بالعمالة لإيران وإبرازها لوثائق تدين المالكي بالتجسس لصالح إيران للأمريكان الذين قالوا عنها أنها وثائق مزورة وقبولها ودعمها لشخصيات دون أخرى وتبنيها واحتضانها لمؤتمرات طائفية وشخصيات من خارج العملية السياسية أو من داخلها تعمل ليل نهار في صب الزيت على النار. ولم يقتصر فقط على تصريحات المسؤولين السعوديين ناهيك عن مواقف رجال الدين والفتاوى المحرضه و المشرعة للإرهاب في العراق بل مارست جانب كبير ومهم آخر في دعم مالي ولوجستي يتأتى من السعودية ومن خلال قنوات مختلفة وبشكل يثير الدهشة والفزع فقد كشفت الكثير من الصحف العالمية والمحلية الكم الكبير من الانتحاريين السعوديين وان السعودية ستتدخل في العراق وأنها ستستخدم الاموار أو الأسلحة أو قوتها النفطية في دعم مجموعات سنية كما صرح ذات مرة احد السعوديون وقد علل ذلك من أن عواقب عدم التدخل أسوء بكثير من قيام حرب إقليميه في المنطقة كل هذا يأتي من دولة قامت بصياغة ( وثقة مكة ) وفتح سفارة مؤخرا كان ينظر لها على أنها جارة وحريصة على أمن واستقرار المنطقة.
اغتيال المحافظين في الجنوب
لماذا الجنوب سؤال يلح علينا كل مرة الجنوب أمن من الذي أوقف فيه حركة الأعمار الجنوب كتلة متجانسة لماذا تتخلله إعمال الإرهاب الجنوب مركز الثروة لماذا تبدد ثرواته وتنهبه عصابات التهريب والى غير ذلك مما يثيره الجنوب في كل تفاصيل نشرة اخبر.
الجنوب بؤرة توتر هكذا تريده السعودية أو تنوي فعله في الجنوب تواتر التقارير الرسمية والصحفية في كل مره على أن هناك أيادي خفية تريد النيل من هذه الجنوب أو تستحوذ عليه تشير التقارير التي ملئت بالدماء العراقية من الجنوب و عدد القذائف التي تسقط على المدنيين وعدد لا بأس به من العبوات الناسفة وأخبار التهريب والتزوير والمتاجرة بالمخدرات وغيرها مما تناقلته وكالات الإنباء والتي زودتنا أخير بمسلسل قتل المحافظين في الجنوب في الدوانية و السماوه كما حدث بالأمس وفي اعتقادي لن يتوقف هذا المسلسل إلا بعد أن تكتمل الظروف التي تهيئا السعودية والتي ترمي إلى زعزعة أمن المنطقة من خلال حرب إقليمه في الجنوب والذي تعول عليه السعودية كثيرا وتخطط له من زمن ففي قراءة سياسية سريعة لما يجري في العراق تتضح ملامح الفكرة التي تدور خلف الكواليس السعودية أو بوضوح في غرفة العمليات التي أعلن عنها ذات مرة لمتابعة التطورات في العراق ومفاد هذه الفكرة أن التقارب الحذر بين إيران وأمريكا يربك القيادة السعودية والتي فقدت قوتها وهيمنتها حتى على بعض الدول الصغير في الخليج ويعيد للأذهان سباق الهيمنة على الخليج (شطي الخليج) كما وان التدخل السوري في لبنان كان المثال الناضج في عقلية صانع القرار السعودي فالتجربة السورية واللبنانية والتي كلفت السعودية الكثير من الوقت والمال للتخلص من هذه الهيمنة دفع بصانع القرار السعودي أن يعيد حساباته في تدخله بالشكل الاستباقي في المنطقة فالعراق كما تراه العقلية السعودية مشروع حرب أهلية ويأتي قرار الأمم المتحدة الأخير خطوة مسرعة للمشروع السعودي فالأمم المتحدة وآلية عملها في فض النزاعات ستلجأ بالتأكيد إلى قوات متعددة الجنسية وكمراقب سياسي يجد المرء هذه المرة أن هناك أشارات واضحه من امكانة دخول قوات من دول إسلامية وكما بين قرار الأمم المتحدة آلية العمل في إعادة رسم حدود للمحافظات وأجراء تغييرات دستورية وشدد على أهمية أجراء مصالحة وطنية وقد حرصت الأمم المتحدة على أهمية التوافق مع مواقف الدول العربية التي لم تخفي مطالباتها المستمره على ضرورة أدراج حزب البعث وأهميته في العملية السياسية وغيرها من المواقف العربية المعرقلة لسير العمل منذ أن انطلقت إرادة الشعب العراقي تجاه ما يحقق له أمنه واستقراره. تأتي هذه الإحداث المتتالية والمتناسقة في خضم التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة عموما فقد لعبت السعودية ادوار مستفزه لإطراف عديدة يأتي في مقدمتها سياستها تجاه لبنان وإصرارها المتواصل في كسر شوكة المقاومة هناك مع العلم أنها تدعم مقاومة أخرى كما في فلسطين والعراق مثلا و تذمر الدبلوماسية الامريكه مؤخرا من الدور السعودي في قضية المفاوضات بين حماس و فتح. وقبولها بالجلوس والتحاور المباشر مع حكومة إسرائيل في مصر وغير من تراشق الصحف والتصريحات المتبادلة بين السعودية وسوريا هذا وغيره يعزز من مقولة أن وراء ما يجري من اغتيالات للمحافظين في جنوب العراق تقف خلفه أيادي سعودية تتقاطع محوريا في صراعات تريد الهيمنة على الجنوب وكسر الطوق الإيراني السوري في المنطقة لأنها أي السعودية ترى نفسها مقيدة بهذا التحالف العسير والذي يعمل كنظام الكابح الآلي لحركتها و أن أي تخلخل بالضغط يكون من شأنه إفشال نضام الكبح الذي قيد كثيرا من حركة السعودية في المنطقة السعودية غارقة بالدم العراق وهي لا تدخر جهدا في ذلك وتشير أكثر التقارير في مواصلة السعودية لممارسة الضغط على العديد من دول الخليج الأخرى في بذل كل ما يمكن فعل في هذا الاتجاه الذي لا يرد للعراق الأمن والاستقرار و باختصار تتلخص أهداف السعودية في نقطتين الأولى تمكنها من دخول الجنوب عسكريا كخيار دول يعززه قرار الأمم المتحدة ويدعمه موقف الجامعة العربية والثاني يعطي مثلا ملموسا على فشل القيادات السياسية الحالية في السيطرة على الأمور حتى داخل معاقلها ومناطق نفوذها سعيا من السعودية لاستمالة الرأي الآخر الأمريكي في تغيير إستراتجية الحكومة الأمريكية تجاه المالكي المدعوم علنا من حكومة بوش الحالية.
خلف: العبوة التي ادت الى استشهاد محافظ السماوة تم تصنيعها وارسالها من دولة مجاورة
[align=center][web]http://www.iraqcenter.net/vb/showpost.php?p=148494&postcount=10[/web][/align]
وزارة الداخلية: العبوة التي قتلت محافظ المثنى صُنعت في دولة مجاورة
[web]http://www.iraqcenter.net/vb/showpost.php?p=148499&postcount=11[/web]