في غياب زوجتيهما المحجبتين ... غل وأردوغان يشاركان الجيش في احتفالات «يوم النصر»
في غياب زوجتيهما المحجبتين ... غل وأردوغان يشاركان الجيش في احتفالات «يوم النصر»
أنقرة، اسطنبول الحياة - 31/08/07//
شارك الرئيس التركي الجديد عبدالله غل أمس في الاستعراض العسكري الذي أقيم عند نصب مؤسس تركيا العلمانية كمال أتاتورك، لمناسبة الاحتفالات بـ «يوم النصر» على القوات اليونانية، وهي مناسبة عسكرية فتحت الباب أمام إنشاء تركيا الحديثة، بعدما فشل الجيش، حامي العلمانية، في منع الإسلامي السابق من الفوز بالرئاسة، لكن ذلك لن يمنعه من السعي إلى جعل حياته وحياة حزب العدالة والتنمية الحاكم صعبة.
وهذه المناسبة الرسمية الكبيرة الأولى التي يحضرها غل بعد يومين من تسلمه مهام منصبه، عقب فوزه برئاسة البلاد في جولة ثالثة من الاقتراع البرلماني.
يأتي ذلك بعد 24 ساعة على إنجاز غل المهمة الرسمية الأولى له، وهي الموافقة على تشكيلة الحكومة الجديدة التي تقدم بها رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان. ولم تحضر خير النساء غل، زوجة الرئيس العرض العسكري بعدما رفض الجيش مشاركتها فيه على خلفية حجابها، كذلك لم توجه دعوة الى زوجة اردوغان المحجبة أيضاً، كما في السنوات الماضية منذ وصول حزب العدالة والتنمية بزعامة اردوغان الى سدة الحكم في 2002. وجلس غل بين اردوغان ورئيس الأركان الجنرال يشار بيوك انيت الذي لم يتحدث إليه مطولاً أثناء العرض العسكري. ولم تشارك زوجة غل أيضاً مساء في الحفلة التقليدية التي أقامها العسكريون بمناسبة عيد النصر، لأن اسمها لم يرد على بطاقة الدعوة التي وجهت الى الرئيس الجديد.
ولا يتوقع أحد تقريباً حدوث انقلاب عسكري، في ظل التأييد القوي الذي ناله حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية في الانتخابات العامة التي أجريت في تموز (يوليو). وقد لا يلجأ الجيش إلى تحرك أبعد من الانتقادات الشفهية، إلا في حال ارتكب الحزب الحاكم أخطاء فادحة.
ونصب غل، وزير الخارجية السابق الذي يتمتع باحترام كبير، رئيساً لتركيا الثلثاء الماضي، بعد فوزه في الاقتراع الذي أجراه البرلمان، ليصبح أول إسلامي سابق يتولى هذا المنصب ذات الرمزية البالغة الأهمية.
وقال الخبير في شؤون الجيش التركي غاريث جنكنز: «خسر الجيش معركة، لكنه لم يخسر الحرب. وسيخوضها على المدى البعيد. انها مهمة مقدسة بالنسبة إليه». وأضاف «أخطأ (الجيش) الحساب في شكل كبير... لكنه سيعمل الآن وراء الكواليس، على كيفية حماية مبادئه الأساسية. فهو قد يشجع، على سبيل المثال، وسائل الإعلام والمعارضة على مهاجمة الحكومة».
وأطاح الجيش بأربع حكومات خلال 60 عاماً آخرها كان في عام 1997 عندما كثف حملة أجبرت حزب الرفاه الإسلامي الحاكم آنذاك على التنحي. لكن في ذلك الوقت وعلى النقيض من الآن كانت شعبية الحزب الحاكم متدنية. وأطلق الجيش أحدث هجوم غير مباشر على حزب العدالة والتنمية الاثنين الماضي، حين اعتبر أن «مراكز الشر» تحاول تقويض النظام العلماني. ورفضت قيادة الجيش وبعض شخصيات النخبة العلمانية حضور مراسم تنصيب غل في البرلمان، وهو أمر لم يحدث قط في تاريخ تركيا الحديث، لاسيما ان الرئيس يتولى أيضاً قيادة الجيش.
وعندما هنأ زعماء العالم غل التزم الجيش في أنقرة الصمت. كما استقبل غل بفتور في ما يبدو خلال مراسم بالأكاديمية العسكرية حضرها كبار الضباط.
ولا يتوقع كثيرون أن يتدخل الجيش في شكل مباشر، لأن دفاعه عن العلمانية في نيسان (أبريل)، الذي تمثل في تهديده بالتدخل في عملية انتخاب الرئيس، جاء بنتائج سلبية في ما يبدو ساهمت في حصول حزب العدالة والتنمية على مزيد من الأصوات في انتخابات تموز (يوليو) الماضي.
ويرى خبراء في شؤون العالم الإسلامي ان انتخاب غل رئيساً لتركيا يمثل انتصاراً لضرب من الإسلام السياسي يركز على الدفع قدماً بالقيم الإسلامية بطريقة ديموقراطية، لا على فرض تطبيق الشريعة. وأعلن بيان لمنظمة المؤتمر الإسلامي أن أمينها العام أكمل الدين إحسان أوغلو اتصل بالرئيس التركي المنتخب مهنئاً، معتبراً أن انتخابه أثبت «قوة الديموقراطية التركية»، وأنه سيؤدي إلى توطيد العلاقات بين تركيا والعالم الإسلامي.
ميداناً، قتل 8 انفصاليين أكراد من حزب العمال الكردستاني في معارك بجنوب شرقي الأناضول.
وأفادت إدارة محافظة سرت، ان المواجهات جرت في منطقة نائية قرب بلدة برفاري، حيث نفذت القوى الأمنية عملية بعد تلقيها معلومات من متمرد سلم نفسه للسلطات. وأضاف المصدر ان عنصراً في ميليشيا تابعة للجيش أصيب بجروح طفيفة, موضحاً ان العملية مستمرة.
-----------------
لاحظو دور المؤسسة العسكرية (الجيش) في ترتيب أوراق البلد ويمسك بزمام أموره ، الذي يقال عنه بأنه "بلد علماني ديمقراطي" .. بل حتى الجنرالات العسكرية من أسماءهم ليسوا من المسلمين.