التدخين : النساء المدخنات أقل خصوبة من غير المدخنات
أوضح تقرير علمي نشر مؤخراً في نيويورك بأنه بناء على تجارب اُجريت على نساء حوامل، أثبتت النتائج أن نسبة خصوبة النساء المدخنات تبلغ 72% بالقياس الى غير المدخنات.
كما تبين أن التدخين الشديد يجعل الحمل أكثر صعوبة..... والجدير بالذكر أن التقرير الذي نشرته المجلة الطبية الأمريكية يعتبر الأول من نوعه، الذي يبحث في العلاقات بين التدخين والخصوبة.
التدخين وأثره السيىء على صحة الحامل:
ثبت علمياً أن للتدخين آثاره الضارة على صحة الاُم الحامل والجنين ، إِذ أنه يؤدي إِلى بعض التشوهات الخلقية التي يصعب علاجها في الأجنة.
كما ثبت أيضاً أن الجنين يتأثر بالتدخين، حتى إِذا كانت الأُم لا تدخن، وإِنما توجد في مكان يكثر فيه المدخنون من حولها.
التدخين يعجل بانقطاع الدورة الشهرية:
ثبت علمياً أن التدخين يعجل بانقطاع الدورة الشهرية، وبالتالي في ظهور أعراض سن اليأس بصورة أكثر حِدَّة عند المدخنات... كما ثبت أنه كلما زادت نسبة التدخين بدأ ظهور علامات سن اليأس.(ثبت علمياً ص 126).
من مسلسل مضار التدخين:
ثبت علمياً مضار التدخين على الصحة العامة، حيث تبين أن الدخان يحتوي على 2% من وزنه نيكوتين، وهي مادة قاتلة أقوى في فعلها من الزرنيخ.. وأن الاستمرار على عادة التدخين يحدث التسمم المزمن، مما يؤثر بالتالي على المخ والأعصاب، ويُوجد عادة الإِدمان.
وقد ثبتت العلاقة الوثيقة بين التدخين وسرطان الرئة... فتذكر الإِحصائيات أن نسبة الإِصابة بسرطان الرئة بين المدخنين تبلغ عشرة اضعاف الإِصابة عند غير المدخنين... هذا فضلا عن تأثير التدخين على المعدة والكبد، وغير ذلك من اجزاء الجسم، مما لا يتسع المجال لسرده .
وعلماء الطب يعزون ضرر التدخين اساساً إلى مادة النيكوتين وهم يقررون ما يأتي:
أولاً: أن التدخين يسبب انقباض الأوعية الدموية، وينشأ عن ذلك ارتفاع ضغط الدم، وزيادة الجهد الذي يبذله القلب... وهناك خطر محقق على المعرَّضين للإِصابة بالذبحة الصدرية الناشئة عن انقباض الشريان التاجي المغذي لعضلة القلب أو انسداده... وقد وُجِدَ ان الذين يدخنون عشرين سيجارة فأكثر في اليوم معرضون للاصابة بجلطة القلب بمعدل ثلاثة اضعاف غير المدخنين... كذلك يزيد نسبة الوفيات في المدخنين بنسبة 70% عنها في غير المدخنين.
ومن المعلوم أن السيجارة تحتوي على عشرين مليجراماً من النيكوتين، يمتص جسم المدخن منها اثنين من المليجرامات... والنيكوتين يساعد على إِفراز هرمون «الإِدرينالين» و«النورادينالين» اللذين يزيدان من تقلص الشرايين بصفة عامة، وشرايين الاطراف بصفة خاصة.. كذلك يساعد هرمون «الإِدرينالين» على تخزين المخزون الدهني في الجسم إِلى الدم، فيزيد بذلك نسبة الأحماض الدهنية ونسبة الكولسترول عند المدخنين.. فضلاً عن أن النيكوتين يساعد على إِفراز مادة «الترسين» من الغدة النخامية ( ).. وهذه المادة قابضة للأوعية الدموية، وخاصة شرايين القلب التاجية.
ثانياً: يترتب على انقباض الأوعية الدموية برودة الأطراف، لقلة ما يصل اليها من الدم، وقد تشتد الإِصابة فتنسد هذه الاوعية، ويؤدي ذلك إِلى ضرورة بتر الأطراف المصابة.
ثالثاً: يسبب التدخين زيادة في عدد ضربات القلب وتحميله عبئاً لا داعي له... وقد أمكن اثبات ذلك بجهاز المسجل الكهربائي للقلب.
رابعاً: ينشأ عن التدخين زيادة نسبة السكر في الدم، ويتبع ذلك بطبيعة الحال نقص في كمية السكر المختزن في الكبد والعضلات، وينشأ عن ذلك تعب المدخن كلما قام بأي مجهود عضلي.
خامساً: ينشأ عن التدخين ضعف الشهية للطعام، وهذا يؤدي بدوره إِلى الضعف العام للجسم.. كما أن التدخين ـ في نظر رجال الطب ـ يؤثر على غدد المعدة فيجعلها تكثر من إِفراز حامض «الايدرو كلوريك» الذي تسبب زيادته إصابة المعدة بالقرحة، ولذلك يطلب الاطباء من المصابين بها الاقلاع عن التدخين في الحال.
سادساً: يسبب التدخين إلتهاباً في الحنجرة، وللأوتار الصوتية، وضيقاً في التنفس وكحة وسعالاً.
سابعاً: يسبب التدخين ضعفاً لأعصاب العين، واختلالاً في النظر... ويؤكد أحد الباحثين البارزين أن التدخين يتسبب أيضاً في ضيق الشعيرات الدموية الدقيقة بشبكية العين، ويعمل على جفافها وتحجرها بالشبكية، مما يهدد بزوال القدرة على الإِبصار.
ثامناً: يسبب ازدياداً في عملية إِحتراق المواد الغذائية، فلا يختزن الجسم شيئاً من الزائد عن حاجته منها لينتفع به فيما بعد... هذا، وقد لوحظ أن الاشخاص النحفاء قد ازداد وزنهم بعد الإِقلاع عن التدخين.
تاسعاً: يرى بعض الباحثين أن ينتج أثناء إِحتراق السيجارة مادة «الاكرولين»... وهذه لها أثر ضار على المراكز العصبية في المخ، وينشأ عن ذلك الخفقان والرعشة.
هذه هي الاضرار التي يكاد يكون عليها إِجماع تام بين علماء الطب وباحثيه على حدوثها، بسبب التدخين.... وهناك عرض مرضي آخر قد أشارت إِليه تقارير البحوث العلمية مؤداه: أن التدخين يقلل كمية البول التي تفرزها الكلية، لأنه يسبب انقباض شرايين هذا العضو.
هذا، وقد ثبتت من التقارير الطبية الدولية أن الدول المتقدمة تلزم شركات الدخان بإنتاج أنواع من السجائر ذات مواصفات طبية معينة، تقلل من نسبة المواد الضارة في مكوناتها، حفاظاً على الصحة القومية... كما ثبت أن السجائر المصدرة للخارج لا تخضع لهذه المواصفات الطبية لديهم، وبالتالي فإِن المنتجين يزيدون من نسب المواد الفعالة ذات التأثير السريع على الادمان، حتى يظل المدخن أسير هذه المدمرات! (ثبت علمياً ص 123 ـ 126).
الحاج احمد الوائلي
E-MAIL:jafar_va@yahoo.com