لماذا إختفى البارزاني؟!

لماذا إختفى البارزاني؟!
GMT 6:30:00 2007 الثلائاء 4 ديسمبر
نزار جاف



--------------------------------------------------------------------------------


منذ بضعة أيام تدور رحى شائعات مختلفة"مثيرة" بشأن الاختفاء المفاجئ لرئيس إقليم کوردستان السيد مسعود البارزاني، والتي حفلت بمتناقضات کثيرة ناجمة أساسا عن عدم وجود معلومات موثقة عن سبب "الإختفاء"المفاجئ للبارزاني و کذلك مکان تواجده.
ومع أنه هناك إشارة"رسمية"بخصوص أن الرئيس البارزاني هو في زيارة خاصة مثلما کانت هنالك تقارير تفيد بإنه قد توجه الى خارج الاقليم لإجراء فحوصات"روتينية" ناهيك عن تلك الشائعات"القوية"التي تحدثت عن إصابته بجروح من جراء"محاولة لإغتياله"، لکن کل ذلك لم يکن کافيا لإشباع نهم و فضول الصحافة و الاعلام فظل سوق الاشاعات رائجا و لم تکف الاوساط المختلفة بنقل و تتبع إشاعات مختلفة الاحجام و القياسات من دون أن يرد مصدر مسؤول في"الاقليم"و بشکل رسمي على هذه الاشاعات و يضع حدا لها.
مصدر کوردي أشار الى أن الرئيس مسعود البارزاني قد توجه الى"النمسا"لإجراء فحوصات روتينية، فيما ذکرت صحيفة"هآرتس"الاسرائيلية ان شخصية کوردية رفيعة المستوى في إسرائيل لتلقي"العلاج"! ولم يشر أي مصدر رسمي کوردي لما ذکرته تلك الصحيفة الاسرائيليـة بل و مر مرور الکرام رغم أهميته ذلك أن صحيفة مثل"هآرتس"لها وزنها مثلما أن هناك"إعتبار"کبير لکل شئ تذکره.
غير أن أمرين قد حدثا في غياب رئيس الاقليم يلفتان النظر و يدعوان الى التأمل ملية في توقيت غياب البارزاني"الغريب" في هذا الوقت بالذات، والامرين هما:
1 ـ تشديد الحصار على معاقل حزب العمال الکوردستاني بشکل غير مألوف مع وجود إشارات متعددة عن"إمکانية"إستخدام البيشمرکة ضد مقاتلي هذا الحزب المتحصنين في جبل قنديل.
2 ـ قيام هجوم جوي ترکي"فعال"على معاقل حزب العمال الکوردستاني و إعتراف الحزب بذلك.
هذان الامران سبقهما"سيل"من الاشاعات المتباينة عن وجود المئات من مقاتلي حزب العمال ممن إستسلموا لقوات البيشمرکة وأن هناك صفقة لإرجاعهم الى ترکيا"نادمين". وهذا ما دفع لحصول نوع من"التيقن"بأن هناك ثمة علاقة قوية بين إختفاء الرئيس البارزاني و بين تطور الاحداث بهذا الشکل"الدراماتيکي"الملفت للنظر. إن الذي يدعو للتيقن من هکذا علاقة هو"عرف"سارت"للأسف"عليه بعض القيادات العراقية و الکوردية عندما تکون هنالك نية في"تصفية"حسابات خاصة مع"طرف حساس و مهم" والظاهر إن تلك الطائرات الترکية التي ألقت مناشيرها قبل مدة وجيزة على معاقل حزب العمال الکوردستاني، قد تبع تشديد الحصار "الکوردي"على تلك المعاقل و تلاه الاختفاء الغريب للرئيس البارزاني و ما حدث من قصف جوي لمعاقل الحزب. و هذا ما دعى المراقبون السياسيون للربط بين الامرين و الخروج بإستنتاج مفاده أن هناك ثمة طبخة"دولية"ضد الحزب الکوردي المناهض لأنقرة وتلعب فيها المصالح الدولية و ليس "الإعتبارات المبدئية و الانسانية"دور الريادة.
ان الامر الذي لابد لکل الاطراف المشارکة في الطبخة الدولية ـ الاقليمية من الانتباه إليه جيدا، عندما تنجلي حقائق الامور و يذهب ضباب"التمويه"هو أن إعتقال السيد"مراد قره‌يلان" أو "جميل بايك"لن ينهيا أزمة ترکيا مع حزب العمال الکوردستاني مثلما لم ينهها إعتقال السيد"عبدالله اوجلان"نفسه في أواخر التسعينيات من الالفية الماضية، وأن السيطرة على معاقل"قنديل" لن يهدي نصرا تأريخيا الى أردوغان أو عساکر ترکيا، لکنه سوف يسجل نقطة کالحة في تأريخ کل الاطراف المشارکة فيه و سوف تجد هذه الاطراف نفسها من جديد أمام مقاومة أشد بأسا و مراسا من لدن الکورد ضد التسلط الترکي الاهوج المناهض لإحقاق الحقوق المشروعة للعب الکوردي في ترکيا و"ياأبو زيد کأنك ماغزيت".
إن الصورة مع إنها لم تکتمل و تتبلور بعد، لکن الذي يجري کأنه"خطوط"رئيسية لها و حبذا لو يتدارك الرئيس البارزاني الامر و يرسم سياقا آخرا للاحداث خصوصا و أن هنالك خيارات أخرى متاحة للقيادة الکوردية في تعاملها مع ملف حزب العمال الکوردستاني و ان قيادة حزب العمال الکوردستاني نفسها لن تجد مانعا من الرضوخ للغة العقل و المنطق لکن بالنکهة و الطعم الکورديين.

نزار جاف
nezarjaff@gmail.com

يبدو ان القطة راح يسلموها للاتراك بعكس ما قاله طالبانى