دول الخليج ضخّت 250 بليون دولار في القطاع الخاص الأميركي!!!!!!
دول الخليج ضخّت 250 بليون دولار في القطاع الخاص الأميركي
دبي – دلال ابوغزالة الحياة - 11/12/07//
لفتــت الاستــثمارات الضخمة التي ضختها دول مجلس التعاون الخليجي اخيراً، في صفقات تملك مؤسسات عالمـــية واقليمية، انظار اقطاب هذه الصناعة، الذين اجتمعوا في دبي امس لمناقشة آفاق هذه الظاهرة ومستقبلها في منطقة تجاوزت فوائضها النفطية 308 بلايين دولار، في وقت يعاني الغرب من تداعيات ازمة الرهن العقاري الأميركي.
وقدر اقطاب هذه الصناعة الذين شاركوا في «منتدى الاستثمارات في الملكية الخاصة...سوبر ريتيرن» الذي انطلق في دبي امس، اجمالي الاموال العربية التي ضخت في قطاع الملكية الخاصة في اميركا منذ مطلع العام بأكثر من 250 بليون دولار، بمعدل نمو تجاوز 80 في المئة عن العام الماضي، في حين جمعت المؤسسات المالية العاملة في هذا القطاع نحو 20 بليون دولار من منطقة الخليج لاستثمارها في الملكية الخاصة في المنطقة العربية.
واكــد مشـــاركـــــون في المنتدى الذي حضره مسؤولون كبار في شركات عالمية واقليمية كبرى عاملة في هذا المجال، مثــــل «كارلايل» الامـــيركيـــة و «انفستكورب» و«ابراج كابيــــتال»، ان نمو هذا القطاع في المنطقة بات يفوق معدلاته في اميركا، خصوصاً بعد ان كثفت «صناديق سيادية» خليجية شراء مؤسسات عالمية لامعة من مختلف القطاعات (مالية وعقارية وخدماتية...) فضلاً عن بلايين الدولارات التي جمعتـــها صناديق خاصة للاستثمار في شركات خاصة عالمية، ما اقلق دولاً كبرى باتت تضع شروطاً على عمليات الاستحواذ، خصوصاً لقطاعات تعتبرها «استراتيجية». وأدى النمو الكبير الذي يشهده قطاع الاستثمار في الملكية الخاصة من قبل المنطقة، افراداً وحكومات، الى تنافس الشركات العالمية على فتح فروع لها في المنطقة خلال الشهور الأخيرة، حتى تجاوز عدد الشركات الدولية والاقليمية العاملة في هذا القطاع في المنطقة العربية 60 شركة. وأكد بعض مسؤوليها ان بوصلتهم اتجهت الى المنطقة بسبب النمو الكبير لهذا القطاع.
وأفــــادت دراسة اصدرتها شركة «ابراج كابيتال» الاماراتية، ان في حين لم تتجاوز معدلات نمو صناديق الاستثمار في الملكية الخاصة في الولايات المتحدة منذ 2002 حتى 2006 معدل 41 في المئة، فان نسبة نموها في المنطقة العربية خلال الفترة ذاتها تجاوزت 90 في المئة. ورجحت المؤسسة ان يتضاعف هذا النمو خلال السنوات القليلة المقبلة.
وأكد مؤسس شركة «انفستكورب» رئيسها نمير قردار لـ «الحياة»، ان الاستثمار في الشركات الخاصة «اصبح له تأثير كبير على الاسواق المالية العالمية، لا سيما ان قيمة هذا القطاع حول العالم تجاوزت 700 بليون دولار». ولم ينكر ان «التضييق الحاصل في مجال منح القروض في الغرب فرض ضغوطاً على هذه الصناعة حول العالم»، فضلاً عن الاخطار المتزايدة التي تحيط بها. وحض الحـــــكومـــات العربية والغربية على عدم الاستــــثــمار في هذا القطاع بواسطة «صناديق سيادية»، وانما من طريق مؤسسات متخصــــصة يمكنها قياس الاخطار، وتـــحـــديد المعايير المطلوبة عالمياً لقبول الاستثمار في هذا القطاع. وطالب شركات الاستثمار في الملكية الخاصة بان «تتبع مزيداً من الشفافية واعتماد معايير الحوكمة».
واشار الرئيس التنفيذي لمؤسسة «ابراج كابيتال» الاماراتية، الى ان حجم الاموال العربية التي تدار من قبل صناديق الملكية الخاصة، تتجاوز حالياً ستة في المئة من اجمالي الناتج المحلي لدول المنطقة. وتوقع ان ترتفع الى 65 بليون دولار خلال السنوات الاربع المقبلة. وأكد ان المنطقة العربية انفقت على مشاريع البنية التحتية خلال السنوات الماضية نحو 358 بليون دولار، وتخطط لانفاق 676 بليوناً، منها 200 بليون على قطاع الكهرباء و134 بليوناً على قطاع المياه، و49 بليوناً على قطاع الصحة، و 18 بليوناً على قطاع التعليم، و188 بليوناً على المواصلات و67 بليوناً على تطوير قطاع البتروكيماويات.
واشار خبراء شاركوا في المنتدى الذي يعقد للمرة العاشرة في بلدان مختلفة حول العالم، الى ان توجه المنطقة العربية الى اشراك القطاع الخاص في مخططات اعادة الهيكلة الجارية حالياً في مختلف الدول العربية، ساهم في زيادة الزخم لقطاع الملكية الخاصة في المنطقة، فضلا عن ان عمليات التخصيص لعبت هي الاخرى دوراً مهماً في تعزيز هذا القطاع.