ميليشيا شبكة الأعلام العراقي
ميليشيا شبكة الأعلام العراقي
كتابات - عدنان طعمة الشطري
أصر بول بريمر مروض الثيران السياسية الهائجة والنافخ الأول بمزمار الاحتلال الأمريكي للعراق وأشكاله العسكرية والثقافية والاقتصادية والإستراتيجية وغيرها من أشكال الغزو ألاحتلالي , أن يؤسس شبكة الأعلام العراقي , التي تأسست بقرار منه يستند على رؤى أمريكية والذي أراد لها أن تكون مؤسسة إعلامية تابعة للدولة من خلال نافذتها البرلمانية وممولة من ميزانية الشعب في مجلس النواب .. أي على شاكلة هيئة الإذاعة البريطانية (bbc) , تعزيزا لسلطة الإعلام الرابعة وعدم انقياده للحكومة والتطبيل والتزمير لخطابها وتزيين أخطاءها .
إلا إن حبيب الصدر وبعد استلامه للشبكة من الكادر اللبناني , اجترح جريمة انحرافها مائة درجة بسياسة إعلامية نبرية – هتافية – خطابية – بوقية – تزلفية , وطوعها بحسه التجاري كونه تاجر من تجار أسواق الكراده , إلى ذيل للحكومات ولسان حال رؤساء الوزراء الواحد بعد الآخر .
وهكذا أصبحت شبكة الإعلام ( الحبيبية ) مع مرور الوقت وتقادم عقارب الساعة تمثل وجهة نظر مجلس الوزراء وحزام ظهره ولسانه الناطق الذي يشهد لها في كل نازلة بأنها الواحد الأحد الذي لاشريك له في تزيين أخطاء الحكومات وإضفاء الشرعية عليها , حيث أصرت إصرارا عجيبا إن تقترب من قناة الشباب التي يترأسها الطاغية الصغير عدي صدام حسين , والقناة الأولى الذي كانت تغطيتها متواصلة لزيارات وخطب الطاغية الكبير .
بل ضرب حبيب الصدر عرض الحائط الدستور الذي وافقت عليه الكثرة الكاثرة من الشعب العراقي , الذي حدد آليات عملها بأنها هيئة مستقلة ماليا وإداريا تابعة إلى مجلس النواب وهو الذي يضع لها الأطر وينظم القوانين التي تشتغل على مساطرها القانونية .. وراح الأستاذ حبيب الصدر يدفع الأمور إلى الأسوأ والأسوأ , فتحولت إلى قناة لا تمثل سوى شريحة واحده من شرائح ومكونات الشعب العراقي وهم الشيعة فقط مع التأكيد باني شيعي معتدل , جنوبي الأصل وعلماني التفكير .. فدب الفساد المالي والإداري والأخلاقي في مفاصلها حتى صارت بؤرة خانقة ومقبرة المبدع الإعلامي وصوت مبحوح لا يرقى إلى الخطاب الإعلامي لبعض الفضائيات التلفازية العراقية , وهي القناة التي تمتلك ميزانية سنوية كبيرة تقدر بأربعة وتسعين مليون دولار .. اكرر عزيزي القارىء , أربعة وتسعين مليون دولار , وهو رقم لا يتناسب مع ما تقدمه القناة من برامج وأخبار لاتملك أي قدر من الحرفية العالية والاحتراف المطلوب , بل تتبنى خطاب إعلامي تعبوي لايشهاده إلا السادة أعضاء مكونات الحكومة الأبرار .
الطامة والكارثة الكبرى إن ثمة نساء يقودن العملية الإدارية في قناة العراقية بتفويض من حبيب الصدر وهن الآمرات الناهيات وأميرات الشبكة الرافعات أنوفهن إلى عنان السماء , ويشكلن سلاطين خطرة لكل من يحاول أن يصحح الأخطاء في القناة , فقد كانت المذيعة (...) السلطنة والشمخره وجبروت يخنق كل من لا يروق لها .. ثم انطوى عهدها الذهبي وجاءت خليفتها المذيعة ( ... ) صاحبة القرار- المدفع , الذي يزلزل الأرض في كل من يعترض على خطاب القناة المتخلف .
تينك النسوة الآمرات الناهيات واللواتي يقودن العملية الإدارية إلى المهلكة الإعلامية هن جزء من ميليشيا شبكة الأعلام العراقي التي أسسها حبيب الصدر التي تتكون من الذين يرتبون مائدة رئيس الشبكة والمنغمسون في مسح اكتافه بشكل متواصل , فاحكموا سيطرتهم على الشبكة بقبضة فولاذية وراحوا يتحكمون بها كيفما أرادوا وأنى شاءوا , والويل والثبور والموت الزؤام لمعارضي شبكة الأعلام العراقي وسياستها الأنفراديه في داخل أروقة الشبكة , وبذلك اثبت حبيب الصدر بأنه الخبير الحاذق في صناعة الذيول لاسيما الذيول النسائية .
النطيحة والمتردية من هذه الميليشيا جعلت من الحياة الإعلامية في الشبكة تجري بشكل متخلف وغير مهني , صنعها حبيب الصدر سلاطين آمرة وأباطرة عتاة في الشبكة تفترس قراراتهم كل من يشموا رائحة المعارضة والتعارض لهذه الغطرسة الإدارية كحصان هائج في ساحة للخزف .. أقول صنعها حبيب الصدر ليقضي أوقاته التي أدمن عليها في السفرات ومكاتب القناة في الخارج والليالي الحمراء في بيروت ومصر وسواها .
دولة رئيس الوزراء على المحك في هذه المعضلة لينجز نجاح آخر يضاف إلى نجاحاته النسبية في الشأن الأمني ,ليفكك هذه المافيا الإدارية وتشكيل لجنة من محترفي العملية الإعلامية والصحافية لإدارة القناة وخلق إعلام محترف ومهني يتقاطع مع المنكر والخطيئة أي كان مصدرها , ويصفق للذين يحرثون الأرض بالعمل والتطور .
