الحرس الثوري والمخابرات السورية.. وأفيون الولي الفقيه
الحرس الثوري والمخابرات السورية.. وأفيون الولي الفقيه - داود البصري
الاقتراح الإيراني الأخير الذي قدم في مؤتمر إستانبول الفاشل الأخير لدول الجوار العراقي والقاضي بإشراف أمني إيراني مباشر على شؤون العراق الداخلية لا يمثل وقاحة وقلة أدب فقط ? بل يمثل ما هوأبعد من ذلك بكثير, إنه يمثل العنجهية والعدوانية والروح التسلطية والمكابرة التي لم يستطع النظام الإيراني المتدثر بعباءات الدين وجبة التقوى والمتخفي خلف عمائم الدجل إخفاءها أو التستر عليها, فورقة العمل المشبوهة تلك والتي تدعوأيضا لمشاركة قوات الحرس الإرهابي الثوري في إدارة أمن العراق بالتعاون مع نظام المخابرات السورية, كانت مهزلة حقيقية في مهازل عراقية لا يراد لملفاتها أن تطوى في ضوء حالة الضياع السياسي وفقدان البوصلة لقيادة قوات التحالف والعجز الأميركي الواضح في التعاطي مع الأمور وتسليم البلد بالكامل من خلال عملية سياسية مريضة لعملاء إيران لكي يمارسوا دورهم المشبوه وبما يعزز النفوذ الإيراني شبه الشامل في العراق, فالبرلمان العراقي المعبر خير تعبير عن حالة العجز بات اليوم فاقدا لمعناه ولجدواه في ظل الغياب الكبير لأعضائه الذين يتسلمون رواتب خرافية لبرلمانيين غائبين وسارحين في دول الجوار يمارسون مهامهم البرلمانية بالريموت كونترول!! هذا غير البرلمانيين الهاربين لأسباب إرهابية محضة, مثل الإرهابي عبد الناصر الجنابي ( السلفي ) أو الإرهابي أبو مهدي المهندس ( عميل إيراني ), وغيرهم الكثير من العناصر وحتى الوزراء الذين إختفت آثارهم بعد أن هربوا بجرائمهم وموبقاتهم من أمثال وزير ثقافة حكومة المحاصصة الإرهابي ومؤذن المسجد السابق الرفيق ( أسعد الهاشمي), وهو بالمناسبة أحد أقارب الرفيق نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي والذي كان بدوره في نهاية الثمانينات رئيسا لوكالة النقل البحري في الخليج العربي التي كانت مؤسسة بعثية قلبا وقالبا, ويا حلاوة يا جدعان على مناضلي آخر الزمان.
المهم أن الشوربة العراقية المتعكرة صورت لنظام طهران الإرهابي في واحدة من أهم عمليات المكابرة والاعتزاز بالإثم من أنه قادر على مصادرة القرار الوطني العراقي من خلال الأحزاب العميلة له والتي تتصدر واجهة السلطة العراقية الحالية!! وتصور واهما إنه باقتراحه السخيف سيوفر غطاء واسعا لتلك القوى لممارسة هيمنتها والطريف أن أنظمة العجز والفشل مثل النظام المتهرئ في دمشق يحاول أيضا ركوب الموجة عبر تنطعه لإرسال قوات سورية للعراق وجميعنا يعلم بمدى تهالك المؤسسة العسكرية السورية وهو انها وهي التي لاتستطيع أصلا حماية الأجواء والشعب السوري من الغارات الإسرائيلية في العمق السوري وبشكل فضائحي ? فكيف تستطيع مثل هذه المؤسسة إدارة الأزمة العراقية بتعقيداتها سوى أن تكون الذليل والتابع للنظام الإيراني الذي ينفخ نفسه اليوم لحد الإنفجار , إن الحقيقة الستراتيجية تقول إن 90% من مشكلات العراق الأمنية سببها النظام الإيراني الذي لم يكتف بتجنيد الخلايا ودعم الأحزاب وقوى التكفير والطائفية والضلالة بل امتد ليشمل توزيع ( أفيون الولي الفقيه) والذي يحاول عن طريقه حرف الحقائق, الطريق المغلق في العراق يحتم فتح طرق فرعية لتجاوز الأزمة الخانقة , وذلك لن يتم إلا بهزيمة قوى الضلالة والفاشية والفكر الظلامي وأهل الأفيون, وما عدا ذلك لن تقوم للعراق قائمة, تلك هي الحقيقة للأسف.