عبد المهدي حصان يريدون الاكراد امتطائه لاجل الحصول على كركوك
صحيفة واشنطن بوست .. الاكراد يقودون حملة لاستبدال المالكي بعادل عبد المهدي من اجل كركوك
كشفت صحيفة واشنطن بوست النقاب عن حملة كبيرة يقودها الأكراد لإسقاط رئيس الوزراء نوري المالكي وإبداله بنائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي، على الرغم من أن الولايات المتحدة نصحت بأن لا يـُطاح بهذه الحكومة. ونقل تقرير الكاتب ديفيد أغنيتيس الذي نشرته الصحيفة الأربعاء عن مسؤول أميركي يعمل في العراق، ولم يـُفصح عن اسمه، وصفه لما يجري في هذا الشأن بأنها اللحظة التي قد تشهد انفراجا أو انهيارا لحكومة المالكي.وأضاف أغنيتيس الذي يعد من ألمع الكتاب الأميركيين، أن مصادر أميركية وعراقية أفادت له بأن الأكراد أرسلوا في الـ 21 من الشهر الماضي رسالة تتضمن إنذارا نهائيا للمالكي.ونقل أغنيتيس عن مسؤول كردي قوله إن الرسالة كان واضحة بالتعبير عن القلق الذي يشعر به الحزبين الكرديين من الاتجاه الذي سلكته السياسة في بغداد، واصفا الرسالة بأنها جهد مخلص من الحزبين الكرديين الرئيسين لإصلاح الحكومة العراقية.
ولفت تقرير واشنطن بوست في هذا الاتجاه إلى أن الأكراد منزعجون، لأن المالكي نكث بوعوده التي قالوا إنه ألزم نفسه بها أمامهم الصيف الماضي عندما كان يحاول حينها تلافي حملة سابقة لإسقاطه.
وأوضح التقرير أن المالكي وعد الأكراد آنذاك بأن حكومته ستمرر قانون النفط وقانون سلطات الأقاليم، فضلا عن إقامة استفتاء لتحديد مستقبل مدينة كركوك، وهي وعود لم تر طريق التنفيذ، مما أثار غضب الأكراد.
وبين أغنيتيس في تقريره أن الصوت الأكثر قوة في مناهضته للمالكي هو مسعود البرزاني، الذي ذكر أغنيتيس أنه وافق الصيف الماضي على العودة إلى دعم المالكي بعد أن أجرى معه الرئيس بوش اتصالا هاتفيا.
وأضاف التقرير أن دخان الهجمات التركية التي عبرت الحدود الشمالية، وتأجيل إجراء استفتاء كركوك، دفعا البرزاني لسلوك طريق الحرب، حسب تقرير الصحيفة الأميركية.
وتحدث تقرير الكاتب ديفيد أغنيتيس الضوء عن لقاء جرى بعد عطلة عيد الميلاد في شمال العراق بين السفير الأميركي لدى العراق رايان كروكر وكل من جلال الطالباني ومسعود البرزاني
وعقب التقرير بالقول إن كروكر قال الثلاثاء في مقابلة صحافية أجريت معه من بغداد بأن الأميركيين يعربون عن الشكر لكل من يتحمس لتفعيل الحكومة العراقية، لا تغييرها.
ومضى أغنيتيس إلى القول إنه على الرغم من أن المسؤولين الأميركيين الذين لم يكشف عن أسمائهم نصحوا بالضد من إزاحة المالكي فإنهم وافقوا على ضرورة أن يقوم رئيس الوزراء العراقي بمزيد من الجهد لتفعيل أكبر لحكومته في الأشهر المقبلة أو أنها ستواجه الإسقاط، وفقا لما ينقله الكاتب عن مسؤول أميركي.
وأضاف أغنيتس في تقريره في واشنطن بوست أن هذا المسؤول الأميركي أوضح أن هناك إحساسا وسط الأكراد والسنة والشيعة على حد سواء بأن الحكومة العراقية لا تضطلع بالدور الذي من المفترض أن تقوم به، مشددا على أن ما تقتضي الحاجة إليه الآن هو أن تتحرك الحكومة العراقية على نحو أسرع.
وذكر التقرير أن القوى المناهضة للمالكي تود استبداله بنائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي، القيادي في المجلس الأعلى الذي يقوده عبد العزيز الحكيم.
وأشار التقرير إلى أن مؤيدي عبد المهدي يعتقدون بأنهم قادرون على توفير الـ 138 صوتا في مجلس النواب اللازمة للتقدم بطلب لسحب الثقة عن حكومة المالكي في مجلس النواب بواقع 53 صوتا لنواب الحزبين الكرديين الرئيسين، و55 صوتا من النواب السنة و30 صوتا من نواب المجلس الأعلى الإسلامي العراقي.
وأضاف تقرير واشنطن بوست أن هناك 40 صوتا مضافا من النواب المناصرين لكل من سلفي المالكي إياد علاوي وإبراهيم الجعفري.
ولفت تقرير الصحيفة الأميركية إلى أن مجموع هذه الأصوات سيكون قريبا جدا من ثلثي أعضاء مجلس النواب التي لا غنى عنها لتشكيل حكومة جديدة.
وأضاف التقرير أن شائعات بدأت تدور في العراق حول أسماء مرشحة لشغل وزارت حكومة عادل عبد المهدي، حيث يقول الأكراد إنهم يتجهون نحو الحقائب الأمنية، في حين يوجد مرشحون متعددون لتسلم وزارة النفط وقطع دابر ما يقال عن تهريب النفط العراقي إلى إيران عبر أنبوب نفطي ممتد بين البلدين.
وشدد التقرير على أن العقبة الكبرى أمام إزاحة المالكي تتمثل بالمرجع الديني علي السيستاني الذي ذكر التقرير أنه سبق أن أعرب عن خيبة أمله من الحكومة العراقية، ولكنه بدا قلقا من انقسام الإئتلاف الشيعي.
وقال التقرير إلى أن إدارة بوش تشاطر العراقيين خيبة أملهم بالمالكي غير أنهم يتخوفون من أن تغيير الحكومة العراقية سيضيف مزيدا من التأجيل وانعدام الثقة إلى المشهد العراقي الذي تعمه الفوضى، وفق التقرير.
ونقل التقرير تساؤلا لمسؤول أميركي عن المدة الزمنية التي سيستغرقها مثل هذا التغيير في الحكومة العراقية، وتشكيل حكومة جديدة.
واختم تقرير الكاتب ديفيد أغنيتيس تقريره في صحيفة واشنطن بوست إلى أن الولايات المتحدة مشغولة الآن في الدراما السياسية التي تشهدها، وتبدو بغداد بعيدة عنها، غير أن ما سيشهده العراق في الأسابيع المقبلة سيكون له أكبر الأثر في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وفق التقرير.
عن جريدة حوارات الكترونية.