ظاهرة تقديس الرواديد.. فـــــراغ أم حالة تـــــخلف؟
[align=justify]
[mark=CCCCCC][align=center]ظاهرة تقديس الرواديد.. فراغ أم حالة تخلف؟[/align][/mark]
كتب - حسين السنابسي:
يبدي عدد من الرواديد الحسينيين امتعاضهم من ظاهرة تعليق صور المنشدين في الغرف الخاصة بالشباب، ووصفوها بالحالة المتخلفة.
ويعتبرون ان »الكليب« الديني حالة متطورة على الساحة الإسلامية، إلا أنها تعيش حالة من الفراغ في المضمون بسبب عشوائية الطرح، محملين شركات الإنتاج هبوط المستوى الفني للكليب الديني، ولافتين إلى ان ظاهرة المتاجرة باسم الحسين (ع) في تحديد مبلغ شرطي من قبل بعض الرواديد لإحياء المناسبات المختلفة حالات استثنائية.
[align=left][frame="7 30"][align=justify]ظاهرة تعليق صور المنشدين الإسلاميين في غرف الشباب بما يشبه حالة التعلق بالمغنين ناشئة عن الخطأ في الهدف و التعلق بالرادود دون الرسالة التي يقدمها، واستلطاف الرادود ذلك يهدم ما يبنيه ويساهم في حالة التخلف [/align][/frame][/align]
يعلق الرادود عبد الشهيد الثور حول استماع بعض الشباب الى الرثاء، قائلا »في إطار إيجاد البديل نرى أنفسنا ملزمين بتوفير البدائل التي تنسجم مع قواعد الشرع، وبناء على هذا فلو اتجه الشباب لسماع النشيد الإسلامي فذلك أمر جيد منهم«.
ويردف »أما الأمر السلبي فيه هو انه استماع دون هدف، وهو ما يحول الإنسان إلى أذن كبيرة تحمل في أطرافها أعضاء إنسان«، معتقدا ان هذه سلبية لا تقود إلى نتائج طيبة إنما وسيلة نتلهى بها عن الهدف الأساسي والمفترض ان يكون الاستماع ممرا يعبر منه إلى ما هو أعظم.
[align=left][frame="7 30"][align=justify]بما ان حركة الفيديو كليب في الوسط الإنشادي الإسلامي حديثة فاحتمالية وقوع الأخطاء أمر وارد[/align][/frame][/align]
ومع انتشار ظاهرة تعليق صور المنشدين الإسلاميين في غرف الشباب يؤكد الثور تشابه هذه الحالة بالتعلق بالمطربين »هذه حالة تشبه حالة التعلق بالمغنين وهي غير صحية شئنا أم أبينا، ويبدو أنها ناشئة عن الخطأ في الهدف«، موضحا »إذ إن المطلوب ليس التعلق بالرادود بقدر ما هو الارتباط بالرسالة التي يقدمها«.
حالة تخلف
ويتصور بأن هذه الحالة تشبه حالة التعلق بالإطار دون الصورة، محذرا الرواديد من تشجيع ذلك لشدة ضرره على المجتمع، مكملا »لأنها حالة تفرغ مهمة الرادود من محتواها وإذا ثبت أن هناك من الرواديد من يستلطف ذلك فهو يهدم ما يبنيه ويساهم في حالة التخلف«.
[align=left][frame="7 30"][align=justify]لطالما كان المسلمون يحلمون بالحضور الإعلامي لأجل تقديم ثقافة إنسانية شاملة وجديدة على العالم، الا ان ما يقدم في السوق اليوم خال من المضمون الإنساني، مغلق في دائرة العاطفة،لا يروج لأي قيم ![/align][/frame][/align]
وينفي الرادود الشيخ حسين الأكرف تضمين الكلمات الغزلية في الرثاء الحسيني، ويقول »لا أرى في القصائد الرثائية أي غزل، واحتمالية وقوعها في الجانب الإنشادي أكثر، لأن الرثاء ترجمة لحالة من الحزن يُذكر فيها الفقيد والشهيد، وجمالية الشهيد الفكرية«.
ويستدرك وإن تضمنت القصائد كلمات الحب والشوق لا يسمى غزلا في النص الرثائي فهي حالة من الولاء، أما الملاحظ في القصائد التي يمتدح فيها بعض الشخصيات كالرسول (ص) والأئمة (ع) فبعضها يتناول الجانب الغزلي، وأعتقد بأن هذا الأمر لا بد من الابتعاد عنه لما فيه من توهين للرسول أو الإمام.
حالات استثنائية
وحول ما يثار بمنحىالمتاجرة باسم الحسين والذي يشترط فيها المنشد مبلغا معينا لإحياء المناسبات، يبين كوني رئيسا للرابطة الحسينية للرواديد في البحرين، فإننا بصدد رصد عوز المنشدين لعدم انتشار مثل هذه الحالات التي قد تفقد الموكب هيبته، وإنشاء صندوق خاص لإعانة المنشدين لافتاً إلى انها حالات استثنائية وفردية وليست عامة.
[align=left][frame="7 30"][align=justify]المفترض ان يكون الاستماع للردات الحسينية ممرا يُعبَرُ منه إلى ما هو أعظم منه والتوقف عندها يلهي عن الهدف الأساسي ويقود الى سلبيات أبرزها تحول الإنسان إلى أذن كبيرة تحمل في أطرافها أعضاء إنسان!![/align][/frame][/align]
ويؤكد ان رواديد البحرين لا يشترطون مبالغ معينة بل انهم يبغون الأجر والثواب فهم يعطون بدون مال ولكن البعض بسبب الفقر يحدد مبالغ معينة،وهيعلى نطاق ضيق ونحن بصدد مناقشتها بجدية.
ويشدداننا ضد بعض الحالات التي تشترط المال أو تضعه في قالب مساومة، وإن حصلت فهي استثنائية ، فرواديد البحرين مشهورون في المنطقة بعدم التكسب من الرثاء الإسلامي، ولا يغلبون المال على الثواب.
صور إبداعية
ويعلق الأكرف حول موضوع إنتاج الفيديو كليب الإسلامي الطموح أكبر مما هو موجود ولا نزال نقدم صورة أقل إشراقاً مما نسعى إليه، وهذا الأمر يعود للقدرة الإنتاجية المحدودة، وسط تقديم مبالغ زهيدة للإنتاج .
ويردف الطرح الموجود هو صور إبداعية رغم ضعف الإمكانيات ولذا نقدم ملامح جديدة مختلفة على الساحة الإنشادية والإسلامية متمنيا الوصول إلى مستوى إنتاجي مهم ومستمر أفضل مما سبق .
ويؤكد ان حركة الفيديو كليب في الوسط الإنشادي الإسلامي حديثة وان احتمالية وقوع الأخطاء أمر وارد و نتيجة طبيعية، لافتاً إلى وقوع بعض التشابه في فيديو الأغاني، وهذا الأمرغير مطلوب، لان هذا الخلط يهبط بالثقافة الإسلامية ويؤثر سلباً على الإنتاج الإسلامي.
حالة عشوائية
ويضيف »هذه العشوائية تحتاج لحس إبداعي تقييمي، ويلازم هذا الحس المبادرة في تقديم المختلف، لتحقيق الإبداع وان يقدم شيئا مختلفا يجذب الجمهور«، معتبرا الفيديو كليب يعكس حالة ثقافية جديدة، »إلا ان هناك نوعا من التخبط إلى حد السذاجة في بعض الإصدارات.
ويصف الشاعر عيسى العصفور »الكليب الديني« بأنه خاسر بسبب الفراغ الذي يعيشه ، يفترض بالكليبات« أنها تنحدر عن ثقافة إسلامية إنسانية ضخمة« مردفا »ولطالما كان المسلمون يحلمون بالحضور الإعلامي لأجل تقديم ثقافة إنسانية شاملة وجديدة على العالم، وها قد توفرت الفرصة، لنجد أن ما تقدمه السوق الخليجية خصوصا، خال من المضمون الإنساني، مغلق في دائرة العاطفة،لا يروج لأي قيم«.
ويواصل» في هذا الميزان فإن الكليب الغنائي الهابط خاسر والكليب الديني يكاد أن يكون خاسرا للفراغ الذي يعيشه من حيث المضمون، وهذا لا يعني أنه غير قابل للتطور، بل إن مخزونه الثقافي وافر جدا وإمكانية تطوره مرتفعة«.
ويحمل العصفور المسؤولية إلى المؤسسات الإعلامية وشركات الإنتاج والهيئات الدينية، مضيفاً »انها مسؤولية المؤسسات الإعلامية وشركات الإنتاج بالدرجة الأولى، ومن ثم الهيئات الدينية مثل »رابطة الشعراء والرواديد« في البحرين«..
[align=left][frame="7 30"][align=justify]هناك نوعا من التخبط إلى حد السذاجة في بعض الإصدارات[/align][/frame][/align]
ويختتم »أما المسؤولية الأخيرة فتقع على الرادود حين يعرف نفسه على انه مجرد أداة فنية، لا يملك مشروعا واضحا ولا رسالة معينة يؤمن بها، فهذه الجهات الثلاث تتحمل المسؤولية كاملة لأنها فاقدة للمعايير وبوصلتها على غير الاتجاه، وهذا ما جعل الإشكال حاضرا والتمييز بين الغث من السمين غائبا «.
[/align]